المقالات

لغتنا لغة أهل الجنة والقرآن

جريدة موطني

لغتنا لغة أهل الجنة والقرآن

 

بقلم :  عبادى عبدالباقى قناوى

 

الاحتفال باليوم العالمى للغة العربية أمس الإثنين الموافق ١٨من ديسمبر ٢٠٢٣ أحتفل العالم بلغة الضاد لغة أهل الجنة والقرآن الكريم

ويتزامن الاحتفال هذا العام مع الذكرى السنوية الخمسين لإعلان اللغة العربية لغة رسمية في الأمم المتحدة.

شرف الله تعالى هذه اللغة بأن أنول بها القرآن الكريم، وحمل رسالة الإسلام على أكتاف هذه اللغة الرائعة ، فانتشرت بها في شتى بقاع الأرض وبين الشعوب المختلفة، فكانت وستظل أعظم اللغات. إن لنا الحق بالفخر بلغتنا العظيمة و عروبتنا المجيدة، في هذا اليوم الذي جعل خصيصا لها، فكل عام والأمة العربية كلها بخير وعافية ونماء دائم .

اللغة العربية :-

تعد اللغة العربية من اللغات السامية

التي انتشرت في الشرق. ويقال أنها ظهرت على يد سيدنا إسماعيل عليه السلام وأنه تعلمها من أهل الجزيرة العربية. تجدر الإشارة إلى أن اللغة هي مجموعة المفردات والمعاني التي تحكمها مجموعة من القواعد وتكتب بحروف معينة خاصة ويستطيع الفرد استخدامها للتعبير عن نفسه وآرائه ومعتقداته وحاجاته والتواصل بها مع الآخرين. وتتميز الشعوب عادة بلغات خاصة بها يستخدمونها فيما بينهم.

أهمية اللغة العربية :-

تعد اللغة العربية أقدم اللغات الحية على وجه الأرض، و على اختلاف بين الباحثين حول عمر هذه اللغة؛ لا نجد شكا في أن العربية التي نستخدمها اليوم أمضت ما يزيد على ألف وستمائة سنة، وقد تكفل الله سبحانه و تعالى بحفظ هذه اللغة حتى يرث الله الأرض ومن عليها، قال تعالى :-

{إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون}،

و منذ عصور الإسلام الأولى انتشرت العربية في معظم أرجاء المعمورة وبلغت ما بلغه الإسلام وارتبطت بحياة المسلمين فأصبحت لغة العلم و الأدب والسياسة و الحضارة فضلا عن كونها لغة الدين والعبادة.

لقد استطاعت اللغة العربية أن تستوعب الحضارات المختلفة؛ العربية، والفارسية، واليونانية، والهندية، المعاصرة لها في ذلك الوقت، و أن تجعل منها حضارة واحدة، عالمية المنزع، إنسانية الرؤية، وذلك لأول مرة في التاريخ، ففي ظل القرآن الكريم أصبحت اللغة العربية لغة عالمية، واللغة الأم لبلاد كثيرة.

إن أهمية اللغة العربية تنبع من نواح عدة؛ أهمها:-

ارتباطها الوثيق بالدين الإسلامي و القرآن الكريم، فقد اصطفى الله هذه اللغة من بين لغات العالم لتكون لغة كتابه العظيم و لتنزل بها الرسالة الخاتمة {إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون}، و من هذا المنطلق ندرك عميق الصلة بين العربية و الإسلام، كما نجد تلك العلاقة على لسان العديد من العلماء ومنهم ابن تيمية حين قال:- ” معلوم أن تعلم العربية و تعليم العربية فرض على الكفاية “.

 

وقال أيضا ” إن اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب و السنة فرض، و لا يفهم إلا باللغة العربية، ومالا يتم الواجب إلا به، فهو واجب “، ويقول الإمام الشافعي:-

في معرض حديثه عن الابتداع في الدين ” ما جهل الناس، ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان العرب “، وقال:- الحسن البصري رحمه الله في المبتدعة ” أهلكتهم العجمة “.

كما تتجلى أهمية العربية في أنها المفتاح إلى الثقافة الإسلامية و العربية، ذلك أنها تتيح لمتعلمها الاطلاع على كم حضاري و فكري لأمة تربعت على عرش الدنيا عدة قرون وخلفت إرثا حضاريا ضخما في مختلف الفنون و شتى العلوم.

وتنبع أهمية العربية في أنها من أقوى الروابط و الصلات بين المسلمين، ذلك أن اللغة من أهم مقومات الوحدة بين المجتمعات. وقد دأبت الأمة منذ القدم على الحرص على تعليم لغتها و نشرها للراغبين فيها على اختلاف أجناسهم و ألوانهم وما زالت، فالعربية لم تعد لغة خاصة بالعرب وحدهم، بل أ صبحت لغة عالمية يطلبها ملايين المسلمين في العالم اليوم لارتباطها بدينهم و ثقافتهم الإسلامية، كما أننا نشهد رغبة في تعلم اللغة من غير المسلمين للتواصل مع أهل اللغة من جانب و للتواصل مع التراث العربي و الإسلامي من جهة أخرى.

إن تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها يعد مجالا خصبا؛ لكثرة الطلب على اللغة من جانب، ولقلة الجهود المبذولة في هذا الميدان من جانب آخر، و قد سعت العديد من المؤسسات الرسمية و الهيئات التعليمة إلى تقديم شيء في هذا الميدان إلا أن الطلب على اللغة العربية لا يمكن مقارنته بالجهود المبذولة، فمهما قدمت الجامعات في الدول العربية و المنظمات الرسمية من جهد يظل بحاجة إلى المزيد و المزيد.

ما أروع! اللغة العربية؟

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار