المقالات

ماكوالنه حظ ويه النفط ..... صيدتنه هليوم طيور

جريدة موطني

ماكوالنه حظ ويه النفط ….. صيدتنه هليوم طيور

فوتو كتابية جاسم العبيدي
ليس لأحلامنا من أمل ، لأنها لا تحمل قرارات حاسمة في هذا العالم ، أحلام الفقراء تبقى حزينةً على ضفاف الأنهار ترسم بطينها تجاعيد الزمن الأليمة . هكذا كان يستعيد أيامه السابقة عندما كانت مياه الهور تغمر أرضه وطيوره تجتاح سماءه .
جلس على رصيف الشارع ينظر إلى من يجوبون شوارع المدينة الكبيرة التي لم يكن له حظ او نصيب فيها ، حملته رياح الزمن نحو أزقة المدن ، ترى هل يعيد الزمن الدخول من بوابة الماضي ؟ فتعود به الأيام لما كان ، أينساب الفكر عكس التأريخ كما يفعل ماء الهور ؟هل يصبح الصبار في بلادي وردة ، والقنبلة قرنفلة ، أحلام الفقراء التي طالما فقدت بصرها بسبب قساوة الدهر وألمه بعدما حضروا جلسات محكمة التأريخ التي أودت بارضهم فجففت مياههم وحكمت عليهم بالموت لانهم بشر ، ونُفوا الى جزيرة الفقر بأحلامهم التي سرعان ما ان تحولت الى غربان مُحلقٍة بنعيبها فوق حزنهم ، وتسارعت نبضات قلبهم كرحى تدور في طحن الشعير ، سكنت الدمعةُ أزقة جفونهم وفتحت دكاكين الدمع لبيعها بالمزاد !! ذلك هو الفقر الذي نسمع عنه ويمر في مسمعنا , ولكن سرعان ما ان يتلاشى قبل ان يصل الى الاذان ، لاننا لا ندرك حقيقة تلك الكلمة التي ظاهرها مؤسفٌ وحزين فيا ترى ما في باطنها بعد ان تصور ان مياه الهور ستعود لتغطي بعضا من اجزاء جسد جاموسه النحيل .
بسط مالديه على الارض مفترشا قطعة من الكارتون تحت إليته , عدل من يشماغه وانحدرت يداه الى الخيط الذي لف به وسطه ليرفع ثوبه الفضفاض الى الاعلى , نظر بتمعن الى احد المارة وهو ينظر الى صيده المعروض من الطيور , صاح بصوت عال
– طيور …طيور ….طيور الهور
راح يقلب مجموعة من طيور الهور أمامه وهو يتالم لحظه البائس وأطفاله الذين ينتظرون عودته بكيس مليء بالنقود وغذاء يوم متعب ,
التفت الى احد المارة الذي سأله عما يبيع من الطيور
– طيور الهور عمي … طيور الهور
– بس أريد اعرف شاشتري
– هاذه رخيوي ,وهذه زركي ,بغيلي , حجل , هليجي , طرنه , غوصي , , صلند احمر واسود, ,فاخت كطه .ابو زلة, وز صيني , حبر , كمبرة . كلها طيور لذيذه
– لا لا ليس هذا ما اريد بل اريد نوعا استفيد منه ويستفيد غيري
– يعني شتقصد ؟
– اريد نوعا غالي الثمن من الطيور يعيش عندكم وانتم تصطادونه من الهور دون ان تعرفوا قيمته او تهتموا بنوعه
– عرفت الان ما تقصد ..الخضيري او البطه
– نعم بالظبط تلك مبتغاي
– هذه غالية وقليلة ولكن اذا كنت تريد منها تعال هنا بعد ايام واذا اصطدت شيئا منها سأتركه لك
– ضحك وأجابه لا لا أريده مضروبا
نظر في وجه الرجل نظرة استغراب وضحك قائلا :
– قابل ورقة دولار لو الاحمر ابو الخمسة وعشرين .. الله يخليك
– قلت اريده حيا ولكني اردت ان اعرف منك هناك طيور قيل انها محرمة لا تؤكل
– طبعا هناك انواع كثيرة منها نعجة الماي والغرنوك والكار والبيوضي والبريخي واللقلق والمهلهل والهليلكع وخنزير الماي والغاك والصيومي والغراب
– الله كريم قالها والتفت اليه : انتم لديكم نعمة الله ونحن خارج بلدكم نتحسرعليها لكنكم للاسف لا تعرفون قيمتها , لديكم كل شيء الماء والخضرة والوجه الحسن ولديكم الهور والزراعة ولديكم النفط والغاز والذهب والفضة وما خفي الله يعلمه لكنكم ما زلتم تعيشون تحت خط الفقر لأنكم لا تعرفون الله حق المعرفة
– بذلك حقك , نحن للان لا نعرف كيف نضع أصابعنا على الجرح لكي نعيش كما نريد ( ناس تاكل الدجاج وناس تتلكه العجاج ) ونحن منهم . لكنك علمتنا مالم نعي به وسنضع اصابعنا مستقبلا في المكان الذي يجب ان توضع فيه
– طيب ساعود اليك , اتمنى ان احصل على ما ابغي , وتحصلون على ما تبغون . 

ماكوالنه حظ ويه النفط ….. صيدتنه هليوم طيور

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار