للطريق مكانة كبيرة في الإسلام
محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي بين لنا أفضل المسالك وأحسن الآداب ووفق من شاء من عباده سلوكها وهو الحكيم الوهاب وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وإليه المرجع والمآب، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي قام بالأخلاق الفاضلة، وأتمها، وحذر أمته من سفاسفها وأرذلها صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين تمسكوا آدابه وإنتهجوا مناهجه وسلم تسليما أما بعد اعلموا أن من علامات وصفات التقوي هو الإستعداد ليوم القيامة، المتلقي يعلم أنه سيقف بين يدي الله يوم القيامة، يستعد لذلك اليوم بالأعمال الصالحة، والبعد عن المحرمات، واعلموا أن هناك وسائل لتحقيق التقوى، ومنها هو العلم النافع، فإن العلم هو الذي ينير الطريق، ويوضح الحلال من الحرام، فلا بد من طلب العلم الشرعي الذي يعين على تحقيق التقوى وأيضا مراقبة الله في السر والعلن.
وهو أن يشعر العبد بأن الله مطلع على كل شيء، يراقبه في كل صغيرة وكبيرة، حيث قال النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم ” إتقي الله حيثما كنت ” ولقد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن مجالات العناية بالطريق، حيث أن للطريق مكانة كبيرة في الإسلام فقد جعل له حقا، بل حقوقا كغيره من الأشياء، وذلك لما له من فوائد تتصل بمجموع الناس، أما هذه الحقوق فهي خمسة ومنها حق الجلوس على الطريق، وحق المشي أو السير في الطريق، وحق تسوية الطريق، وحق صيانة الطريق، وحق تجميل الطريق، وقبل أن أفصل القول في هذه الحقوق أشير إلى أن طرقنا ضاعت حقوقها، وصارت مجلبة للهم والغم الكرب العظيم، وأنا هنا أطلب من الجميع أن قارنوا بين آداب الإسلام وتعاليمه في مجال العناية بالطريق التي يسير فيها الناس، والواقع الذي نعيشه.
وعليهم أن يتساءلون كيف نعيد للطريق حرمته وحرمة المستخدمين له؟ ومن حقوق الطريق هو حق الجلوس على الطريق، حيث أن الأصل في الجلوس على الطريق أنه غير مرغوب فيه شرعا، لما يترتب عليه من مضايقة الذين يستخدمونه من رجال ونساء، ولأنه يعرض الإنسان للوقوع في المحرمات، ويتطلب مسؤوليات قد لا يستطيع الإنسان القيام بها، ولذلك حذر النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم من الجلوس على طريق الناس، فقال ” إياكم والجلوس على الطرقات” فقالوا ما لنا من بد إنما هي مجالسنا نتحدث فيها، قال “فإذا أبيتم إلا المجالس، أعطوا الطريق حقها” قالوا وما حق الطريق؟ قال “غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر” وإن الإسلام بهذه الطريقة يجعل المسلم عاملا على راحة الناس، وإزالة أي أذى.
يعترض طريقهم أو يضرهم، في أموالهم أو أبدانهم، ومن صور الأذى التي تجدر الإشارة إليها هو إحداث الأصوات العالية، وذكر الكلمات القبيحة والنيابية، اللقاء الماء والقاذورات الفضلات في الطريق، وإحداث الحفر و الفجوات، التفل أي البصق، ووضع الأحجار أو العوائق الحديدية لمنع الآخرين من الإستفادة بالطريق، وإقامة الكتل الصخرية والأسفلتية المسماة المتطلبات الصناعية، التي لا تنفذ بالشروط والمواصفات السليمة، والصور العارية التي تخدش الحياء، وحرق الأوراق المهملات التي ينبعث منها دخان قاتل، ومن حقوق الطريق هو حق المشي أو السير، والمشي في الطريق آداب هي نفسها آداب الجلوس، ويضاف إليها التواضع ونبذ الكبر والغرور، وعدم إزعاج الآخرين باستخدام آلة التنبيه.
أو إستخدام راديو السيارة، أو بأية طريقة أخرى، وعدم السير في الإتجاه المعاكس، وعدم الدخول في حارة من حارات الطريق، إلا إذا اطمأن إلى أن الطريق آمن، والتأكد من ربط الأشياء المحملة على السيارة، حفاظا على سلامة الآخرين، والإلتزام بالسرعة المقررة، حفاظا على سلامة قائد السيارة، ومن بداخلها، بارك الله ولكم في القرآن العظيم، نفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، قد قلت ما قلت، إن كان صوابا فمن الله، وإن كان خطأ فمن نفسي والشيطان، و استغفر الله إنه
كان غفارا.
للطريق مكانة كبيرة في الإسلام

