في ملاعب مركز شباب أطفيح، يسطع نجم جديد يسير بخطوات واثقة نحو المجد الكروي، نجم لم تأتِ شهرته من أضواء الكاميرات، بل من عرق التدريب وحب اللعبة. إنه محمد تامر، الذي يشبهه كثيرون بـ فيرمين لوبيز لاعب برشلونة، من حيث الإصرار والروح القتالية والقدرة على صناعة الفارق رغم قلة الإمكانات.
بدأ محمد تامر مشواره في مركز شباب مسجد موسى بالدرجة الرابعة، حيث كانت البدايات الصعبة التي تكشف معادن اللاعبين الحقيقيين. ورغم تواضع الإمكانات، كان يملك حلمًا كبيرًا يملأ عينيه وشغفًا يجعله يقاتل في كل مباراة كأنها نهائي كأس.
ومع مرور الوقت، انتقل محمد إلى مركز شباب أطفيح ليلعب هذا الموسم ضمن الرديف في الدرجة الثالثة، ويثبت أن الموهبة لا تحتاج واسطة، بل تحتاج صبرًا وتعبًا وإيمانًا بالنفس.
ويحكي محمد عن تجربته مع نادي الترسانة خلال فترة المعايشة، قائلاً:
> “رحت الترسانة بين الموسمين، لكن للأسف الجو هناك مكنش مريح، الواسطات كتير ومفيش اهتمام بالمواهب، فقررت أرجع لمكاني الطبيعي اللي بيقدرني على قد شغلي.”
تلك الجملة تلخص فلسفة محمد تامر في كرة القدم: أن الموهبة الحقيقية لا تموت، حتى إن لم تجد عدسة تُصوّرها أو صحافة تكتب عنها.
مثل فيرمين لوبيز، الذي خرج من أكاديمية برشلونة وعاد من تجربة الإعارة أقوى مما كان، يعود محمد تامر هذا الموسم بعزيمة أكبر وطموح لا يعرف الحدود، واضعًا أمامه هدفًا واحدًا: أن يكون يومًا من الأيام أحد نجوم الكرة المصرية الذين بدأوا من القاع وصعدوا إلى القمة بجهدهم فقط
