كرز بن جابر يسطو علي سرح المدينة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
تحرير: محمد رأفت
ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة أنه قد أغار كرز بن جابر قبل أن يسلم على سرح المدينة اي النعم والمواشي التي تسرح للمرعى بالغداة خرج في طلبه حتى بلغ واديا يقال له سفوان من ناحية بدر، لذا قيل لها غزوة بدر الأولى، وبئر بدر أو عين بدر هو بئر يقع بين مكة المكرمة والمدينة المنورة أو جنوب غرب المدينة المنورة في السعودية وكان أحد أسواق العرب وكان مركز تجمعهم، وقد ذكره ياقوت الحموي وقال هو ماء مشهور بين مكة والمدينة، في أسفل وادي الصفراء وبين هذا الماء وبين ساحل البحر ليلة واحدة، وكان أحد أسواق العرب وكان مركز تجمعهم للتبادل التجاري والمفاخرة وكان العرب يقصدونه كل عام، ولم يعرف بئر بدر في العصر الحديث إلا بوقوع غزوة بدر التي تدعى بدر الكبرى.
لتمييزها عن معركة بدر الأولى في السابع عشر رمضان فى السنة الثانية من الهجرة، وسميت بذالك لوقوعها بالقرب منه، وكانت إحدى الخطط في هذه الغزوة ما طلبه الحباب بن المنذر من الرسول صل الله عليه وسلم بوضع الجيش في مقدمة البئر لكي لا يشرب المشركين، وذلك إن كان الموقع الذي اختاره الرسول صلى الله عليه وسلم ليس أمرا من الله، وقتل في بدر الكبرى سبعين من رجال قريش وقادتها، وقد وقعت بجانب بئر بدر أيضا أول غزوة حدث فيها قتال هي بدر الفرقان، وقد بدأت غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم بغزوة الأبواء وتسمى أيضا غزوة ودان التي وقعت في السنة الثانية من الهجرة، وانتهت بغزوة تبوك في السنة التاسعة من الهجرة.
وبلغ عدد غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعا وعشرين غزوة منها ما خاض فيها المسلمون قتالا مع الكفار والمشركين وهزموهم شر هزيمة، كما حصل في غزوة بدر الكبرى وفتح مكة، ومنها ما هُزم فيها المسلمون لحكمة يعلمها الله تعالى كما في غزوة أحد عندما خالف الرماة أمر النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها ما رجعوا دون قتال وكفاهم الله تعالى شر القتال وويلات الحرب كما في غزوة سفوان التي نتحدث عنها في هذا المقال حيث تعد غزوة سفوان إحدى الغزوات التي خاضها المسلمون بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يخوضوا خلالها قتالا أبدا، وتسمى غزوة سفوان بذلك نسبة إلى المكان الذي قصده المسلمون بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهو وادي سفوان الذي يقع قرب منطقة بدر التي خاض عندها المسلمون غزوة بدر الكبرى، وهي رابع الغزوات التي خاضها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسابع الحملات العسكرية التي قادها ضد أعداء الله تعالى، وكان سببها هو أن أغار أحد المشركين وهو كرز بن جابر الفهري وذلك قبل أن يُسلم ومعه قوة من المشركين على سرح أو سهول المدينة وهي الأراضي التي تحيط بالمدينة المنورة وكانت ترعى فيها المواشي والنعم الخاصة بالمسلمين، فنهب كرز منها ما نهب هو من معه ثم ولى هاربا، عند ذلك استخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، على المدينة المنورة زيد بن حارثة رضي الله عنه، وخرج مع قوة عسكرية من المسلمين في إثر كرز بن جابر الفهري.
وكانت راية غزوة سفوان بيضاء وحملها الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهكذا فقد بلغ المسلمون واديا قرب منطقة بدر يقال له سفوان ولم يدركوا كرز بن جابر الفهري ولا أحدا ممن كان معه من المشركين، فعاد المسلمون ورسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسهم، دون أن يحدث أي قتال بينهم وبين المشركين وعادوا إلى المدينة المنورة سالمين لم يمسسهم سوء.