المقالات

الدكروري يكتب عن لا يعد أحدكم صبيه ثم لا ينجز له

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعد الإنسان أحد أولاده بوعد ولا يفي له به، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال “لا يعد أحدكم صبيه ثم لا ينجز له، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “العدة عطية” رواه الطبراني ، وعن عبد الله بن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيتنا وأنا صبي صغير فذهبت لألعب فقالت أمي يا عبد الله تعال أعطيك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما أردت أن تعطيه؟ قالت أردت أعطيه تمرا، قال “لو لم تفعلي كتبت عليك كذبة” رواه أحمد، والوفاء يكون في البيع والشراء فعن حكيم بن حزام رضى الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” البيعان بالخيار ما لم يتفرقا” أو قال حتى يتفرقا، فإن صدقا وبينا، بورك لهما فى بيعهما وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما”

والوفاء بالوعد يكون في المواعيد والاتفاقات، فإذا أعطيت أخاك موعدا فلا تخلفه وإذا اتفقت معه على أمر فلا تماطله، والوفاء يكون أيضا في العهود والمواثيق، وفي الشروط والمصالحات، وفي إنجاز الأعمال وأداء الواجبات، وفي كل أنواع المعاملات، ما لم يكن في محرم فلا وفاء في أمر حرام، يخالف الشرع والدين، وقد كان صلى الله عليه وسلم أعظم خلق الله وفاء بالوعد حتى جاء عن عبد الله بن أبي الحمسا رضي الله عنه أنه قال “بايعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث وبقيت له بقية فوعدته أن آتيه بها في مكانه فنسيت ثم ذكرت بعد ثلاث فجئت فإذا هو في مكانه فقال يا فتى لقد شققت على أنا هاهنا منذ ثلاث انتظرك” رواه أبو داود، ولكن ما جزاء من لم يفى بالعهد واخلف في الوعد، فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “العدة دين ويل لمن وعد ثم أخلف، ويل له ويل له، ثلاثا”

وعن ابن بريدة عن أبيه قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم “ما نقض قوم العهد قط، إلا كان القتل بينهم، وما ظهرت فاحشة في قوم قط إلا سلط الله عز وجل عليهم الموت، ولا منع قوم الزكاة، إلا حبس الله عنهم القطر” فعليكم بالوفاء بالعهد والصدق في الوعد، ولا تلزموا أنفسكم بما لا تستطيعون أداءه ولا تتحملون الفاء به واعلموا أن من أخلف الوعد ولم يفي بالعهد، فقد تخلق بأخلاق المنافقين لان الرسول صلى الله عليه وسلم قال فيما رواه البخاري ” آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان” فالوفاء يجب أن يكون مع الناس كافة، فما أشد حاجة الناس اليوم إلى الوفاء في زمن فشى فيه الجحود والنكران في قلوب كثير من البشر، فلا الجميل عندهم عاد يُذكر، ولا المعروف لديهم صار يُحفظ، أف مِن الدنيا حين يئن الوفاء في صدور الشرفاء.

ويتوارى الضعفاء الجهلاء خلف أحراش النكران والجفاء فلو نظرت إلى واقع الأمة اليوم، ستجد كم من الناس من يتكلم، وكم من الناس من يَعد، وكم من عهود مسموعة ومرئية ومنقولة ولكن أين صدق الوعود؟ وأين الوفاء بالعهود؟ ومن الأمور التي يجب الوفاء بها الوفاء في سداد الدين فقد اهتم الإسلام بالدّين لأن أمره عظيم، وشأنه جسيم، وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم على قضاء الدين، وكان لا يصلي على الميت إذا كان عليه دين حتى يُقضى عنه، فعن أبى هريرة رضى الله عنه، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال ” من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه ومن أخذ يريد إتلافها أتلفه الله” رواه البخارى.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار