شريط الاخبار

لم اكن أنا 

جريدة موطني

لم اكن أنا 

بقلمي محمد عجيز

لحظة رجوع إلي النفس عندما فوجئت و أنا علي مقصلة الإعدام

أنتظر الحكم بقطع الرقبه و نظرت إلي السماء شاكيا باكيا فلم يكن يعلم أحد ما حدث سوي الله

و فضلت أن أضحي بكل حياتي و مستقبلي فداء لمن أحببت

أقدم رقبتي قربان للوفاء بالعهد نعم فضلت أن أكون أنا الضحيه و أنا من ينهي تلك الحياه البغيضه

و التي يتصارع فيها الشر و الخير و للأسف فقد وصلنا الي زمان الخير فيه مهزوم فقطرة واحدة من الصبغه السوداء تفسد بئر من اللبن

و متفاخرا بوفائي ٱقدم حياتي علي المقصله نعم فهو صديقي الذي لديه أبناء و لديه عائله و لديه مستقبل يعيش من أجله

و لا يجوز التضحيه به فما معني الوفاء اذا إن لم أضحى بنفسي و كل ما املك فداء لمن حولي نظرت لصديقي حول الحاضرين

و للأسف لم يكن موجود كلا هناك خطاء ما أين صديقي أين من أضحي من أجله اين الوفاء

ألن يحضر لحظة تضحيتي له ألن يواسيني في اخر أوقاتي ألن تغلق عيني و يسدل الستار و صورته آخر صوره في الذاكره

و لكن لحظه لحظه توقف ٱصمت ماذا يحدث أين انا صرخت مهلا يا الهي ماذا يحدث ألم يكن لي عائله و عمل و مستقبل و أولاد

و هناك من يستحقون التضحيه من أجلهم و كيف سأضحي و أنا راحل عنهم

و في وسط الزحام و في الصفوف الأولي تظهر الصوره الأكثر ألما و هي أولادي يقهرهم الحزن

و نظرة الخوف من المستقبل فكيف سيكملون مشوارهم بدوني و كيف ستكون الحياة بدون أمان

لم اكن أنا  و لكن لحظه لحظه توقف ٱصمت لن يحدث هذا و هنا قررت البوح بالسر و صرخت

أنا بريء أنا لم افعل شيء

لم اكن أنا

و لكن هيهات و كأني أصرخ بدون صوت أو أصرخ بين القبور فليس هناك من يسمعني لم تكن هناك أي استجابة

مهلا لحظة صمت نظرات بائسه

و ها هي رقبتي علي المقصله نعم لحظات تفصلني عن العالم الآخر نعم لم يكن وفاء بل كان غباء نعم كان غباء

و صدر الأمر بإنهاء تلك المسرحيه الهزليه و سط صرخات أولادي أخر نغمة حزينه سيسدل بها الستار

و ٱسدل الستار

و ساد الصمت

و تبدل المنظر بالسواد

نعم قتلني الوفاء عذرا علي الخطاء بل قتلني الغباء

و لم يدرك أحد انه لم اكن أنا

نعم لم أكن انا

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار