شريط الاخبار

لا تفتى بدون علم الموقف خطير

جريدة موطني

لا تفتى بدون علم الموقف خطير
إطلالة بقلم
عبادى عبدالباقى قناوى
أولا :-
المقدمة
بداية أتمنى من هواة القراءة السريعة أن يتكرموا بقراءة المقال بهدوء أو على الأقل لا يقرؤونه بالنيابة عن غيرهم…؟؟
ما يحدث على أرض الواقع في فلسطين عامة وفي غزة خاصة
من الأهمية بمكانة .
لذلك أتعجب من العامة الذين يفتون
والحلول لديهم كثيرة .
يابني وطني :-
الأمر خطير هناك إبادة
لا شك في ذلك ولكن النصر
أولاً من عند الله سبحانه وتعالى.
ثم بأن يجتمع أهل الإختصاص و الخبرة والعلم والثقافة
يتحاورون من أجل الوصول إلى أفضل الحلول لانقاذ الموقف بأسرع وقت .
أما نحن العامة لا نملك إلا سلاح الدعاء .
قال الإمام الغزالي رحمه الله :-
لا تشغلوا أنفسكم بموعد النصر ،
فإنه فوق الرؤوس ينتظر كلمة من الله
” كن فيكون” ،
بل أشغلوا أنفسكم أين موقعكم بين “الحق والباطل”
وأكرر ألزم الدعاء بظهر الغيب بإخلاص لأهل فلسطين .
ولكن للأسف
أعتقد الآن أن بإمكان الجميع أن يفتوا ببعض القضايا التي تخص العامة من أمور الحياة الخطيرة بدون علم
و القضايا الدينية دون أن تتحرك فيهم شعرة أو خوف مع أن الفتوى من أصعب الأمور في ديننا الإسلامي ولكن…
ثانيا :-
الكل يفتى بدون علم : –
👈حرام ورب الكعبة
بل من الكبائر 👉
رتب العلماء المحرمات أربع مراتب:-
بدأ بأسهلها وهو الفواحش.
ثم ثنى بما هو أشد تحريما منها وهو الإثم والظلم .
ثم ثلث بما هو أعظم تحريما منها وهو الشرك به سبحانه.
ثم ربّع ما هو أشد تحريما من ذلك كله وهو القول عليه بلا علم، وهذا يعم القول عليه سبحانه بلا علم في أسمائه وصفاته وأفعاله وفي دينه وشرعه”.
“ومما يدل أيضا على أنه من كبائر الإثم الفتوى بدون علم.
قول الله تعالى:-
{وَلاَ تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[النحل:١١٦-١١٧].
ثالثا:-
الفتوى بدون علم آفة تدمر المجتمع:-
التاريخ كما يقولون :-
يعيد نفسه،
فلا سبيل أبداً،
وأنا على يقين مما أقول،
والتجربة الواقعية منذ نحو قرن من الزمان تدل على أنه لا مجال إطلاقا ، لتحقيق نهضة إسلامية صحيحة ، ومن ورائها إقامة الدولة المسلمة إلا بتحقيق هذين الهدفين :-
١- التصفية:-
وهو كناية عن العلم الصحيح .
٢- التربية :-
وهو أن يكون الإنسان مربى على هذا العلم الصحيح على الكتاب والسنة .
نحن الآن في صحوة علمية ولسنا في صحوة تربوية ،
ولذلك نجد كثيرا من الأفراد من بعض الدعاة يستفاد منه العلم ،
لكن لا يستفاد منه الخلق،
لماذا ؟
لأنه هو نشأ نفسه على العلم ،
ولكنه لم يكن في بيئة صالحة ربي فيها منذ نعومة أظفاره.
فلذلك فهو يحيا ويعيش وهو يحمل الأخلاق التي ورثها من ذاك المجتمع الذي عاش فيه وولد فيه ،
وهو مجتمع بلا شك ليس مجتمعا إسلاميا ،
لكنه استطاع بشخصه أو بدلالة بعض أهل العلم أن ينحو منحى علميا صحيحا.
لكن هذا العلم ما ظهر أثره في خلقه وسلوكه وأعماله.
فهذه الظاهرة التي نحن الآن في صدد الكلام عنها
سببها هو :-
أولها:-
أننا لم ننضج علميا إلا أفرادا قليلين .
ثانيها :-
الأفراد أكثر من ذلك لم يربوا تربية إسلامية صحيحة.
ولذلك فتجد كثيرا من المبتدئين في طلب العلم ينصب نفسه رئيسا لجماعة أو لحزبٍ.
وهنا تأتي حكمة قديمة لتعبر عن أثر هذا الظهور ،
وهي التي تقول:-
(حب الظهور يقطع الظهور) .
فهذا أسبابه يعود إلى عدم التربية الصحيحة على هذا العلم الصحيح .
ثالثها :-
العلاج الوحيد :-
بأن يتقي هؤلاء المسلمون ربهم عز وجل.
وأن يعرفوا أنه ليس لكل من بدأ في طلب العلم أن يتصدر في الإفتاء في التحريم والتحليل.
وفي تصحيح الحديث و تضعيفه.
إلا بعد عمر طويل ،
يتمرس في هذا العمر على معرفة كيف يكون الإفتاء ؟
كيف يكون الاستنباط من الكتاب ومن السنة ؟.
رابعا:-
من هم أهل الفتوة؟ :-
أهل الفتوى هم الذين قد تفقهوا في كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، وحصلت لهم معرفة جيدة بما أحل الله، وما حرم الله، وما أوجب الله، وشهد لهم أهل العلم والفقه والخير، عن المعرفة، وأنهم أهل لأن يفتوا، ولا ينبغي أن يستفتى كل أحد، ولو انتسب إلى الدين أو إلى العبادة، أو إلى العلم حتى يسأل عنه أهل العلم،
و يتبصر السائل بواسطة العارفين به، والذين يطمئن إليهم أنهم أهل علم حتى يذكروا له أنه أهل للفتوى وأهل لأن يفتي في الحلال والحرام ونحو ذلك.
المقصود أن هذا يحتاج إلى تثبت في الأمر، وعدم تساهل، فليس كل من انتسب إلى الدين، أو إلى العبادة، أو إلى العلم يصلح لذلك، بل لا بد من فقه في الدين وتبصر، ولا بد من ورع وتقوى لله، ولا بد من حذر من التساهل في الفتوى والجرأة عليها بغير علم وبغير حق، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الخلاصة :-
إن شريعة الإسلام قد أوجبت على كل مسلم أنّ يتقي الله عز وجل إذا تحدث عن الله أو تحدث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم .
واجب على كل مسلم أن يتحرى في كلامه ،
ليحل الحلال ويحرم الحرام ،
ويأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر ، ويحل الطيبات ويحرم الخبائث على نور و بصيرة بالدليل الصحيح .
أما إذا اعتاد الإنسان أن يطلق للسانه العنان فيتكلم فيما يعلم وفيما لا يعلم و يفتي فيما يحسن وفيما لا يحسن حسب عقله فإنه يأتي بالطامات العظيمات .
ويتكلم بالأمور المنكرات.
فيحل الحرام ويحرم الحلال.
و يأمر بالمنكر و ينهى عن المعروف. ويكون سببا لشق العصا وتفريق الكلمة وزرع العداوة والبغضاء بين المؤمنين .
و الدين قد أتمه الله و ارتضاه لنا . فإن أقسم هؤلاء جهد أيمانهم أنهم يريدون خدمة دين الله و هم يعملون بما لم يشرع الله فإنهم لا يكذبون إلا على أنفسهم .
نتمنى من الله التوفيق فى عرض هذا الأمر الذى من الأمر بماكنة.
وأن يصل الغرض والمقصد إلى الجميع.
والله المستعان

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار