ادب وثقافة

قصة قصيرة يا ولاد العلوم الكاتب م/ محمود عبد الفضيل

جريدة موطني

قصة قصيرة
يا ولاد العلوم
الكاتب م/ محمود عبد الفضيل


مع بداية العام الدراسي الجديد واثناء دخول الطلاب الجدد الكلية التقي احمد رئيس اللجنة الثقافية بالطالبة الجديدة رانيا التي كانت حديث الكلية نظرا لأنها ابنه رئيس قسم الحيوان بالكلية والتي لاقت اهتمام مبالغ فيه من الجميع لجمالها المبهر ذات الملامح الأوربية التي اكتسبتها من والدتها المجرية التي تزوجها والدها الدكتور زعلوك ابان دراسته للدكتوراه في المجر
و كذلك اختلاف رانيا عن باقي طالبات الكلية من حيث الملبس الانيق و البارفانات العطرة
و علامات الثراء التي لا تخطئها عين.
وبدون سابق انذار وجد احمد نفسه منغمساً في حب رانيا. يتابعها و يسأل عنها و يختلق المواقف للتحدث معها و ساعد علي ذلك اقناعها بالاشتراك في اللجنة الثقافية حتي يكون قريباَ منها ومع الوقت بدات رانيا في التعود علي احمد و قضاء وقت طويل معه في الكلية بعد انتهاء الدراسة
ومع تقارب احمد من رانيا علمت رانيا ان احمد من اسرة فقيرة من احدي القري المتاخمة للمدينة والده فلاح بسيط ووالدته ست بيت وادركت رانيا في البداية صعوبة ان تنتهي قصه ارتباطهما بالزواج خاصه ان ظروف احمد صعبه ولكنها كانت مبهورة بشخصيه احمد الطموحة والواثقة من نفسها و احبت حب احمد لها و انبهاره بها
ومع انتهاء العام الدراسي و حصول رانيا علي المركز الاول في تقييم الدفعة
تخرج احمد من الجامعة صارحها احمد برغبته الشديدة للارتباط بها راسما احلام ورديه و مستقبل مشرق و كانه يري الغد من خلال بلوره سحريه و لكن رانيا صارحته بانة غير مناسب لها خاصه انه لا يملك اي شيء فهو سينضم لطابور العاطلين
وحتي ان وجد فرصه عمل فغالبا المرتب سيكون ضعيف.
كم كانت صدمته قويه عندما علم ان المعيد عياد ابن الدكتور بيضون رئيس قسم النبات تقدم لخطبتها وهو صاحب السيارة الفارهة و المستقبل المضمون والعائد تواَ من فرنسا بعد حصوله علي الماجستير
جلس في حديقة الكلية بعد ان استلم شهادته و هو صفر اليدين يري كل احلامه تتحطم علي صخرة الواقع فهو ليس لديه معارف لتعيينه في احد الاماكن المرموقة وليس لديه المال للحصول علي شقه في المدينة في حين رانيا قد تحدد مستقبلها بالتعيين في الكادر الجامعي بعد ثلاث سنوات و قد تم خطبتها لعياد المدرس المساعد في الكلية
و تخرج أخيها الأكبر من كليه الشرطة
و ستتزوج في فيلا الدكتور بيضون المطلة علي النيل حيث شقه عياد
كان الموقف صعب وهو يري رانيا تمسك بيد عياد و هما يتجهان من مبني الكلية الي سيارة عياد ظل يتابعهما بنظراته حتي اختفت السيارة من امامه
عاد الي منزله و القي بالشهادة في درج مكتبه واستلقي علي سريرة يسترجع جميع اللحظات التي مرت به في علاقته مع رانيا
يتذكر كلامها و ملامحها ويبتسم و الالم يعتصر قلبه
فقد كانت لحظه وداعها بمثابه حكم بالإعدام علي سعادته هكذا شعر
ظل اياما مكتئباً لا هو حي ولا هو ميت
في ذلك الوقت زاره زميله مرعي و حكي له احمد قصته مع رانيا و مدى المه من بشاعة النهاية. كان مرعي مستمع جيد لأحمد و يشعر بكل كلمه يقصها لأنه خارج من تجربه مماثلة مع ابنه عمه ثريا
ولكن مرعي اخبر احمد ان تلك نهاية متوقعه و علق انه خلال دراسته الجامعية لم يجد قصه حب واحدة كتب لها النجاح
وهذه طبيعة المرحلة و ان رانيا لم تكن مناسبه له للفروق المادية و الاجتماعية بينهما
احمد :هي خرجت من حياتي و لكني لا استطيع ان اخرجها من قلبي و عقلي و تفكيري
مرعي: تستطيع بالرحيل عن المكان
احمد :كيف؟
مرعي:بسيطه احنا نقدم علي عمل في مدينه جديدة. نحصل علي ارض نستصلحها و سكن و في المجتمع الجديد ده نخلق حياه لينا بفكرنا و ثقافتنا
احمد :تفتكر هننجح
مرعي :وليه لا مش هنخسر حاجه
بعد سنه وفي الارض الجديدة بدا احمد و مرعي استصلاح الارض و عمل مشروعات تسمين عجول و مزارع للدواجن و البيض و الالبان و وبعد فتره تزوج احمد من اخت مرعي و انجب منها العديد من الاولاد
عاد احمد الي الكلية بعد عده سنوات ليستخرج بعض الوراق وقاده الفضول لمعرفه اخبار رانيا و عياد
وكم كان حزنه عندما علم بوفاة رانيا قبل زفافها من عياد نتيجة اصابتها بمرض عضال و تخلي عياد عنها بعد ان علم بحقيقه مرضها و زواجه من الدكتورة ابتسام زميلته في القسم
جلس احمد في حديقة الكلية بعد ان استلم اوراقه و هو يحدث نفسه هل كانت رحله نجاحي طوال تلك الفترة حتي اثبت لرانيا انها خسرتني وهي متوفاة من قبل ان استلم الارض و عشت كل هذه الفترة في وهم ذلك اليوم الذي اعود اليها و انا في قمه نجاحي
ام انني نجحت لنفسي وكانت رانيا مجرد محطه لأغير تفكيري و اتجه الي الارض الجديدة
في النهاية بالتأكيد لقد نجحت
وصرخ في وسط الكلية
انا نجحت ياولاد العلوم
تمت

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار