لدكروري يكتب عن وابتغوا ما كتب الله لكم
الدكروري يكتب عن وابتغوا ما كتب الله لكم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الأولاد هبه من الله عز وجل المنعم علي عباده، وكما هي زينة الحياة الدنيا، وهي أرزاق مقسومه من الله عز وجل، فقد قال الله تعالى كما جاء فى سورة الشورى ” يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور، أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير” فبعض الناس يهبه البنات لا ذكر بينهن، وبعضهم يهبه الذكور لا أنثى بينهم، وبعضهم يهبه من النوعين، وبعضهم لا يهبه لا أنثى ولا ذكر، وذلك لحكمة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، وقال تعالى فى سورة البقرة ” فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم ” وقال الطبري رحمه الله، وقد يدخل في قوله تعالى ” وابتغوا ما كتب الله لكم” جميع معاني الخير المطلوبة، غير أن أشبه المعاني بظاهر الآية قول من قال معناه، وابتغوا ما كتب الله لكم الولد، لأنه عقيب قوله تعالى ” فالآن باشروهن” بمعنى جامعوهن.
فيكون المعنى وابتغوا ما كتب الله في مباشرتكم إياهن من الولد والنسل، ثم إن من نتيجة هذا وذاك يُختصر الزمن المقدر لحياة تلك الأمة، وهذا الطريق للانتحار قد أودى بحياة كثير من البيوتات الملكية، والطبقات الغنية الراقية، والجماعات الإنسانية من الوجهة الحياتية والعمرانية، وبه قد ذهبت كثير من الأمم والشعوب القوية ضحيةَ الفناء والزوال في التاريخ الإنسانى، ويقول أبو الأعلى المودودي، ومما لا مجال فيه لأدنى شك أن تحديد النسل ظلم صريح للمرأة، فهو ينشب الحرب بينها وبين فطرتها نتيجة لذلك، يختل فيها نظامها الجسدي، وينهار عليها جهازها العصبي، وإن تحديد النسل في حد ذاته خروج سافر على نظام الإنسان الفطري، وفوق هذا فإن الطرق التي تستخدم لمنع الحمل تترك على الرجل والمرأة، ولا سيّما المرأة مؤثرات تنغص عليهما حياتهما.
وتهدم عليهما شخصيتهما، وهذه الطرق التي استخدمت لمنع الحمل، وتحديد النسل، قد ثبت ضررها، وها هي البلدان التي نبتت فيها منذ قرن من الزمن قد أدركت ما تجره من أخطار، ولكننا لا نزال نرى في بعض البلدان العربية الحملةَ على أشدها لترويج تلك الوسائل، والحث على استعمالها، ومصادمة الإسلام في هذا السبيل، شأنهم في ذلك شأنهم في مقاومته في كل ناحية، وعلى كل اتجاه، ويجب علينا جميعا أن نعلم أن التوصل إلى الولد بالزواج يكون قربة من أربعة أوجه، وهو موافقة محبة الله بالسعي في تحصيل الولد لإبقاء جنس الإنسان، ونيل محبة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في تكثير أمته من بين الأمم، كما قال صلى الله عليه وسلم ” تزوجوا الودود الولود، فإنى مكاثر بكم الأمم ” وأيضا الانتفاع بدعاء الولد الصالح بعده.
لقول النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثه، إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعوا له ” وأيضا حصول الشفاعة بموت الولد الصغير إذا مات قبله لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء ” ما منكن من إمرأة تقدم بين يديها من ولدها ثلاثه إلا كانوا لها حجابا من النار ” فقالت امرأة واثنين، واثنين، واثنين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” واثنين، واثنين، واثنين ” وإنه يجب على الناس جميعا أن يخطبون لبناتهم ممن يرجون منهم الخير والصلاح لأن بناتهم أمانة في أعنقهم، سائلهم الله تعالى عنها يوم القيامة، أحفظوا أم ضيعوا؟ ولذا فهم يحرصون على أن يضعوها في أيد أمينة، عند صاحب الدين والخلق الذي إذا أحبها أكرمها وإذا أبغضها لم يظلمها.