قَسَتِ القُلُوبُ وأَنَا الغَرِيبُ
بقلم مصطفى سبته
يَا مُجْتَبَى إنِّي بسوحك نَازِلٌ. امْلَأ لِقَلْبِي بِالرِّضَا الْمُتَجَدِّد
وَأَصْلَح أُمُورِي إنَّنِي بِك وَاثِق. وأحمني مِن كَيْدِي الزَّمَان الأنكد
وَارْفَع لذكرانا بِخَيْر أَنَابَه. أَنت الْمُغِيث لِكُلّ عَبْدًا مجتد
وَأَحْي فُؤَادِي بِالرَّشَاد و بِالْهُدَى. وأجمعني دَوْمًا بالكرام السجد.
و امْلَأ لِقَلْبِي فِي الزَّمَانِ بِحُبِّكُمْ.
وَ بِحُبّ مِن يهواكم يَا سَيِّدِي.
وَاجْعَلْنِي فِي هَذَا الطَّرِيقِ مُجَاهِدًا. يَسَّرَ لَنَا فَهْمٌ الْعُلُوم لِنَهْتَدِي
وَأَشْغَل إِلَهِي لِلْفَقِير بِعَيْبِه
و الْهِمَّة ذَكَرَك بَيْنَ كُلِّ الْأَعْبُد
يَا قَبرَ طَيبَةَ هَل نَبِيُّكَ يَسمَعُ. ويُغِيثُ مِمَّا نَحنُ فِيهِ ويَشفَعُ
ضَاقَ الخَنَاقُ وقَلَّ فِيكَ تَصَبُّرِي
وأَنَا الغَرِيبُ بِبَلدَةٍ أَتَضَرَّعُ
قَسَتِ القُلُوبُ مِنَ الذُّنُوبِ وكَسبِهَا. قَرُبَ المَمَاتُ ولَيسَ قَلبٌ يَخشَعُ
أَينَ المُحِبُّ لِأَحمَدٍ ولِصَحبِهِ
يُعطِي الفَقِيرَ إِذَا رَآَهُ ويُسرِعُ
أَعرَاهُ تَذكَارُ الدِّيَارِ وأَهلِهَا
وصَفَاءُ عَيشٍ بَعدَ ذَاكَ ومَرتَعُ
وحَنِينُهُ عِندَ التَّخَلُّفِ عِنهُمُ
كَحَنِينِ مُرضَعَةٍ جَفَاهَا المُرضِعُ
هَامَ الفُؤَادُ إِلَى أَحِبَّةِ مُهجَتِي
والقَلبُ بَعدَهُمُ نَحِيلٌ مُوجَعُ
يَا رَاحِلِينَ إِلَى مَدِينَةِ يَثرِبٍ
هَل تَرجِعُونَ فَأُذنُ قَلبِي تَسمَعُ
يَا رَاكِبِينَ عَلَى النَّجَائِبِ بَلِّغُوا
مِنِّي السَّلَامَ لِأَحمَدٍ لَا تَقطَعُوا
مَا بَالُ قَلبِي عِندَمَا شَمَّرتُمُ
أَلَّا يُشَمِّرَ بَعدَ ذَاكَ ويَتبَعُ
فَتَهُزُّهُ الأَشوَاقُ نَحوَ مُحَمَّدٍ
والشَّوقُ لِلقَلبِ الجَرِيحِ يُزَعزِعُ
يَا يَومَ مَا طَلَعُوا عَلَى وَادِي قُبَا
نِعمَ القُدُومُ ونِعمَ ذَاكَ المَطلَعُ
نَظَرُوا المَدِينَةَ والنَّخِيلُ يَحُفُّهَا
نَظَرُوا البَقِيعَ ونُورُ أَحمَدَ يَسطَعُ
ولَقَد حُرِمتُ إِقَامَةً فِي طَيبَةٍ
يَا لَيتَ رُوحِي فِي المَدِينَةِ تُنزَعُ
بِاللهِ سَل لِي مَن يَزُورُ المُصطَفَى
ويَطُوفُ فِي تِلكَ الرِّيَاضِ ويَركَعُ
فَهُنَاكَ تَلقَاكَ البَشَائِرُ بِالرِّضَى
ولِقَاؤُهُم يَومَ القِيَامَةِ يَنفَعُ
أَن أَبلِغُوا عَنِّي ضَرِيحَ مُحَمَّدٍ
مِنِّي السَّلَامَ ونُورُهُ يَتَشَعشَعُ
فِي كُلِّ يَومٍ أَلفُ أَلفِ تَحِيَّةٍ
عِندَ المَسَاءِ وعِندَ شَمسٍ تَطلُعُ
مِن مَعشَرٍ قَد قَامَ بَينَ يَدَيكُمُ
يَرجُو بِجَاهِ المُصطَفَى لَا يُمنَعُ
يَومَ القِيَامَةِ ظِلُّكُم صَدَقَاتِكُم
كُلُّ امرِئٍ هُوَ حَاصِدٌ مَا يَزرَعُ
يَا رَبِّ بَلِّغنَا شَفَاعَةَ أَحمَدٍ
فِي يَومِ حَشرٍ فِيهِ قَلبِي يَفزَعُ
ثُمَّ الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ وآَلِهِ
مَا حَنَّ رَعدٌ بِالغُوَيرِ مُرَجِّعُ
لَولَاهُ مَا خُلِقَ الجِبَالُ ولَا سَمَا
أَيضاً ولَا حَجٌّ ولَا مَن يَشفَعُ
صَلَّى عَلَيهِ اللهُ فِي أَملَاكِهِ
والمُرسَلُونَ عَلَيهِ صَلَّوْا أَجمَعُ
صَلُّوا عَلَى مَن أُنزِلَت فِي قَلبِهِ
مِئَةٌ وعَشرٌ بَعدَ. ذَاكَ وأَربَعُ
صَلُّوا عَلَى مَن قَامَ قَبلَ بُلُوغِهِ
فِي أَرضِِ مَكَّةَ شَافِعٌ ومُشَفَّعُ
صَلَّى عَلَيهِ اللهُ مَا هَبَّت صَبَا
سَحَراً ومَا دَامَت شُمُوسٌ تَسطَعُ
وعَلَيهِ مِن مصطفى المحب صَلَاتُهُ
وسَلَامُهُ مَا دَامَ بَرقٌ يَلمَعُ
يَا مُجْتَبَى إنِّي بسوحك نَازِلٌ. امْلَأ لِقَلْبِي بِالرِّضَا الْمُتَجَدِّد
