ادب وثقافة

لحظة مراجعة  الكاتب والشاعر د. محمد توفيق ممدوح الرفاعي

لحظة مراجعة 

الكاتب والشاعر د. محمد توفيق ممدوح الرفاعي

في لحظة ما قد يلجأ البعضلحظة مراجعة  الكاتب والشاعر د. محمد توفيق ممدوح الرفاعي إلى الاختلاء مع نفسه ومراجعتها واستعراض ما قد مضى من سني حياته، وفي لحظة ضيق مررت بها شعرت بأنني بحاجة إلى أن أختلي مع نفسي واستمع إليها وأغوص في خباياها علني اصل إلى مايعطيني جرعة من الطمأنينة والراحة النفسية خاصة وانني قد بلغت مرحلة متقدمة في السن تجعلني أحسن التقييم والوصول إلى درجة جيدة استطيع وضع الأمور في نصابها ، فمن خلال جلسة الإختلاء هذه استطعت اكتشاف أشياء كثيرة كانت قد نغصت علي حياتي وتسببت بازمات حادة ، علما أنه قد يكون هذا الاكتشاف قد أتى متأخرا ومن الممكن أن لا يجدي نفعا ، ولكنه أتى وان جاء متأخرا، فقد اكتشفت أن هناك تصرفات خاطئة كثيرة مارسها البعض ممن رافقوني في مسيرة حياتي، أو كانوا يظهرون لي بوجوه متعددة ، البعض منهم مضى والبعض لا زال موجودا على قيد الحياة ، ومن الذين بقوا على قيد الحياة ولم يرحلوا مازالوا على ما هم عليه ومنهم من تبدلت مواقفهم لأسباب مختلفة ، وكان موقفي حيال ذلك سلبيا ولنقل كان سلمي قد يعود للظروف الآنية أنذاك ، وأيضا هناك الكثير من المواقف والأحداث والظروف التي تعرضت لها في مناسبات عدة كان لها الكثير من السلبية المؤثرة، وأيضا الآراء والأفكار المختلفة التي كانت لا تتناسب وآراء الآخرين ولا يتقبلونها،

كل ذلك كان يستوقفني كثيرا، ويشغل حيزا كبيرا من تفكيري واستنزاف طاقاتي الإيجابية مما كان يتسبب لي من الألم الكثير الكثير، بالإضافة إلى هدر الكثير من الوقت والزمن، وعلى الرغم من ذلك كنت أحاول أن أتناسى كل هذه الأمور .

وفي هذه الخلوة التي استغرقت طويلا وشريط الذكريات ينساب ببطء شديد اكتشفت أن كل ذلك كان لا قيمة له وذهب أدراج الرياح وكأنه كان هباء منثورا رغم معاناتي وانا استعرضها ، وكله كان قد اقتطع من سنين عمري والذي لم يبقى منه إلا النذر اليسير وقد لا يطول كثيرا، وكان يتسبب لي بالسقم والألم والحسرة، وكل هذه الأمور لا زالت آثارها عالقة في تفكيري مما يجعلني في حالة إحباط وإحاطة نفسي بهالة من السلبية والندم على توقفي عند كل تلك المواقف والأحداث وعلي إشغال ساحات واسعة من تفكيري وبكل من كان يتسبب بها، وعلى سني عمري التي خسرتها والتي مضت وإلى غير رجعة، والتي كان من المفروض أن أستغلها بأمور أكثر نفعا لتعود علي بالفائدة وتحقيق ما هو أفضل وأكثر إيجابية.

وبعد هذا الاستعراض السريع البطيئ لشريط هذه الأحداث والمواقف واستعراض وجوه أولئك الشخوص التي لازمتني توصلت إلى قرار ناجع يحدث تغيرا جذريا أعلل عليه أملا لما يكون لي من بقية العمر ، ولذلك قررت أن أتجاوزها ونسيانها نهائيا إلى الأبد هي وشخوصها وجعلها خلف ظهري وألا التفت إليها مطلقا، وعلي أن أبدأ من جديد، وأن أنطلق من مفهوم جديد ونظرة جديدة للحياة ذات معايير أكثر إيجابية محاولا تحقيق ما يعطيني الراحة النفسية وترميم جسدي المثقل بالآلام وإيقاف نزيف جراحه النازفة، وأن أعيد الثقة إلى نفسي وذاتي وأسرتي التي تأثرت كثيرا بما كنت أعاني منه وما مررت به وتعويض ما قد خسرته سابقا من سني عمري.

من المحتمل أنه لم يتبقى من العمر بقية أو متسع من الحياة أو الزمن الكافي كي أحقق كل ذلك وما أعول عليه، لكنني قد عقدت العزم والإصرار على تحقيق كل ما أطمح إليه، وكلي أمل بما أسعى إليه.

فإن كان قطار العمر قد فاتني وخلوتي مع نفسي جاءت متأخرة ولم أستطع تحقيق ذاتي الجديدة أكون سعيدا بأنني استطعت الخلو مع ذاتي واكتشاف أشياء كثيرة كانت تثير العواصف في نفسي ، عندها سأرقد بسلام قرير العين مبتسما ، وسأوصي بان يكتب على شاهدة قبري هنا مرقد من صارع الحياة ولم يستسلم رغم انها صرعته .

الكاتب والشاعر د. محمد توفيق ممدوح الرفاعي 

لحظة مراجعة  الكاتب والشاعر د. محمد توفيق ممدوح الرفاعي  

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار