أخبار ومقالات دينية

لا تغلقوا أبوابكم دون حوائج الناس 

اخبار موطني الدينية

لا تغلقوا أبوابكم دون حوائج الناس 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : السبت الموافق 31 أغسطس 2024

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد، إنه لا ينبغي على المسلم أن تطرده الطيرة عن طلب حاجته أو السعي في قضاء حاجة غيره بل شرعت في الإسلام صلاة تسمى صلاة الحاجة، ولقد إقتدى الصحابة الكرام رضوان الله عليهم بالنبي صلى الله عليه وسلم في الحرص على السعي لقضاء حوائج الناس وكانوا يكتبون إلى ولاتهم بذلك، وعن معمر عن عاصم بن أبي النجود أن عمر بن الخطاب كان إذا بعث عماله شرط عليهم ألا تركبوا برذونا ولا تأكلوا نقيا ولا تلبسوا رقيقا ولا تغلقوا أبوابكم دون حوائج الناس فإن فعلتم شيئا من ذلك فقد حلت بكم العقوبة قال ثم شيعهم. 

 

فإذا أراد أن يرجع قال إني لم أسلطكم على دماء المسلمين ولا على أعراضهم ولا على أموالهم ولكني بعثتكم لتقيموا بهم الصلاة وتقسموا فيئهم وتحكموا بينهم بالعدل فإن أشكل عليكم شيء فارفعوه إلي ألا فلا تضربوا العرب فتذلوها ولا تجمروها فتفتنوها ولا تعتلوا عليها فتحرموها، وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يحلب للحي أغنامهم، فلما استخلف قالت جارية منهم الآن لا يحلبها، فقال أبو بكر بلى وإني لأرجو أن لا يغيرني ما دخلت فيه عن شيء كنت أفعله، ولقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتعاهد الأرامل يستقي لهن الماء بالليل، ورآه طلحة بالليل يدخل بيت امرأة، فدخل إليها طلحة نهارا، فإذا هي عجوز عمياء مقعدة فسألها ما يصنع هذا الرجل عندك؟ قالت هذا منذ كذا وكذا يتعاهدني يأتيني بما يصلحني ويخرج عني الأذى. 

 

فقال طلحة ثكلتك أمك يا طلحة، أعورات عمر تتبع؟ وكان أبو وائل يطوف على نساء الحي وعجائزهن كل يوم فيشتري لهن حوائجهن وما يصلحهن، وقال مجاهد صحبت ابن عمر في السفر لأخدمه فكان يخدمني، وقيل لابن المنكدر أي الأعمال أفضل ؟ قال إدخال السرور على المؤمن، وقيل أي الدنيا أحب إليك ؟ قال الإفضال على الإخوان، أي التفضل عليهم والقيام بخدمتهم، وقال وهب بن منبه إن أحسن الناس عيشا من حسن عيش الناس في عيشه وإن من ألذ اللذة الإفضال على الإخوان وكان خال القسري يقول على المنبر أيها الناس عليكم بالمعروف فإن فاعل المعروف لا يعدم جوازيه وما ضعف عن أدائه الناس قوي الله على جوازيه، وقال ابن القيم رحمه الله في وصف شيخ الإسلام ابن تيميه، كان شيخ الإسلام يسعى سعيا شديدا لقضاء حوائج الناس.

 

وكان علي بن الحسين رحمه الله يحمل الخبز إلى بيوت المساكين في الظلام فلما مات فقدوا ذلك، وكان ناس من أهل المدينة يعيشون ولا يدرون من أين معاشهم فلما مات علي بن الحسين فقدوا ذلك الذي كان يأتيهم بالليل، فاللهم انصر المستضعفين من المؤمنين، اللهم ارحم المستضعفين من المؤمنين في كل مكان، اللهم عليك بالكفرة، والملحدين الذين يصدون عن دينك ويقاتلون عبادك المؤمنين اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك اللهم زلزل الأرض من تحت أقدامهم اللهم سلط عليهم منْ يسومهم سوء العذاب يا قوي يا متين، اللهم من أرادنا وبلادنا بسوء فأشغله بنفسه واجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميرا له يا سميع الدعاء، اللهم اغفر لموتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية ولنبيك بالرسالة وماتوا على ذلك. 

 

اللهم اغفر لهم وارحمهم وعافهم واعف عنهم ووسع مدخلهم وأكرم نزلهم واغسلهم بالماء والثلج والبرد ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه برحمتك يا أرحم الراحمين.

لا تغلقوا أبوابكم دون حوائج الناس 

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار