الشعر

قصيده بعنوان // لا أعرف مصيري

جريدة موطني

لا أعرف مصيري

عيناك عصفورتان تجوبان المكان
تتسكَّعان بين القلب وبين العين
عيناك نرجستان شقيَّتان
تستثيران الريح للهبوبِ

عيناك فراشتان
تلهوان بين بساتين البرتقال
وزيتون الجنوب .

عيناك بلبلان تائهان
بين شتلات التبغِ وحقول التين
عيناك زهر الليمون
وأحلى زهرتي أقحوان
عيناك أغنيتان
وآخر سيمفونية عزفتها الأيام
عيناك كل الأرض والأوطان
كل اللغات وكل الكلام .

إني أحبك
وستبقين أحلى من عبق الريحان
قولي أحبك
فقد يأتي إمام العصر
ويحضر نبيُّ الزمان .
فنسير معه ويمشي معنا
كل الثوَّار ومناجم الرخام.

عيناك أجمل بنفسجتين تنهدتا
فوق صخر بلادي
وسكنتا قصائد الشعراء
تقتلاني، تفتتاني،تحرقاني
وتوزعاني خبزاً ساخناً للنساء

عجبتُ لأمرك
وكيف يكتبك الشعراء
وليس لك عنوان .
عيناك لا تزالان منارة عشقي
ودوران الافلاك في السماء .

عيناك ناعستان
متعبتان كنبيٍّ، كرسالة غفران
شردتاني ،
كعصفورٍ مكسور الجناح
تاه يبحثُ عن سربهِ
عن اتجاهٍ يقيهِ هذا التوهان.

عيناك آخر نجمتان
تهدياني كي أجد موطني
قبل أن يطويني النسيان.

عيناك جيشٌ من المغول
تهدمان كلَّ حضاراتي
وتهزماني في كلِّ حروبي.

كيف دخولي إليهما؟
وكيف رجوعي
وأنا المتقهقر في كلِّ دروبي ؟

عيناك أول المطر
وأول الأوراق الذابلة في خريفي
أنت امرأة
تنام الفراشات بين كتفيها
دعيني أباهي فيك كلَّ النساء
ثم أجمعهنَّ وأصنع منهنَّ أنتِ
كوني ملهمة شعري
وكوني لغتي.

يا سيدتي
إن وقوفي أمام عينيك
كوقوفي يوم البعثِ
لا أعرف مصيري
في جنَّةٍ أم في نارِ.

أنور مغنية 22 06 2023

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار