ليلة الوداع الأخير .
يا حلوكَ الليلِ لو تبقى ظليلا
كي نوَدِّع بعضَ مَثوانا طويلا .
كي نَشُمَّ الشَّوقَ ممزوجاً بحبٍّ
أو نواسي أمُّنا الزهرا قليلا .
جُرحُنا في كربلا ما زالَ ينزِف
والبَلا يا ربِّ كمْ كانَ ثقيلا .
صوتُ أمٍّ خافِتٍ تبكي وتدعو
يا إلهَ العرشِ هلْ هذا قليلا .
صوتُ طيفٍ يسبِقُ الأنسامَ حتّى
ظُنَّ أنَّ الطّيفَ يأتيهِم ْ عليلا .
واستجاروا سبَّحوا للّهِ طَوعاً
كمْ رفيقاً قربُهمْ أضحى خليلا .
نَمْ بحِجري نم بحُضني كي أشُمَّكْ
يا عريسَ المُجتبى طفلاً أصيلا .
إنَّ طفلاً ماتَ عطشاناً بِسهمٍ
أمْ ملاكاً بينَ كفَّيكَ القتيلا .
أمْ كفوفاً قُطِّعت من أجلِ حقد
إنّهُ العباسُ من كان َ الكفيلا .
ذاكَ حرٌّ ذاكَ قنديلٌ تدلّى
من عليٍّ أصلُهُ نسلاً سليلا .
ثلّة الأخيارِ من بيت ٍ عظيمٍ
قاتلوا جيشاً على الدّنيا ذليلا .
قاتلوا الشّيطانَ حتّى في نفوسٍ
أضرمَتْ نارَ اللَّظى حِقداً غَليلا .
خُيِّروا ما بينَ عيش ٍ في مذلة
فاستعاروا نجمةَ العَليا دليلا.
أبحروا شوقاً إلى أرضِ الحسبن
ليسَ بعدكَ يا حسين ُ بديلا .
هكذا كانَ حلوكُ الليلِ جرحاً
مع مرورِ الدّهرِ مقروحاً ثقيلا .
ما رأينا من مُصابِ الطف إلاَّ
أمرَ ربّ العرشِ في البلوى جميلا .
شعر مهدي خليل البزال.
ليلة الوداع الأخير .
ديوان الملائكة.
التاسع من شهر محرم 1446ه
الموافق 16/7/2024