قراءة تحليليّة نقديّة لقصيدة ” أضغاث الحقيقة
”
للشّاعر التّونسيّ ” وليد عبد الحميد العيّاري”
* تقديم : مفتاح الحاج
* بقلم : الباحثة نور بوعزيز _تونس
الاستاذة نور بوعزيز …باحثة وناقدة …وشاعرة ..نشرت ديوانها البكر ” أنثى فوق الرقابة ” وهو ديوان
في شعر الومضة .
اهتمت بالنقد ونشرت عدة دراسات نقدية حول نصوص لبنانية وسورية ومغربية ومصرية وتونسية مثل هذه القراءة التحليلية النقدية لقصيدة ” أضغاث الحقيقة ”
للشاعر التونسي وليد عبد الحميد العياري …..
هناك حقيقة وجوديّة عرّت بشاعة العالم،
وكشفت عن الوجه القبيح لبعض حكّام العرب والغرب.
وأسدلت السّتار على كلّ التّسميات المنمّقة والشّعارات الرّنّانة في ضوء ما يتعرّض له الفلسطينيّون من إبادة جماعيّة انتهكت العرض والأرض وطالت حرمة وشرف المرء.
وحينما يأخذنا خيالنا الجامح إلى تأمّل أحلامنا وأقدارنا،
عندئذ يشعر المرء بانفصام الرّوح عن الجسد ولو للحظات مباغتة، ممّا ينجرّ عنه اختلاط الحابل بالنّابل والحقيقة بالوهم والهوى بالجوى في أفظع كوابيس الزّمن.
فتنفجر قناديل الأمل وتسكب ضياءها على عتمة العمر، وتسافر بالذّات إلى مرافئ الشّكّ واليقين في إحدى الرّحلات الشّعوريّة الّتي يتجرّد فيها الأنا الغنائيّ من كلّ قيوده الوهميّة ومكبّلاته الكلاسيكيّة ومخاوفه الفطريّة معلنا قبول تحدّيه ضدّ أعتى القوى وأكثرها صلابة وشراسة، إنّها سلطة الزّمن الّتي يشير إليها عنوان القصيدة ” أضغاث الحقيقة”.
وإذا أمعن القارئ النّظر في صياغة العنوان الّذي يعدّ عتبة محوريّة يستوجب الوقوف عندها وفكّ رموزها لكونها تمثّل المدخل الأوّل لتأويل ما يقتضيه متن القصيدة.
فإنّ الشّاعر التّونسي ” وليد عبد الحميد العيّاري”
يبدو صيّادا ماهرا يتقن جيّدا فنّ الشّعر والتّلاعب بالحروف والكلمات. وربّما انحداره من بيئة عربيّة مستعصية
اعتنت عناية فائقة بناظم الشّعر قديما وحديثا،
واحتفت بميلاد الشّعراء احتفاء أخذ طقوسا متنوّعة توارثتها الأجيال وأرّختها حافظة التّاريخ من بينها
بعض الألقاب الّتي ارتبطت بخصوصيّات البيئة العربيّة،
وأطلقت على مجموعة من روّاد الشّعر العربيّ الحديث منها:
” بدوّي الجبل” ، “شاعر النّيل” ، “شاعر الخضراء” ،
“شاعر السّيف والقلم” ، إضافة إلى تسميات أخرى
لا يستوجب السّياق ذكرها. فما كان من الشّاعر سوى التّفكير مليّا في اختيار العنوان المناسب والعبارة الغامضة
الّتي تعدّ فخّا مفيدا لشدّ انتباه المتلقّي، وتولّد له الرّغبة
في الاطّلاع على ثنايا النّصّ الشّعريّ، والتّأنّي في ربط العلاقة القائمة بين السّطر الشّعريّ والسّطر الّذي يليه أسلوبيّاا وبراغماتيّا.
وما يمكن أن نستشفّه إثر الرّبط الدّلاليّ بين مفردتي العنوان فإنّ الذّات الشّاعرة منذ بداية حبكها لمفاصل نصّها فقد حمّلت العنوان باعتباره القلب النّابض لهيكل القصيدة الحقائق المحزنة والمفرحة معا لتكون الحقيقة
الّتي يحتويها العنوان بمثابة أحلام اليقظة.
في المقابل احتوى جسد القصيدة الحقائق المفصّلة جزئيّة كانت أو كليّة. وهنا تكمن المفارقة بين رأس القصيدة [العنوان] وجذعها [الأسطر الشّعريّة]. لكن السّؤال
الّذي يستوجب طرحه أثناء هذه القراءة التّحليليّة
ماهي الحقائق الّتي تريد الذّات الشاعرة تخبارنا عنها ؟
وهل كلّ الحقائق نسبيّة؟
وكيف تشكّلت القصيدة
في ضوء هيمنة الأنا الغنائي على القسم الأوفر
من أجزاء القصيدة؟
لا شكّ أنّ ما يميّز الفكر العربيّ عن الفكر الغربيّ
هو وحدة اللّغة. ولأنّ اللّغة العربيّة ترتبط في جلّ أطوارها بالمقدّس، وهدفها الأوّل والأساسيّ هو التّواصل
فقد اختار شاعرنا التّونسيّ معجما فريدا اقتبست أغلب مفرداته من السّجلّ الدّينيّ ” أضرب بعصا، اليقين،
أنتظر أمرا.. سحرا، ضرّا” ليكون وقع الكلمات أشدّ وأثقل
على كاهل القارئ.
أليس” الدّين أفيون الشّعوب” والشّاعر رسول الأمّة العربيّة المهزومة في عقر ديارها. وقلمه النّاطق الأبكم المذكّر بأمجاد الماضي التّليد في حالة الغثيان الّتي أصابت ساسة العرب.
ولأنّ لقب “شاعر” لا ينطبق إلاّ على حناجر نادت بنور الحريّة البهيج، وبصرامة النّضال المثمر أبطالا وُلِدت من أفواه البنادق، وحاربت العدوّ من مخيّمات اللاّجئين،
ونالت الشّهادة من أجل إبقاء راية الوطن عالية.
فها هو الشّاعر ” وليد العيّاري” يعلن تمرّده منذ بداية السّطر الأوّل فيتجلّى أنا مجابها لكلّ المخاطر والمخاوف
الّتي تجعل الكائن البشريّ كالرّيشة في مهبّ الرّيح،
وخاضعا لكلّ قوانين الطّبيعة. فالأنا يرفض هذا الجمود والخنوع وهو ما يفسّر كثرة توظيف الأفعال المنسوبة
لضمير المفرد المتكلّم ” أنا” في القصيدة، حيث تواتر الأفعال الماضية والمضارعة الدّالّة على الفاعليّة وعلى وقوع الأحداث منها ” جَلَسْتُ، أُخِيطُ، أَضْرِبُ، أحَاوِلُ، صَنَعْتُ، نَسَجْتُ ” تجعل الأنا في مركز القوّة والجذب. في المقابل نظفر بفعلين دلّا على المفعوليّة والغلبة والضّعف ” وَقَعْتُ، تُحَاصِرُنِي”
. وعبارة أخرى أكّدت عجز الذّات وقتيّا عن إيجاد حلّ جذريّ ” َومَازِلْتُ أَنْتَظرُ أَمْرًا”. الأمر الّذي استوجب من الأنا الاستنجاد بالنّحن الجمعيّة حتّى تذلّل بعض الصّعوبات
لأنّ الخوف استفحل وهو ما أعلنه الأنا في نهاية قصيدته ” نَخَافُ أَنْ يُصِيبَنَا ضَرًّا”.
ولأنّ الأنا تعوّد ركب سفينة الصّعاب كي يثبت وجوده
في هذا العالم القائم على ثنائيّات ضديدة.
فما كان منه غير أن ينوّع في استعمال معاجم متعدّدة ومتنوّعة تكشف عن رؤى الذّات المنشئة لنصّها، والمتأثّرة بقانون الطّبيعة. فنجد أربعة معاجم هيمنت على الملفوظ الشّعريّ وهي كالآتي: معجم الحياة الّذي استأثر بنصيب الأسد، وقد عبّرت عنه هذه المفردات:” الثّقة، الشّكّ، اليقين، الشّوق، ذكريات، الطّفولة، رحلتي، أوصالي، نبضت، نسجت،
ما زلت، أنتظر، زورقا”. يليه معجم الموت الّذي كان حضوره قائما على الرّهبة والفزع وبثّ الحيرة في النّفوس:” الخوف، صياح، رجفة، تنبش، حيرتي، هلوساتي، نخاف، نذرا، ضرّا”.
أمّا معجم الأدب فكانت المفردات المكوّنة له تستعرض جبروت الذّات الشّاعرة ومدى سلطتها في التّأثير
على المتلقّي لأنّها تملك كلّ سبل الإقناع والتّأثير، متحدّية كلّ قوى الظّلم والجور: ” أَوْرَاقًا، حِبْرًا، شِعْرًا، نَسَجَتُ، نَثْرًا، الكَلِمِ، الحُرُوفُ، مَطَابِعُ الوَرَقِ، قَرِيحَتِي”. ثمّ معجم الطّبيعة وإن كان حضوره ضئيلا غير أنّه كان مهمّا في توجيه القراءة وإنتاج المعنى: عَصَايَ، تُمْطِرُ، خَمْرًا، سَحَابَةٌ سَوْدَاءُ”.
وهذا ما يجعل القارئ الفطن يطرح السّؤال التّالي:
ما الخيط النّاظم بين المعاجم؟
ولم اختارت الذّات هذه المعاجم دون غيرها؟
من البديهيّ الإقرار بأنّ هذه المعاجم في اتّساقها وانسجامها تمثّل الحقائق الكونيّة والوجوديّة الّتي تودّ الذّات كشفها للقارئ، وتحفيزه على تقصّي التّأثيرات الخارجيّة
على الذّات البشريّة وعلى حاضرها ومستقبلها باستحضار الماضي المتمثّل في “ذكريات الطّفولة” وما يصنعه الصّبية في أوقات فراغهم ” غلمانا يعصرون خمرا” تزامنا مع حيرة الأنا الّتي يصرّح بها في السّطر الثّالث عشر” وأنا في حيرة”.
بيد أنّ الأنا يرفض المكوث في حيرته الآنيّة. لتفيض قريحته شعرا مستحضرا الصّورة التّقليديّة الّتي ارتبطت بمجالس الأدب واللّهو والمجون قديما. مستبدلا العبارة القديمة
” تقطر خمرا” بالعبارة المستحدثة ” تقطر شعرا”
. وهذا نصّ القصيد:
” قَرِيحَتِي نَبَضَتْ
وَدِنَانُ الكَلِمِ تَقْطُرُ شِعْرًا”
فالأنا يعلن انزياحه ومحاولة تخلّصه من كلّ العادات والتّقاليد والأعراف العربيّة الّتي من شأنها أن تتسبّب
في إلحاق الأذى به وبالآخر، إذ أنّ الذّات المبدعة دائمة الرّحلة والمغامرة. والإنسان لا ينتصر إلاّ إذا أبدى تحمّلا وصبرا على كلّ المكاره والعراقيل الّتي من شأنها أن تسقطه في متاهات الضّياع والتّيه والتّذبذب.
لذلك كان الأنا منذ بداية الرّحلة مستعدّا لكلّ الانتظارات، فنلفيه يقوم بإنجاز المهمّة بكلّ ثقة وحزم.
فقد تجرّأ على الجلوس وحيدا على حافّة الخوف ماضيا
كي يقوم بثلاثة أفعال حاضرا غير أنّ النّتيجة الحاصلة
هي الوقوع في قبضة الشّوق.
فيقول مستعرضا أحداثا غير مألوفة للمتلقّي:
” جَلَسْتُ عَلَى حَافَّةِ الخَوْفِ
أُخِيطُ أَزْرَارَ الثِّقَةِ..
أَضْرِبُ بِعَصَايَ الشَّكَّ
أُحَاوِلُ الإِمْسَاكَ بِتَلاَبِيبِ اليَقِينِ
وَقَعْتُ فِي قَبْضَةِ الشَّوْقِ..”
إنّ هذه الأحداث غير المنطقيّة الّتي يقوم الأنا بطرحها على فضاء قصيدته هي في حقيقة الأمر مجموعة من الأفكار والهواجس والمخاوف الّتي تنبع من مواقف مؤلمة وحزينة، وترتكز في العقل الباطن ويقوم الأنا بتفريغها بواسطة قريحته وقلمه. وهذا سرّ تردّد الذّات مرّة فاعلة ومرّة مفعول بها. تارة قادرة وأخرى عاجزة ومحاصرة.
” تُحَاصِرُنِي ذِكْرَيَاتُ الطُّفُولَةِ..
رَجْفَةً بِأَوْصَالِي”
إنّ هذه الرّجفة انتشرت في كلّ أجزاء الذّات، فنتج عنها انفعال الذّات الّتي تتعدّى إلى وصف ذات أخرى أكثر انفعالا وتستدعي صوتا آخر يؤازرها محنتها إنّه “صِيَاحُ امْرَأَةِ تَنْبُشُ قَبْرًا”. فيتّحد صوت ذات الشّاعر بصوت المرأة، فيغدو الحزن حزنان، ويتعمّق الجرح العميق، وتزداد الصّورة غموضا وقتامة عندما يعمد الأنا إلى توظيف فعل اليقين ” أَرَى” كي ينقل للقارئ هول المشهد وسوداويّة الصّورة: وهذ نصّ المقطع الشّعريّ:
” وَأَرَى أَوْرَاقًا مُنْدَسَّةً
تَقْطُرُ حِبْرًا
وَغِلْمَانًا يَعْصِرُونَ خَمْرًا
سَحَابَةً سَوْدَاءُ تَحْمِلُ نذْرًا..
وَأَنَا فِي حَيْرَةٍ..”
ما نلاحظه في نهاية المقطع أنّ الشّاعر ختمه بنقطتين متتابعتين وهي “وقفة” تمكّن الأنا من ترميم بعض أجزائه، ومنح القارئ مساحة حرّة لملء الفراغات وإثراء المعنى.
وربّما وحدة الإيقاع الّتي اشتركت فيها الكلمات الآتية ” حبرا، خمرا، نذرا، شعرا، أمرا، نثرا، سحرا” أغنت الصّورة فتتجلّى الكلمات تنبض وتشعر وتبكي وتفرح.
ولعلّ هذا التّشخيص مكّننا من اقتفاء خطوات الشّاعر والمصادر الّتي ينهل منها مفرداته. كما جذبت المتقبّل
لكي يشارك الأنا مغامرته في نقد الواقع المعيش
وطرح “أضغاث الحقيقة” بأسلوب فريد استهلّه الشّاعر بتوظيف ضمير المفرد” الأنا” وختمه بضمير الجمع “نحن”.
بيد أنّ ما يلفت انتباهنا في نهاية القصيدة أنّ الأنا راوغ توقّعات القارئ. فمخزونه الأدبيّ الّذي حبكه بقوّة قريحته، وبفنّ صنعته تأبى المطابع نشره بل تعدّه هراء ولغوا.
” وَنَسَجْتُ مِنَ الحُرُوفِ نَثْرًا..
وَمَطَابِعُ الوَرَقِ..
أَعْرَضَتْ عَنْ نَشْرِ هَلْوَسَاتِي”
تبدو هذه الهلوسات قد وطأت قلوب الأعداء، أعداء القلم والحريّة والإبداع، وزعزعت معتقداهم.
لكن كيف لهذه الهلوسات أن تربك هؤلاء
إن لم تكن شعرا أو نثرا؟
الأمر وإن يبدو معقّدا، إلاّ أنّه في حقيقة الأمر يتراءى للمبدع أو للقارئ المتمرّس حقيقة جليّة تهابها كلّ العقول المتحجّرة والأفكار المتكلّسة.
لذا تعمد هذه الفئة الّتي لمّح لها الشّاعر التّونسيّ ”
وليد بن حميد العيّاري” بضمير الغيبة “هم” إلى محاولة بائسة من أجل دحض كلّ الحقائق الّتي تساهم في نهضة الشّعوب والرّقيّ بها. ابتداء بمحاربة المبدعين والأقلام الحرّة،
ورفض نتاجهم الأدبيّ الّذي يعدّ علاجا فعّالا ضدّ كلّ أشكال التّخلّف والاضطهاد والخنوع للآخر المستبدّ.
” قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرًا…
نَخَافُ أَنْ يُصِيبَنَا ضَرًّا..”
وخير استدلال على نواياهم السيّئة والمقيتة،
فقد كانت خشيتهم من حروف متشابكة ومتناسقة،
بل عدّوها “سحرا”، وخافوا من أن يلحقهم من ورائها جرح
أو مصيبة تكشف عن خبثهم وعجزهم وهونهم أمام الإبداع الفكريّ والنّتاج الأدبيّ.
أستطيع أن أمضي إلى القول بأنّ شاعرنا التّونسيّ
” وليد العيّاري” استطاع بهذه القصيدة العربيّة الحديثة
أن يشير إلى حقائق يجب إعادة النّظر فيها،
والتّمعّن في جوهرها حتّى لا ينسلخ المرء عن مقدّساته وثوابته وقيمه النّبيلة، ويدعو ضمنيّا إلى عدم الانسياق وراء الرّغبات الدّفينة لأنّ أجمل انتصار يحقّقه الإنسان هو انتصاره على شهواته. وهذا ما يثبت أنّ كرامة الذّات تنبع من خبايا النّفس النّقيّة الّتي تسعى إلى ترسيخ صورة وشاحها اليقين والثّقة، وتاجها الثّورة والتّمرّد على كلّ المخاوف
الّتي تشدّ الأنا إلى الأسفل وتكبح جموح خياله
في الاستطلاع والانفتاح والتّساؤل عن سبب سقوط الأمّة العربيّة وتدهور أحوالها بعد أن كانت مرآة الحضارة والاختراعات والاكتشافات، وقاطرة التّطوّر العمراني والعلمي والتّراث المعماري.
في ختام هذه القراءة التّحليليّة لقصيدة “أضغاث الحقيقة”، تتجلّى ذات الشّاعر ذاتا توّاقة للحريّة الفكريّة وللإبداع الفكريّ في عالم يعجّ بأشباه المبدعين. ولعلّ متن قصيدته رسالة موجّهة للمسؤولين في الأوطان العربيّة
حتّى يعيدون التّمعّن في مسألة قضيّة الأحرار
من أجل مستقبل شبابنا وسلامة أمننا، وأملا في إحياء مجدنا حتّى تنهض الشّعوب العربيّة من غفوتها وسباتها.
إذن، لقد مثّلت قصيدة ” أضغاث الحقيقة” لمؤلّفها الشّاعر التّونسيّ والعربيّ” وليد عبد الحميد العيّاري”
الّذي نجح في تخطّي الكثير من العقبات كي ينحت اسمه
في السّاحة الأدبيّة التّونسيّة والعربيّة،
ويجعل من قصيدته سفيرة للابتكار تجوب أنحاء العالم منادية بأسمى القيم، متأمّلا أن تنتهج الشّعوب نهجا يوصلها إلى أعلى القمم قائدها الشّاعر الّذي صيّر أحزانه شعرا، ومآسي بلاده نثرا كي يعلن أنّ الحقيقة تُؤْخَذُ من صاحب القلم لا من خائن البلد.
وأخيرا أتوجّه بغالي الورد والودّ إلى الشّاعر التّونسيّ ” وليد بن حميد العيّاري” راجية له حضورا أكثر تميّزا
في السّاحة الأدبيّة العربيّة والعالميّة. مردّدة معه
بصوت واحد: كيف نشفى من حبّك يا تونس؟”