قد أقفرت مابال قلمك لايكتب أوصافها لارقيب يمنعه ولا عليه النهى إعتاد يزمر كما طير القطا إن راى ماشيا في الليل دها مازادني البعاد عذلا في الهوى إلا وزاد تولعاً قلبي لها وتولهاً البُعْد توجعاً لي حزناً وتململاً وتشوُّقاً وتحرُّقاً لقلبي وتأوُّهاً ما أنا أوَّلَ من بَعُدَ عن حبيبته وحالت به المسافات فتدلها آن أن تَثني عن ماأنت فيه جاهداً حتى تفيق منه لامختار بل مكرهاً أصَفا لدمعِكَ أن يكونَ مُرقرِقاً وحراً لقلبك أن يظل إليها مولها عبثت بك صروف النائبات فلا تجزع و تأوِّبه إنما الصبر إنتهى إن شدت هموم فوق ماتحمله إلاَّ كان لها حنينٌ لاوجود مثلَها لقد نهاني العقل كثيراً عن الهوى فأبى القلب كان مصراً لو انتهى سفهاً لرأيكَ ياعقل تذكر مامضى رَجعاً وقد زرعَ المشيبُ ونَهنها هيهات أيّامُ الشَّباب تعود وعهدُه إذ كنتَ في عهد الشَّبابِ مُرفَّها لا تحسب أن السعادة بالشباب تلك الحياة واَلَمَها من تلك المها قد أقفرَتْ تلك القلوبُ وفُرِّقتْ بين الأحبة فلا البهيُّ ولا البهَا أقصِرْ فقد خَلت ألأشعار من هوى ً تصبو إليه ولا قوافي تشتهى لم تبق لي إلا لوعة ٌ أو حسرة ٌ تذيب بها الصخر الأصم مدلها د.عبدالواحد الجاسم