الرئيسيةمقالاتكره الذات تولد هزائم الشعوب الكبرى
مقالات

كره الذات تولد هزائم الشعوب الكبرى

“من كره الذات تولد هزائم الشعوب الكبرى”
بقلم/ الكاتب أحمد فارس

كان يومًا ما إنسانًا طموحًا، يسعى نحو المجد بخطى واثقة، لكن تعثّر مشروعٍ واحدٍ حوّله إلى إنسانٍ سلبيٍّ ساخر، لا يرى في نجاح الآخرين سوى مرآةً تعكس فشله. لم يكن سقوطه في العمل هو النهاية، بل كُرهه لذاته هو الجرح الذي نزف حتى دمّر ما تبقّى فيه من إصرار. فالإنسان الذي يكره نفسه يعيش حربًا صامتة لا يسمعها أحد، لكنه يشعر بها في أعماقه كل يوم.

يستيقظ مثقلًا بالعجز، يحاسب ذاته على كل إخفاق، ويقارن نفسه بالآخرين حتى يفقد احترامه لنفسه. ومع مرور الوقت، يتحول إلى كائنٍ سلبيٍّ يرفض النهوض، ويخمد بيديه كل نورٍ يمكن أن يضيء طريقه. هذه المأساة الفردية لا تبقى في حدود الشخص، بل تتسرّب إلى المجتمع كله. فحين يفقد الأفراد احترامهم لأنفسهم، تضعف روح الإبداع، ويتلاشى الحماس، ويعمّ الإحباط.

المجتمعات لا تسقط فجأة… بل تبدأ بالانهيار حين يكره أبناؤها أنفسهم. فالذي لا يثق بذاته لا يستطيع أن يبدع، ولا أن يُصلح، ولا أن يُدافع عن الحق. يتحوّل الخوف إلى صمت، والصمت إلى قبولٍ بالظلم، فيغدو المجتمع كيانًا خاملاً يرضى بالفساد واليأس.

ومن يكره نفسه، يستحيل أن يحب غيره. تجده ساخرًا من الناجحين، حاقدًا على المتفوقين، لأن نجاحهم يذكّره بعجزه الذي لم يتجاوزه.
لكن التاريخ لا يرحم، وهو شاهدٌ على أن من يحب ذاته، يصنع المعجزات.

(مارتن لوثر كينغ الابن ) نادى بالمقاومة السلمية ورفض الكراهية حتى تجاه من كانوا يعتدون عليه وعلى شعبه، قائلاً:
“الظلام لا يطرد الظلام، فقط النور يفعل ذلك. الكراهية لا تطرد الكراهية، فقط الحب يفعل ذلك.”

( مالالا يوسفزاي ) – الفتاة الباكستانية التي أطلق عليها طالبان النار لأنها دافعت عن حق الفتيات في التعليم، ورغم ذلك قالت:
“أنا لا أكره طالبان، أكره الجهل الذي جعلهم يفعلون هذا.”

رسالتي إلى كل إنسان :
إنّ أول خطوةٍ لإنقاذ نفسك ومجتمعك ليست في المال ولا في السلطة، بل في حبّ الذات. ليس حبًّا أنانيًا، بل حبًّا نقيًا يمنحك الشجاعة لتؤمن بأنك تستحق الحياة. فالمجتمعات لا تنهض إلا بأفرادٍ أحبّوا ذواتهم وآمنوا بقدرتهم على التغيير، فزرعوا الخير لأنفسهم ولغيرهم معًا.

وحين تُصالح نفسك، ستدرك أن الطريق إلى المستقبل يبدأ من داخلك، وأن كل حلمٍ دفنته في لحظة ضعفٍ يمكن أن يزهر من جديد… فقط إن آمنت بأنك تستحق أن تحيا وتنجح. وفي نهايه المطاف ستحقق أحلامك وطموحاتك المستقبلية في حياتك اليوم . وغدا. وإلي الابد …..،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *