قصيدة تكتبني

بقلمي زينب كاظم
أتعرفون ما حدث ليلة أمس؟
نادتنى قصيدة فنهضت بشغف
فقالت قررت ارسمك بل اكتبك
فأزيل بحروفي شظايا وآثار وندوب
السنين ..
لأرسم ضحكة على شفاهك
انظف فيها حروق الزمن
قلت لها أنا أمامك جالسة بشغف
اكتبيني ارسميني فلك ما شئت
فأخذت ريشة واقلاما والوانا فاخرة
من هموم واحزان وتعب فكانت هذه الكلمات ….
قصيدةٌ ترسمني بل تكتبني…
من حبرِ الروح تسكبني،
وتزعم أنها تعرفُ سرّي
أكثر ممّا أعرفه أنا عن نفسي.
تضعُ أصابعها على ندبةٍ خَبَّأتُها،
وتبتسمُ بخبثٍ كأنها تقول:
هنا يبدأ الكلام… وهنا تنتهي الأقنعة.
تحاول أن تسبقني في الجرأة،
أن تفاجئني بسطرٍ يعرّي خوفي،
وتجرّني إلى الضوء
حتى لو كنتُ أفضّل الظلّ
وأتقنُ الصمت.
أكتبُ… فتكتبُ قبلي.
أهربُ… فتسبقني.
أغلقُ عليها الباب…
فتفتحُه بكلمةٍ
أفكّر بها ولا أقولها.نتنافس…
أنا وهي…
من منا أجرأ؟
من منا أصدق؟
من منا يملك شجاعة لمس الجرح حتى ينزف الكلام؟
لكنّني في اللحظة الأخيرة،
أرفعُ رأسي نحوها،
وأمزّقُ صمتها بنقطةٍ واحدة
لم تتوقّعها.
أربّت على قلبي،
وأقول لها بثقةٍ لا ترجف:
كتبتِ الكثير يا قصيدتي…
لكنني أنا التي تُكتب،
وأنا التي تختار النهاية.
فتهدأ…
وتنحني لكلمتي الأخيرة،
كأنها تعترف
أنني أنا المنتصرة.
قصيدة تكتبني

