ليت الهموم تغيب مع غروب الشمس.. وليت الفرح يشرق مع شمس بكرة
بقلم/ أيمن بحر
مع كل غروب، يحمل الأفق أسرار يومٍ مضى، يبتلع الهموم في حضن الغروب كأن الشمس تأخذها معها إلى البعيد، إلى حيث لا عودة. كم نتمنى لو أن كل ما أثقل صدورنا يذوب مع آخر خيط من ضوء النهار، ليت التعب يُدفن في غروبٍ دافئٍ، وتُغسل الأرواح بلون الشفق الهادئ.
ما أجمل أن نُسلّم همومنا للشمس، لتأخذها معها وهي تغيب خلف الأفق، وكأنها تقول لنا: “اصبروا، فبعد كل ليلٍ طويل، هناك فجرٌ جديد”. ليت الحزن له موعد ينتهي فيه، كما ينتهي النهار في حضن الليل، وليت القلق يعرف طريق الرحيل كما تعرف الشمس طريق الغروب.
ثم يأتينا فجر جديد، يحمل بين أشعته وعدًا خفيًا بالفرح، وكأن شمس الغد تشرق لتقول: “ها أنا ذا، جئتُ بالنور بعد العتمة، وبالأمل بعد الانطفاء”. كم نحتاج أن نصدق أن الغد يحمل خيرًا، وأن الفرح وإن تأخر فهو قادم لا محالة.
ليت الفرح يشرق مع شمس بكرة، يملأ الأرواح دفئًا، ويغسل القلوب من غبار الأمس. فالحياة، رغم ما فيها من قسوة، لا تزال تمنحنا كل صباح فرصة جديدة لنبتسم، لنحلم، ولنعيد ترتيب قلوبنا على مهل، كما ترتب الشمس أشعتها فوق وجه الأرض من جديد.
فلتغرب الهموم كما تغرب الشمس، ولينبعث الأمل مع كل شروق، فالحياة لا تتوقف، وما دامت الشمس تشرق كل صباح، فهناك دائمًا فرصة لأن نفرح من جديد.

