احمد صالح
بل هو تساؤل عميق يمس جوهر الإنسانية. أحياناً نمر بمواقف تجعلنا نتساءل بصدمة أين ذهب الشعور
إليك مقال يتناول هذا الشعور من زاوية إنسانية ونفسية
حين تغيب الإنسانية ويبقى الجسد
عندما نشعر أننا نتعامل مع كائنات بلا روح
في كثير من الأحيان نجد أنفسنا في مواجهة مواقف تتسم بالقسوة المفرطة
أو البرود التام، أو الأنانية التي لا تراعي وجعاً ولا اعتباراً لغيرها. في تلك اللحظة، يتبادر إلى أذهاننا تعبير تلقائي: “كأني أتعامل مع حيوان”. لكن، بالتدقيق في الأمر، قد نكتشف أن هذا الوصف فيه ظلم كبير لعالم الحيوان!
الصدمة الشعورية: الفراغ الذي يتركه تبلد الإحساس
أصعب ما يواجه الإنسان السوي هو التعامل مع شخص مُـجرد من الإحساس ليس المقصود هنا الشخص القاسي فقط، بل الشخص الذي يفتقر لـ “التعاطف” هو يراك تتألم يراك تبكي أو يراك في أمسّ الحاجة لكلمة طيبة، ومع ذلك لا يحرك ساكناً. هذا الفراغ العاطفي يشعرك وكأنك تصطدم بجدار أصم، وليس بكيان بشري يفترض أن يشعر بما تشعر به.
لماذا نشبههم بالحيوانات؟
نحن نستخدم هذا التشبيه لأننا نفترض أن “العقل” و”الضمير” هما ما يميزان البشر. فإذا غاب الضمير وانمحت الرحمة، لم يتبقَ من الشخص إلا الغريزه
الأنانية المفرطة: البحث عن المصلحة الشخصية حتى لو كان الثمن سحق الآخرين.
رد الفعل البدائي: الغضب، الهجوم أو التجاهل التام دون تفكير في التوابع الإنسانية.
غياب اللغة الروحية التواصل يصبح مادياً جافاً يفتقر للود أو التفهم.
الحقيقة المرة: هل الحيوانات فعلاً بلا إحساس؟
المفارقة هنا هي أن العلم والملاحظة أثبتا أن الكثير من الحيوانات تمتلك وفاء ورحمة قد يفتقدها بعض البشر
الكلاب تحزن لفراق أصحابها.
الفيلة تقيم طقوساً تشبه العزاء لموتاها.
حتى الطيور تحمي صغارها بروحها.
لذا عندما نقول إن بعض البشر مجردون من الإحساس كالطفيليات
فنحن نقصد أنهم فقدوا أسمى ما يملك الإنسان: القدرة على الشعور بوجع الآخر
. كيف تتعامل مع آلات البشر؟
إذا وجدت نفسك مضطراً للتعامل مع أشخاص جردتهم الأنانية أو القسوة من إنسانيتهم تذكر الآتي
لا ترفع سقف التوقعات: لا تنتظر من بئر جاف أن يسقيك. تقبل أن هذا الشخص لديه “إعاقة مشاعرية”.
ضع حدوداً حازمة: عندما يغيب الإحساس، يصبح الاحترام المفروض
هو البديل الوحيد لحماية نفسك.
لا تسمح لهم بتجريدك من إنسانيتك: أخطر ما في التعامل مع القساة هو أن نتحول مثلهم كرد فعل. حافظ على رقة قلبك لكن احمِها من الاستنزاف.
ختاماً
الإنسانية ليست نوعا ننتمي إليه بالولادة بل هي رتبة نصل إليها بأفعالنا ومشاعرنا تجاه الآخرين. من فقد الإحساس بغيره فقد جزءاً كبيراً من هويته كبشر حتى وإن كان يمشي على قدمين.
هل مررت بموقف معين مؤخراً جعلك تشعر بهذا الإحباط تجاه شخص ما…….

