الشعر

قصيدة عزاء / دمعة للرحيل

جريدة موطني

دمعة للرحيل
الى روح صديقي الشاعر الراحل حسين عبد اللطيف

في زمن الموت
ننعى انفسنا
ونغمس ارواحنا بالبكاء
موتنا سفر دائم
ورحيلنا مستديم

يعيش الفقراء
ليكتب الشعراء احزانهم
ويموت الشعراء
لتاكل الغربان اجسادهم
ويخفي الموت اسماءهم
اي رحيل
هذا الذي يتعقب اعمارنا
في الخفاء

ماذا عسانا ان نقول
وامير من اور
مازال في الطرقات
بعيدا لا يرقب المارة
انهم يعبرون…..

كذابون ايها الشعراء
وانتم تسيرون خلف جنائزنا
يتبعكم الغاوون
ترفعون حزنا علينا
لافتات السواد
وتفقئون اعيننا بالهموم
ونحن نخسر ايامنا في الماسي
الا من حياء؟؟

موتنا في الخلود
تعالوا نجدد حزنا له
اعتلوا المنصات
خلدونا بما لم نخلد منذ خلقنا
ارسموا صورة للبقاء
شوهونا كما ترتاون
فالشعراء يموتون
والقوافل سائرة
دون ان تعرف
الانتظار

كل يوم
الكتاب , الفنانون , الشعراء
وما زالت الطرقات
ترقبنا في الزحام
بانتظار المزيد
ونحن نسير انتحارا
على هامش الانتظار

يالهذا الظلام
يطوق اعيننا
ونحن نلقي باعبائنا
على حلم مخجل
صامتين
الظلام يطوق اعمارنا
والشوارع مسكونة
بالزؤام

ايتها العاصفة
يامن سرقت منا كل الوجوه
حالكة ظلمتك
ها هو الشاعر
يقظم ايامه
فوق حصير المقاهي
يموت بلا قلق
وعيناه مفتوحتان

هل تستطيعون ايها العابرون
ان تملؤا قبورنا
باناشيد الشعر
وانيق الكلمات
واصوات العصافير
وهي تتبع احلامنا
هل تستطيعون ان تدركوا
مبهمات الغياب
ونحن نضيع ايامنا
في الخواء

ايها الليل
كيف تخبيءاجسادنا
ونحن ننتظر التمرد
في ساعة الغفلة
ايها الشعراء اخجلوا
لا تختفوا بين تلك البراقع
صامتين
الا من صنيع لساستكم
يصنع لي كفنا
او يغطي جسدي
بتراب الحنين

كما مربي الاخرون
ستكون لكم مواسم معدودة
من حصاد اسماءنا
كلهم رحلوا
الياسمين لا يطوق اجسادهم
انهم في العراء
لا يملكون من الوطن المرتجى
اي حق لهم
للعصافير حق البقاء كما للكلاب
والشعراء يعانون غربتهم
ويموتون كالانبياء

كان الزحام شديدا الى المقبرة
وانت على اذرعهم
ارجل تحتفي بالغروب
واخرى مودعة بالدموع
تحول هذا الصباح
الى غربة
ياعراق
اما تنصف الشعراء

كم مرة قلت لي
كتبت كثيرا
والقصائد قد بعثرتها الرياح
اريد ” المنارة ”
اليست لديك القصائد ياصاحبي
وعدنا الى الذاكرة
لم تكن غير اعدادها قدمضت
في مهب الرياح

ترى كيف يغفو الصباح
وفي شفتيك يزهو الربيع
وشوقك للبحر
وهو يطوق وجه الرياح
ترى كيف يغفو …..

متى تبوح العنادل والقبرات
باسرارها
اسراب القطا وهديل الحمام
طيورك راحلة للمغيب
السرير , عيناك , وفراشك
والاصدقاء
حزن مقيم

من قطع الزهرة من الغصن
من تركك تغفو على الالم
من احل دمك في هذا الليل البهيم
اي حلم هذا
الذي احالك الى العدم

انهم قطعوا حناجر الطيور
وهي تبوح بالقصائد
اي جريح انت
تعبرك الطرقات
بلا مارة
تتوقف عند الرحيل

كان في بيتك متكئ جسدي
يوم جالستنا
ونحن نغذي الحوار بلون الطلاء
جدران بيتك لونتها الزغاريد
الان كيف نغير فيها الطلاء
اسود صار ذاك الجدار
بهذا السواد
سانعاك ياصاحبي
بالبكاء

قلت لي
اننا لن نعايش عصر النفاق
قلت ياصاحبي
كل ما نبتغي ان نعيش
وعشنا ومتنا
وها نحن احياء بعدك
موتى على طرق الانتظار
خذ وردة للرحيل
ومد يدا للبقاء العليل
نم ياصديقي
فنحن معا لا نحب النفاق

البصرة / 10 / 7 / 2014

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار