أخبار ومقالات دينية

كـلام مـش مهـم.. بقلم: د.عبدالفتاح أبويوسف

جريدة موطني

كـــلام مـــش مــهـــم

بقلم: د.عبدالفتاح أبويوسف
تحرير: حمـادة غالـي
إن ما نحن فيه الآن من ضيق وضنك وقلق واكتئاب، يشمل كل الطوائف على اختلاف مستوياتها، الفقير يشتكى ضيق المعيشه، والغنى قلق على أمواله وأولاده وكل مكتسباته، يعنى بمعنى اصح: الكل قلقان ومكتئب
هذا الذى نحن فيه هو نتيجة طبيعية لمخطط بدأ من سنين ومستمر بقوة، وهو تغيير عقيدة المسلمين من وجود الله بكل صفات القوة والقدرة، ووجود الحق والباطل، ووجود العقيده واليقين بالله، إلى أن كل الهدف فى الحياة هى الدنيا بمشتملاتها من أموال ومناصب ومتع وان المال هو عصب الحياة، وأن جمع المال هو الهدف الأسمى الذى خلقنا من أجله وان اللى معاه قرش يساوي قرش
أن التربية السليمة اللى المفروض أن اى طفل رضيع يفتح عينيه عليها هى أنه بالنسبة له هناك سندين له في الحياة
السند الاول وهو مؤقت ومحدود وهو والديه بمشتملاتهم يعنى أهله، ولكن هناك ما هو خارج عن طاقاتهم ولا يستطيعون تحقيقه

والسند الذى يعتبر سند اول وتانى وعاشر وهو الله سبحانه وتعالى الذى هو يحبنا اكتر من آبائنا وأمهاتنا وأنه هو خالقنا وبارئنا وانه بيده ملكوت السموات والأرض وان الغاية فى هذه الدنيا هى رضاه لانه هو الذى يمتلك هذه الدنيا ولن نتحصل على قشايه من هذه الدنيا الا برضاه هو سبحانه،

لابد أن ينشأ الطفل من اول يوم وعينه على الله تعالى وإن كل شىء بعد ذلك يعتبر شىء ثانوى
علموهم أن الصلاة مش تكدير لهم وتحكم، ولكنها زى البطاريه ما بتحتاح تشحن كل شويه، فإن الروح اللى هى من نفخة من ربنا فينا بتحتاج تشحن هى كمان عشان كده الصلاة هى شحن

علموهم أن الشحن لازم يكون صح عشان يؤدى الغرض منه وهو أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر عشان لما ابنك يقولك أن فلان بيصلى وضلالى تقوله أنه مبيشحنش صح يعنى البطاريه بتاعته مصدية من المعاصى اللى بيعملها
علموهم أنهم مينفعش يعيشوا الدنيا بمفهومهم أو بمفهوم اى حد تانى ولكن عشان تعيش الدنيا صح لازم تتبع الكتالوج اللى وضعه خالق الدنيا وهو القرآن والسنة عشان كده كان مهم أنهم يحفظوا القران لأن دا كتالوج العيشه السليمة وان السعادة والراحة والطمأنينة مصدرها هو اتباع هذه التعليمات حرفيا، وبردو لما يقولك أن الشيخ الفلانى حافظ القران وسلوكه وحش، قوله بردو لانه لا يطبق ما يحفظ،
لو اتربينا صح على النهج الصح وهو نهج القران والسنه الصح كنا بقينا اقوياء، مكناش نعانى الآن من كل شىء ونخاف من كل شىء وعابشين مرعوبين من كل شىء، لأننا اتربينا على أن الدنيا هى كل شىء، وعشان ربنا لما لقانا بنجرى وراء الدنيا قال لها استلميهم دول يخصوكى اعملى فيهم اللى انتي عاوزاه، عشان كده هى مخليه الناس عبيد لها هينهبلوا عليها وبما أن الدنيا ليست دار قرار محدش ابدا حيستريح

أن مليارات المسلمين الموجودين -إلا قلة قليلة جدا- هم مجرد ارقام لا وزن لهم كغثاء السيل أصابهم الوهن كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حب الدنيا وكراهية الموت

إن المسلمين الأوائل الذين تربوا على العقيدة السليمه كانوا يتسابقون إلى الموت، لدرجة أن الواحد منهم كان  يقول اتمنى من الله أن يصيبنى سهم أو ضربة سيف ها هنا لكى اظفر بما وعد الله، ونحن الآن نموت رعبا من دور برد
وحتى فى هذا الزمان هناك مسلمين زينا تماما بيسمعوا نفس المذيعين الافاقين  ونفس المشايخ الدلفرى، يجهزون اطفالهم ليكونوا شهداء فداء الأقصى بكل رضا وصبر ويقين، وحين نرى ذلك نتهمهم نحن العجزه بأنهم إما إرهابيين أو أنهم بيلقوا بأيديهم إلى التهلكة، وهذا ما هو إلا مخدر لضمائرنا التى لا زال فيها بقايا نبض من بقايا ايمان

إن الغاية بالنسبة لأغلب مجتمعاتنا المسلمه تحولت بفعل فاعل لا ينام من رضاء الله تعالى، وإن قدوتنا هو الرسول صلى الله عليه وسلم إلى غايات أخرى دنيوية بحته ولذلك اصبحنا جميعا -إلا من رحم- نقع تحت وصف الايه الكريم: “فمن تبع هداى فلا يضل ولا يشقى ومن اعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى” صدق الله العظيم

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار