لغز اغتيال عائشة
تأليف . فايل المطاعني
(مركز شرطة باب سويقة)
دخول النقيب سامح
دخل النقيب سامح مكتبه، وجلس خلف الطاولة، وعيناه تسرحان عبر نافذة المكتب نحو الشارع العام المزدحم بالحياة والناس. كان ذهنه غارقًا في دوامة الانتظار، يترقّب التقرير بفارغ الصبر.
طرق على الباب
طرق الملازم علي الباب بهدوء، فلم يتلقَّ جوابًا. أعاد الطرقات هذه المرة بقوة أكبر، حتى جاءه صوت النقيب سامح متثاقلاً:
ــ ادخل.
دخل الملازم علي، وأدّى التحية العسكرية، ثم مدَّ بملفٍّ بين يدي النقيب. التقط سامح الأوراق، وبدأ يقلبها بعين الخبير، قبل أن يرفع رأسه قائلاً:
ــ هذا التقرير عن جريمة مقتل عائشة، ابنة الدكتور سامي؟
هزّ الملازم علي رأسه مؤكدًا:
ــ نعم سيدي، هذا هو التقرير.
قراءة التقرير
أخذ النقيب سامح يقرأ السطور بعناية، ثم قال بدهشة:
ــ أول مرة تقع جريمة قتل في حيّ النصر الراقي… أحياء مثل هذه مشهورة بالهدوء والسكينة، لا بالدماء والفضائح.
تذكّر كلام العميد فؤاد حين قال له:
ــ يجب أن نحل هذه القضية بسرعة. لا نريد للصحافة أن تشمّ الخبر. البلد يعيش أزمة دستورية، وأي هزة أخرى قد تشعل الرأي العام.
تفاصيل الجريمة
واصل سامح قراءة التقرير، ثم وضعه على الطاولة وقال بصوت حازم:
ــ الضحية تعرّضت لعدة طعنات متفرقة في الجسد… وهناك طعنة غائرة بشكل طولي، كأن القاتل أراد انتزاع قلبها! هذا وحده كافٍ لنفي فرضية الانتحار.
قاطعه الملازم علي مؤكدًا:
ــ صحيح سيدي، الجثة مشوّهة بوضوح، والانتحار أمر مستبعد تمامًا.
أومأ سامح برأسه قائلاً:
ــ نعم، أبناء الأغنياء قد يقدمون أحيانًا على الانتحار بدافع نزوات أو خلافات عائلية تافهة، لكن هنا… نحن أمام جريمة مكتملة الأركان. القاتل أقدم على فعلته مع سبق الإصرار والترصّد.
صورة مشبوهة
أخرج النقيب صورة من بين الأوراق، تأمّلها مليًا، ثم أشار إليها وهو يقول:
ــ هذا الشاب الذي يظهر مع القتيلة… زميلها في الجامعة، أليس كذلك؟
أجاب الملازم علي بسرعة:
ــ نعم سيدي، وهو آخر شخص شوهد معها قبل مقتلها.
اشتدت نظرات سامح، وارتسمت على وجهه علامات الانفعال، ثم نهض من مقعده واتجه نحو النافذة. نظر إلى المارة والسيارات المزدحمة، ثم قال بنبرة الواثق:
ــ إذن، تقصد أنّ هذا الشاب هو القاتل؟
قال الملازم علي:
ــ تحرياتنا تشير بوضوح إلى أنه آخر من قابلها، وكل الدلائل تتجه نحوه.
حسم الموقف
قاطع النقيب سامح بلهجة المنتصر:
ــ أريد هذا الطالب في مكتبي صباح الغد. القضية واضحة… فتاة غنية عابثة، انتهت حياتها بجريمة بشعة، وسنغلق الملف بسرعة.
لكن…
هل حقًا الأمر بهذه السهولة؟
أم أن خلف تلك العيون البريئة سرًّا مظلمًا، يوشك أن ينفجر؟
الليلة الطويلة في باب سويقة تخفي ما هو أعمق من جريمة قتل عابرة…
يتبع…
الفصل القادم – الطالب المشتبه به
تابعوا قصة لغز مقتل عائشة
لغز اغتيال عائشة
تأليف . فايل المطاعني