أحدث الأخبار
الرئيسيةشعرما زلت فتية
شعر

ما زلت فتية

ما زلت فتية
بقلمي زينب كاظم

رأيتُ وجوهًا كانت يومًا تشبه الصباح، عادوا يحملون ملامح السنين، يمازحونني بأن العمر مضى،
فضحكت… ومشيت بخفّةٍ يعرفها قلبي أكثر من خطاي.

قلت لهم بصوتٍ تغزوه السكينة
أنتم فقط من كبِر،
أما أنا، فما زلت أزهر كلّما مرّ الحنين بي.

كبروا بالسنوات، وأنا كبرتُ بالحكمة، لا بالتجاعيد.
ظلّت في داخلي تلك الفتاة التي تصغي للمطر، وتكتب للحلم، وتحبّ الحياة بصدقٍ خجول.

لم يمسّني الغياب، بل صقلني.
ولم يخذلني الزمن، بل علّمني كيف أختار الضوء من بين الرماد.

ما زلتُ أنا…
فتيةٌ في شعوري، راقيةٌ في صمتي، تمشي بثقةٍ بين ماضٍ يبتسم وحاضرٍ يزهر.

وبينما تمضي الساعات، أجد نفسي أبتسم للحياة،
لا للزمن الذي رحل، ولا للوجوه التي تغيرت…
بل للروح التي بقيت كما هي، صافية، قوية، مشرقة.

أغلق عيني للحظات، أتنفس السلام، وأعرف يقينًا
ما زلتُ أنا،
فتيةٌ وشابة، رغم كل السنين،
ومهما حاول أحد أن يُخبرني بغير ذلك،
ستظلّ روحي تحلق، حرةً، بخفة المطر، ونور الشمس، ودفء قلبي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *