المقالات

قشور بيض النعام

قشور بيض النعام

قشور بيض النعام
د.فرج احمد فرج
باحث انثروبولوجيا
فن صناعة الاصدقاء كقشور بيض النعام .. كتبت من قبل مقال فن صناعة الاعداء .. والان اسعي لكتابة امر اخر وهو فن صناعة الاصدقاء .
منذ فجر التاريخ يسعي الانسان ان يعيش في جماعات متجانسة بعيدا عن الفردية ليواجه مع اقرانه واصدقائه متاعب الحياة ومواجهة الاخطار التي تحيق بهم .
وان كان بناء الصداقة بمفهومها ليس بالامر اليسير وخاصة الان في وجود تكنلوجيا جديدة عبر التواصل الاجتماعي ، اصبحت من الامر اليسير ان تنضم لجماعات الدردشة مع اقران انت تختارهم سواءا من حيث السن او الميول والثقافة او نوع الجنس .
ومن هنا يمكن الإشارة إلى أن محاولات صنع الأصدقاء مرت بمراحل عديدة عبر الزمن، بدءاً من العصر الحجري، مروراً بمحاولات صنع الأصدقاء عبر تبادل الطوابع البريدية، و”بريد الأصدقاء” على صفحات الصحف والمجلات وتبادل الخطابات عن بعد، وصولاً إلى عصر مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث يمكن للمرء على موقع “فيسبوك” وحده أن يمتلك 5 آلاف صديق على قائمته
في الغالب تنطوي الصداقة على تبادل شيء ما، إذ كانت البداية قبل ستة آلاف عام، كان الصيادين وجامعو الثمار عبر شمال شرق أوروبا يتبادلون حلقات من الإردواز، وهو نوع من الصخر الصفائحي المرقق، كرمز للصداقة والتواصل الأبدي، ويبدو أنها كانت ذات قيمة كبيرة لدرجة أن تلك الحلقات بقيت في أيدي أصحابها حتى وفاتهم.
لكن هذا ليس كل شيء، فقبل خمسة آلاف عام أيضاً، كان الأصدقاء يتبادلون قشور بيض النعام، كعلامة على الصداقة الوطيدة، حسب دراسة رصدت كيف كان الصيادون والقطافون في العصر الحجري، بمنطقة جنوب الصحراء الكبرى في قارة إفريقيا، يستخدمون حبات قشر بيض النعام، كعلامة واضحة على الصداقة، والتأكيد على أواصرها، بل والإعلان عنها للآخرين، كان هذا يتضمن تبادل الحلي المصنوعة من قشر بيض النعام
وهنا السؤال .. هل الصداقات الكلاسيكية القديمة لازالت موجودة ؟
للاجابة .. لست جازما ان استوفي هذا الامر !
يفرق أرسطو بين ثلاثة أنواع من الصداقة، هي: صداقة المنفعة، وصداقة اللذة، وصداقة الفضيلة، لكن تلك التقسيمات لم تبد ذات قيمة في ذلك التعريف الذي أوردته دائرة معارف ستانفورد، التي أشارت إلى أن الصداقة عبارة عن “علاقة شخصية مميزة، ترتكز على اهتمام كل صديق برفاهية الآخر، وهذا ينطوي على درجة معينة من الحميمية”.
وذلك لأن الأصدقاء يساعدون في تشكيل هويتنا، وفي نفس الوقت الصداقة تبرز في غالبية الأحيان أسئلة حول إمكانية التوفيق بين متطلباتها، والمتطلبات الأخلاقية، مما يظهر تعارضاً، في بعض الأحيان، بين الأمرين.
إن الصداقة هي واحدة من أعظم الروابط الإنسانية التي يرغب الإنسان دائماً في وجودها بحياته. وتُعرف الصداقة بأنها رابطة المودة والإخلاص بين شخصين أو أكثر، كل منهم يشعر بحب كبير تجاه الآخر. وتتميز علاقة الصداقة بصفات شخصية إيجابية مثل اللطف والكرم والولاء والصدق. ويعد كل إنسان لديه صديق مخلص من أسعد البشر على الأرض. ومن أهم مقومات نجاح الصداقة اختيار الصديق .والأهم من ذلك أن الصداقة الحقيقية يكون معناها علاقة خالية من أي حيث أن في الصداقة حقيقية يتمكن الفرد من أن يكون على طبيعته تماماً دون خوف من حكم الطرف الآخر عليه. فهو يتقبله، ويجعله يشعر بالحب والقبول. وهذا النوع من الحرية هو ما يسعى كل إنسان إلى تحقيقه أو الحصول عليه في حياته.
الصداقة الحقيقية هي علاقة مودة صادقة ومحبة وإخلاص وعطف متبادل بين شخصين أو أكثر، حيث يود كل منهما الآخر ويحب له الخير، ويبادله الآخر المشاعر نفسها.
والصديق الحقيقي هو الذي تستأمنه على تفاصيل حياتك، يشابهك في العديد من الأمور، سواء أكان ذلك في الأفكار أو في الأذواق أو المزاج أو الاهتمامات، وهو الذي يفرح لفرحك ويحزن ويتألم لحزنك، وبذلك تقوم الصداقة على التشابه والمشاركة الوجدانية.
هو الصديق الذي تتوافر فيه صفات الفضيلة، تلك الصفات التي تؤثر في مسلك العلاقة، وتتحكم في شكلها، ويمكن إجمال هذه الصفات يدعمك في الضراء قبل السراء، فإذا كنت تعاني من مشكلة ما ستجده إلى جانبك، يسعى إلى إخراجك منها، وهو الذي يتقبلك مع كافة عيوبك وأخطائك.مخلص لك، يحميك أثناء غيابك عنه، ويدافع عنك مهما فعلت، ويتستر على أخطائك أمام الناس، ويعاتبك عليها على انفراد، ولا يجاملك كي يكسب رضاك.يدلك على الخير، ويبعدك عن كل سوء أو خطأ يساعدك في كل الأوقات بدون مصلحة مادية أو معنوية لا يهملك، وتجده دائماً يعطيك من وقته وجهده، متى احتجت إلى ذلكالصديق الحقيقي هو الذي يتمنى لك ما يتمنى لنفسه.
كيف تكون صداقات؟
حيث أن الصداقة هي من أعظم وأهم الأشياء في الحياة، إنها علاقة لا يمكن وصفها بالكلمات. الأصدقاء هم أولئك الذين يجعلونك تشعر بالرضا عن نفسك، إنهم الأشخاص الذين سيكونون هناك من أجلك أثناء السعادة وفي الأوقات التي تكون فيها في أمس الحاجة إليهم. أهمية الصداقة في حياتنا تتجاوز أي وصف. الأساس لكل علاقة قوية هو الصداقة. سواء كانت علاقة مع زوجتك أو أطفالك أو زميلك في العمل أو جارك، فإن الصداقة ستشكل أساس العلاقة. بدون أصدقاء، ستكون الحياة مملة وبلا معنى. في هذا المقال نستعرض كيف تكون صداقات وأهمية الصداقة.فالي اهمية الصداقة هي داعم حقيقي ، من منا لم يمر ببعض المراحل الصعبة في الحياة. خلال تلك الأوقات تحتاج إلى كتف تبكي عليه. يمكن للأصدقاء إعطاء ذلك بالضبط. سيكونون هناك للاستماع إليك وتقديم المشورة لك حول كيفية اجتياز الأوقات الصعبة التي تمر بها. سيُظهرون لك اللطف الذي تحتاجه عندما تكون في ورطة. هم الذين يفهمونك وبغض النظر عن الوضع سوف يمنحونك طاقة إيجابية.
تخيل انك تعيش بلا اصدقاء .. تخيل كيف ستكون الحياة بدون أصدقاء. بشكل عام، يضيفون معنى لحياتك. مع الأصدقاء، تضحك بصوت عالٍ وتستطيع التغلب على الاكتئاب وبالتالي يساعد في تحسين صحتك العقلية أيضًا.
فكل انسان منا يريد ان يضع اسراره لشخص يثق فيه ويكون عنده مكمون الذكريات والخلجات ..لدينا جميعًا بعض الأسرار والأصدقاء مثل البنوك السرية حيث أسرارك آمنة تمامًا. يمكنك التحدث عن أخطائك السخيفة والمشاكل العائلية وما إلى ذلك مع أصدقائك.
وفي بعض الاحيان قد نهتز نفسيا وتضيع منا البوصلة ونحتاج من يعيدنا للجادة الصحيحة ..وفي بعض الأحيان نشك في قدراتنا وقراراتنا. لكن الأصدقاء لن يشكوا فيك أبدًا. سيكونون هناك لتشجيعك على المضي قدمًا في الحياة. بغض النظر عن مدى صعوبة تحقيق المهمة، فإنهم سيدفعونك للتغلب على جميع العقبات وإنجاز هذه المهمة. سوف يساعدون في تحقيق أحلامك وأهدافك من خلال تشجيعك . إنهم يؤمنون بك وهذا هو أهم قوة دافعة تحتاجها للمضي قدمًا في الحياة.
يكفي ان تكون بين اصدقائك فتتكلم علي سجيتك وبحرية دون حسابات الكلام مع الاخرين .. معهم يمكنك أن تكون على طبيعتك تماما فأنت في منطقة الراحة الخاصة بك عندما تكون مع أصدقائك.
لن تضحك مع أحد مثلما تفعل مع أصدقائك، هذا إلى جانب متعة التحدث عن الأفلام الجديدة أو إصدارات الأغاني والذهاب إلى الحفلات والنوادي، كل هذا يحدث عندما تكون مع أصدقائك. التواجد مع الأصدقاء هو معزز فوري للمزاج. نقضي أكثر الأوقات بهجة وإثارة في حياتنا مع الأصدقاء.
الصداقة مجدتها كل العقائد والثقافات ونبهت إلى أهميتها الديانات السماوية دون استثناء، من الآيات في القرآن والأحاديث إلى الكثير من المقولات الواردة في الإنجيل كعبارة “الصديق الأمين دواء الحياة والذين يتقون الرب يجدون”.
العشرة الطيبة بمثابة الكنز الذي يورث للأجيال، وهو ما يفسر قول معاوية بن أبي سفيان “المودة بين السلف ميراث بين الخلف”
فرج احمد فرج

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار