الشعر

قصيده بعنوان / من أين اتيت

جريدة موطني

من أينَ اتيتَ ؟

*- من أين اتيتَ ؟
هذا البيت ليس بيتي
وأنا لستُ أنا
هل اشتبهتُ عليكَ ؟
أغرَّكَ شعري الغجريُ؟
أم أزرارُ قميصي
المفتوحةُ على زهرِ الرُّمَّانِ؟.

لماذا أتيتَ يا سيدي ؟
فحبيبتك سيدةٌ أخرى
تاهَت في البحرِ مراكبُها
أنا لستُ أنا ، نسيتُ عنواني .

يا من يُبحِرُ في صمتٍ بين ثيابي
يا لغةً ما زلتُ أحفظها
يا أجملَ الورود،
يا من أشعلتَ نيراني .

*- أنا يا سيدتي منهكٌ
بيتٌ مفتوحٌ على الريح
خالٍ من الحياة
الدنيا هدمَت حيطاني.
حقولي قاحلةٌ ، أطرافي يابسةٌ.
آسفٌ على مافات
آسفٌ على ربيعكِ ونيساني.

لا تعذليني يا معذبتي
حقولك لا قدرة لي لأحصدها
ولا أستطيعُ الرسمَ
نسيتُ كيف أمزج ألواني .

*- من أين أتيتَ ؟
وأنا بالبابِ واقفةً
أحملُ هدايا الحُبِ
أحملُ صورتَكَ بين أجفاني .

هذه الورود شغلُ يدي
إني أراكَ بكلِّ ما حولي
وأتلمَّسُ وجهكَ ببناني
أنسيتَ رسائلي ؟
أنسيتَ مشاعري ؟
وكلَّ الكلام الجميل فوق لساني؟

*- يا طفلةً جاءت لتقتلني ،
يا وجعاً يطالُ ذاكرتي ،
يا سيفاً يقطعُ شرياني .
لا تفتِّشي عني ،
ولا تتذكري ما كتبتُ فوقَ أوراقي ،
لا تقرئيني بعد اليوم ،
كلُّ ما ستجدينَهُ على المقاعدِ
آثارَ أحزاني .

أنا الآن مسلوب اليدين ،
لا أحد يعرفني ولا البحرُ يوصلني .
لا خمرةٌ حمراءُ تُسكرني
ولا سمراءُ أو شقراءُ تُدهشني
لا حبَّ بعد اليوم يحفرُ بوجداني .

بالأمسِ كان العطرُ يُنشيني
وثمارُ اللوزِ أقشرها بأسناني
ألأرض حملتها فوق كتفي
وقاتلتُ بشراسةِ الفرسانِ .

كان لي خيلٌ وسيفٌ
واليوم لا مهرةٌ ولا سيفُ
إنهارت على ركبتيكِ أحصنتي
وتركتُ مملكتي وصولجاني.

بالأمسِ كنتُ أنا ،
واليومَ ذاك الفارسُ المقدام لستُ أنا
بل واحدٌ ثاني .
مقاعدُ الدُّنيا فرِغَت من حولي
مَن اليومَ سميري سوى
طاولتي وتبغي وقهوتي وفنجاني؟

أنور مغنية 25 05 2023

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار