محاولة الكفار قتله والقضاء على دينه
محاولة الكفار قتله والقضاء على دينه
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 14 أغسطس 2024
إن الحمد لله، نحمده ونستغفره ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، بعثه الله رحمة للعالمين هاديا ومبشرا ونذيرا، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فجزاه الله خير ما جزى نبيا من أنبيائه، فصلوات ربي وتسليماته عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وعلى صحابته وآل بيته، وعلى من أحبهم إلى يوم الدين أما بعد، إن من دروس الهجرة النبوية الشريفة هو حفظ الله لرسوله ونصرته لدينه وإعلاء كلمته مع محاولة الكفار قتله والقضاء على دينه وما يحدث هذه الأيام من محاولات جبارة ماكرة للقضاء على هذا الدين وحفظ الله له رغم الكيد الكبار.
لأكبر شاهد على تكفل الرب عز وجل بحفظ دينه وإعلاء كلمته، وكما إن من دروس الهجرة النبوية الشريفة هو حب المؤمنين لنبيهم صلى الله عليه وسلم فقد روي في قصة الهجرة أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان يمشي تارة أمام النبي صلى الله عليه وسلم وتارة خلفه وتارة عن يمينه وتارة عن شماله، خوفا من أن يأتيه مكروه فيفديه بنفسه رضي الله عنه، وهكذا كان بقية أصحاب رسول الله ، كانوا يفدونه بأموالهم وأبنائهم وأنفسهم وهذا هو حال المؤمنين في كل زمان، ومن علامات محبة النبي متابعته فيما يأمر به وعدم تقديم أي أمر على أمره وتلك هي المحبة الحقيقية، وكان الصحابي الجليل عبدالله بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهم شاب ذكي نبيه بطل من أبطل الصحابة، وكان يصبح مع قريش فيسمع أخبارها ومكائدها.
فإذا اختلط الظلام تسلل إلى الغار وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم الخبر فإذا جاء السحر رجع مصبحا بمكة، وكانت السيدة عائشة والسيدة أسماء رضي الله عنهن يصنعان لهما الطعام ثم تنطلق أسماء بالسفرة إلى الغار ولما نسيت أن تربط السفرة شقت نطاقها فربطت به السفرة وانتطقت بالآخر فسميت بذات النطاقين، وكان لأبي بكر الصديق رضي الله عنه راعي اسمه عامر بن فهيرة فكان يرعى الغنم حتى يأتيهما في الغار فيشربان من اللبن فإذا كان آخر الليل مر بالغنم على طريق عبدالله بن أبي بكر عندما يعود إلى مكة ليخفي أثر أقدامه، واستأجر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا كافرا اسمه عبدالله بن أريقط وكان هاديا خريتا ماهرا بالطريق وواعده في غار ثور بعد ثلاث ليال، وقد أعلنت قريش حالة الطواريء.
وانتشر المطاردون في أرجاء مكة كلهم يسعى للحصول على الجائزة الكبيرة وصل بعض المطاردين إلى الجبل وصعدوه حتى وقفوا على باب الغار، فلما رآهم أبو بكر الصديق قال يا رسول الله لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا، أي لو أن أحدهم طأطأ بصره لرآنا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما ” فينزل المولي سبحانه وتعالي ” إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا” فنظر المطاردون إلى الغار وإذا العنكبوت قد نسجت خيوطها على الباب، فقالوا لو دخل هنا لم تنسج العنكبوت على الباب ، فانقلبوا خاسئين.