الرئيسيةمقالاتمحمد الخفاجي يكتب لماذا القادة الاسرائلييون يملكون منازل في بلادهم الأصلية في اوروبا
مقالات

محمد الخفاجي يكتب لماذا القادة الاسرائلييون يملكون منازل في بلادهم الأصلية في اوروبا

 

من يقرأ التاريخ جيدًا يدرك أن الكيانات المصطنعة لا تدوم، وأن الدول التي تقوم على الظلم والاغتصاب لا تستمر مهما بلغت قوتها. إسرائيل اليوم تعيش مرحلة الضعف الداخلي رغم ما يظهر من صلابةٍ على السطح، فالهجرة العكسية التي بدأت تتسع في صفوف شبابها ليست إلا دلالة على اهتزاز الثقة في المشروع الصهيوني برمته.

 

القادة الإسرائيليون الذين يملكون منازل وأصولًا في دولهم الأوروبية الأصلية لا يفعلون ذلك عبثًا، بل لأنهم يدركون في قرارة أنفسهم أن وجودهم في الأرض الفلسطينية مؤقت، وأن اليوم الذي سيعودون فيه إلى أوروبا قادم لا محالة. لقد حملوا جنسيات مزدوجة، وأبقوا لأنفسهم مخرجًا حين تشتد الأزمة، تاركين خلفهم كبار السن من “الأشكيناز” ليواجهوا مصيرهم المجهول.

 

الكيان الإسرائيلي بُني على الخوف، واستمر بالخداع، ويقتات اليوم على الدعم الأمريكي الذي بدأ يتآكل بدوره مع تصاعد أزماته الداخلية والاقتصادية. إن العلاقة بين زوال إسرائيل وضعف الولايات المتحدة علاقة طردية؛ فحين تنهار القوة الداعمة، يسقط الكيان المعتمد عليها. وهذا ليس تنبؤًا عاطفيًا بل قراءة منطقية لتوازنات القوى في المنطقة والعالم.

 

وعندما يحين الوقت – وهو قريب بإذن الله – سيتحقق الوعد الحق، وستعود الأرض لأصحابها. فالتاريخ علمنا أن الطغيان مهما طال، فمصيره الزوال، وأن من اغتصب الأرض لن يستقر فوقها إلى الأبد. إسرائيل اليوم تُهدَّد من داخلها قبل أن تُحاصَر من خارجها، والشباب اليهودي الذي يهاجر إلى أوروبا وأمريكا لم يعد يؤمن بـ”الحلم الإسرائيلي”، بل يرى فيه كابوسًا من الخوف والدماء.

 

إنها بداية النهاية، فكل المؤشرات تدل على أن هذا الكيان يسير نحو الهاوية بنفسه، وأن لحظة الانفجار الكبرى ليست بعيدة. وحينها، سيغادر القادة بأموالهم وجوازاتهم الأجنبية، وتبقى الحقيقة ساطعة كما قال الله تعالى:

“وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ”

والفساد الثاني قد بلغ مداه… والزوال بات قاب قوسين أو أدنى.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *