الرئيسيةاخبارقرآن النحو / سيبويه إمام النحاة 
اخبار

قرآن النحو / سيبويه إمام النحاة 

قرآن النحو / سيبويه إمام النحاة 

قرآن النحو / سيبويه إمام النحاة 

بقلم : السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد – كاتب و باحث و تربوي مصري ٠

 

ومعنى (سيبويه ) : رائحة التفاح، وقيل بل لأنه كان شابًا نظيفًا جميلًا أبيضَ مشربًا بحمرة كأن خدوده لون التفاح ٠

و قد انتهت حياته شابا بسبب مناظرة الكسائي في ” المسألة الزنبورية ” وحزن لما دُبر له ، لكن فتحت قضية الاختلاف النحوي بين مدرسة البصرة و الكوفة كما سنعلم و كما درسنا من قبل ٠

 

عزيزي القارىء الكريم ٠٠

ما زالنا مع الاحتفاء و الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية لغة القرآن الكريم اللغة الشاعرة لغة الضاد ، و من ثم نواصل مع علوم اللغة و نتوقف مع سيد النحاة – سيبويه – الذي أسدى لنا ضبط الكلام نطقا و كتابة و علم النحو على أساس منهجي و حق لنا أن نطلق عليه جميعا قرآن النحو لمكانته في هذا العلم العربي الذي هو سياج لغتنا الجميلة من شيوع و ذيوع اللحن في كل عصر و مصر حتى حفظ لنا معاجم اللغة وعاء لا ينضب هكذا ٠٠

 

و هذه التسمية ( قرآن النحو ) من باب المجاز، والكناية عن بلوغ الكتاب، أهمية في علوم العربية و غيرها في ضبط الكلام و اللسان دون لبس عن اليقين و التفرقة الواضحة ٠

وقال الإمام أثير الدين أبو حيان:

 

أتى سيبويه ناشراً لعلومه * فلولاه أضحى النحوُ عُطْلاً شواهده

 

وأبدى كتاباً كان فخراً وجوده * لقحطانَ، إذ كعبُ بن عمرو محاتِده

 

وجمَّع فيه ما تفرق في الورى * فطارِفُه يُعزى إليه وتالده

 

بعمرو بن عثمان بن قنبرٍ الرضا * أطاعت عواصيه وثابت شوارده

 

عليك قرانَ النحو، نحوَ ابن قنبر * فآياته مشهودة ، وشواهده ٠

 

وقال البغدادي في ” خزانة الأدب ” و المازني: 

” من أراد أن يعمل كتابا كبيرا في النحو بعد كتاب سيبويه، فليستحي مما أقدم عليه ” ٠

وقال د. الطناحي: ” وسيبويه إمام النحاة، وكتابه العظيم: قرآن النحو، لا يخلو كتاب نحويّ من الأخذ عنه والنقل منه “، “مقدمة تحقيق أمالي ابن الشجري” ٠

 

وقال د. شوقي ضيف:

 إِنَّ الكتاب يُعَدُّ آية خارقة من آيات العقل العربي؛ حتى سمَّاه بعضهم (قرآن النحو) ٠

وقال أيضا :  

” كتاب سيبويه لا يُعَلِّمُ العربِيَّة وقواعدها فحسب، بل يُعَلِّم أيضا أساليبها ودقائقها التعبيرية ” ٠

 ” المدارس النحوية ” 

 

* نبذة عن سيبويه:

————————

سِيبَوَيْهِ (148 – 180 هـ / 765 – 796 م) أَبُو بِشْرٍ، عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنَبْرٍ ٱلْحَارِثِيُّ بالولاء، المعروفُ بـ «سِيبَوَيْهِ» ٠

إمامُ النَّحْويينَ، أوَّلُ مَنْ بَسَطَ عِلمَ النَّحْو. أخذ النَّحْو والأدب عن: الخليلِ بْنِ أحمدَ الفراهيديِّ، ويونُسَ بْنِ حَبِيبٍ، وأبي الخَطَّاب الأخفش، وعيسى بْنِ عُمَرَ، وورد بَغدادَ، وناظر بها الكِسائيَّ في قضية عُرفت باسم المسألة الزُّنبورية، غلبه فيها الكسائي، غير أن سيبويه لم يبق في بغداد بعد هذه المناظرة، وعاد إلى فارس، ولم يعد إلى البصرة.

= من آثاره: كتاب سيبويه في النحو.

 

سميّ ( سيبويه )لأن أمه كانت ترقصه وتقول له ذلك، ومعنى سيبويه رائحة التفاح ٠

– وقيل بل لأنه كان شابًا نظيفًا جميلًا أبيضَ مشربًا بحمرة كأن خدوده لون التفاح وذلك يقال له سيبويه لأن التفاح سيب أو لأنه كان يعتاد شم .

أبرز علماء النحو هم أبو الأسود الدؤلي (مؤسس علم النحو بطلب من الإمام علي) وسيبويه (إمام النحويين، مؤلف “الكتاب”)، بالإضافة إلى الخليل بن أحمد الفراهيدي، والكسائي، والفراء، والمبرد، وابن مالك، وابن هشام، وهؤلاء هم أقطاب المدارس النحوية الكبرى كالبصرية والكوفية.

 

* تلاميذه : 

لأن القدر لم يمهله طويلًا حيث تُوُفِّي في ريعان شبابه، فلم يكن لسيبويه تلاميذ كثيرون، وكان من أبرز من تتلمذوا على يديه ونَجَم عنه من أصحابه: أبو الحسن الأخفش، وقُطْرب ويقال: إنه إنما سمِّي قطربًا لأن سيبويه كان يخرج فيراه بالأسحار على بابه، فيقول له: إنما أنت قطرب ليل. والقُطْرب: دويبة لا تزال تدبُّ، ولا تفتر ٠

= قال عنه ابن عائشة: 

” كنا نجلس مع سيبويه النحوي في المسجد، وكان شابًا جميلاً نظيفًا، قد تعلق من كل علم بسببٍ، وضرب في كل أدب بسهمٍ، مع حداثة سنِّه وبراعته في النحو ” ٠

نعم لقد ألف العلامة ( سيبويه) كتابه في النحو و الصرف ٠

و الجدير بالذكر هنا :

 هذا الكتاب أول كتاب منهجي ينسق قواعد اللغة العربية،ويدونها ،ويبحث في مختلف النحو والصرف، كما يتعرض لكثير من المسائل الدينية والدراسات القرآنية، وقد اهتم به القدماء والمحدثون: درسا وشرحا ونقاشا وتعليقا واختصارا،فلم يحظ كتاب بما حظي به كتاب سيبويه عند أهل العربية قاطبة ٠

 

= قال عنه الجاحظ:

 «لم يكتب الناس في النحو كتاباً مثله،وجميعالناس عيال عليه” ٠

= وقال عنه السيرافي: 

” وكان كتاب سيبويه لشهرته وفضله علَماً عند النحويين، فكان يقال بالبصرة: قرأ فلان الكتاب،فيُعلَم أنه كتاب سيبويه ” ٠

= و قال الجرمي:

” أنا منذ ثلاثين سنة أفتي الناس في الفقه من كتاب سيبويه ” ٠

 

قال الذهبي: إمام النحو، حجة العرب، الفارسي، ثم البصري. قد طلب الفقه والحديث مدة، ثم أقبل على العربية، فبرع وساد أهل العصر، وألف فيها كتابه الكبير الذي لا يدرك شأوه فيه. قيل فيه مع فرط ذكائه حبسة في عبارته، وانطلاق في قلمه.

 

قال المبرد: «لم يُعمل كتاب في علم من العلوم مثل كتاب سيبويه؛ وذلك أن الكتب المصنَّفة في العلوم مضطرة إلى غيرها، وكتاب سيبويه لا يحتاج مَنْ فَهِمَه إلى غيره».

 

قال محمد بن سلام: «كان سيبويه النحوي غاية الخلق في النحو وكتابه هو الإمام فيه».

 

قال ابن النطاح: «كنت عند الخليل بن أحمد فأقبل سيبويه فقال: مرحبا بزائر لا يمل، فقال أبو عمر المخزومي وكان كثير المجالسة للخليل: ما سمعت الخليل يقولها لأحد إلا لسيبويه».

 

قال ابن كثير: «وقد صنف في النحو كتابا لا يلحق شأوه وشرحه أئمة النحاة بعده فانغمروا في لجج بحره، واستخرجوا من درره، ولم يبلغوا إلى قعره».

 

قال أبو إسحاق الزجاج: 

«إذا تأملت الأمثلة من كتاب سيبويه تبينت أنه أعلم الناس باللغة».

 

* و نختم المقال بالمسألة الزنبورية : 

———————————-

و هي مناظرة لغوية شهيرة بين سيبويه (البصرة) والكسائي (الكوفة) حول إعراب جملة “كنت أظن أن العقرب أشد لسعة من الزنبور فإذا هو هي”، حيث أصرّ سيبويه على الرفع (“هي”)، بينما أجاز الكسائي النصب (“إياها”)، وانتهت المناظرة بوفاة سيبويه حزنًا بسبب ما قيل إنه مكيدة دبرها الكسائي لجلب أعراب يرجحون رأيه، مما يعكس خلافًا مدرسيًا عميقًا في النحو العربي. 

 

المقولة الخلافية: “كنت أظن أن العقرب أشد لسعة من الزنبور فإذا هو هي”.

 

رأي سيبويه (البصرة): يرى أن الخبر يجب أن يكون مرفوعًا (“فإذا هو هي”)، لأن “إذا الفجائية” لا تعمل ما بعدها، ويُعتبر “هي” ضميرًا مبنيًا في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره “هو”.

 

رأي الكسائي (الكوفة): يجيز الوجهين: الرفع والنصب (“فإذا هو إياها”)، وهو ما يمثل مذهب الكوفيين الذي يميلون للتيسير وإجازة الأوجه المتعددة، استنادًا على أن “إذا” الفجائية قد تعمل عمل “إنّ”.

 

خلفية المناظرة: دارت المناظرة في مجلس الخليفة، حيث استدعى الكسائي أعرابًا لتدعيم رأيه، تقول الروايات إنهم أُغروا على ترجيح كفة الكسائي، مما زاد من غضب سيبويه وأدى إلى وفاته بعد فترة قصيرة حزنًا، مع الإشارة إلى أن الأعراب في الواقع لم يستطيعوا النطق بجملة الكسائي ٠

و هذا فتح باب الاختلاف بين المدرستين، و مدى التعامل مع قواعد اللغة العربية النحوية حيث الخلاصة :

وقع الاختلاف بين التشدد في البصرة والتوسع في الكوفة.

 

و أخيرا أرى أن الكلام في هذا المضمار و في هذا الحديث النحوي يطول و ذو شجون عن سيبويه و كتابه الذي حفظ اللغة العربية بضوابط نطقا و كتابة فاستقم الحرف و الاسم و الفعل حسب الاستخدام قولا و عملا و أهل العلم يعرفون حقه هكذا ٠

قرآن النحو / سيبويه إمام النحاة 

قرآن النحو / سيبويه إمام النحاة 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *