المقالات

مصدر الإنحراف في الواقع

جريده موطني

 مصدر الإنحراف في الواقع

بقلم / محمـــد الدكـــروري

مصدر الإنحراف في الواقع

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليما كثيرا، الذي قال عنه أبي رفاعة تميم بن أُسيد، انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب، فقلت يا رسول الله، رجل غريب جاء يسأل عن دينه لا يدري ما دينه؟ فأقبل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك خطبته حتى انتهى إلي، فأتي بكرسي، فقعد عليه، وجعل يعلمني مما علمه الله، ثم أتى خطبته فأتم آخرها” رواه مسلم، فقيل أن هذا الرجل يقول “رجل غريب، جاء يسأل عن دينه لا يدري ما دينه”، يعني معناه أن هذا الرجل قد يموت الآن وهو لا يدري ما دينه.

 

ولهذا ذكر بعض أهل العلم الإجماع على أن من جاء يسأل عن الدين، لا يدري ما هو، يعني يريد أن يعرف الإسلام ما هو حتى يدخل فيه مثلا، فإنه يجب أن يُعلم فورا، لا يؤخر، ويتحمل التبعة من أخر ذلك، لو حصل لهذا الإنسان شيء، بل كيف يقضي هذا الإنسان وقتا وهو على غير الإيمان، ويكون ذلك بسبب تأخير هذا، سأل فأنظره وأمهله، وقيل أنه في بعض السنوات الماضية أن رجلا في بعض البلاد الغربية من الأمريكان السود، جاء إلى مركز إسلامي، فوجد مدير المركز، أو رئيس المركز، أو المسئول، يهم بالدخول إلى المسجد في وقت صلاة المغرب، فاستوقفه، وقال أريد أن أدخل في الإسلام، فقال له تأتينا غدا إن شاء الله، قد يكون هذا الإنسان مشغولا، أو غير ذلك، تأتينا غدا إن شاء الله. 

 

يقولون فالرجل رجع ليقطع الشارع، فجاءت سيارة وصدمته، وكانت نهايته، مات على غير الإسلام، من الذي يتحمل هذا؟ الذي يتحمل هذا هو الذي قال له تأتينا غدا، فهذه القضية ما تحتمل التأخير إلى الغد، هذه فيها بقاء هذا الإنسان في النعيم السرمدي، أو العذاب السرمدي، فيجب أن يُعلم، فإنه أيها المسلم إذا رأيت انحرافا فى الواقع فاعلم إنه لا يمكن أن يكون مصدره إلهي، فإن الله لا يأمر بالفحشاء وأن هذا ليس حقا، ولذلك كل هذه النظريات، وكل هذه الفلسفات، ليست مصدرا للحق، فما أسهل الكلام في حياة الناس اليوم في الشارع والمنتديات، وعلى المنابر وفي وسائل الإعلام، وفي الفضائيات وعبر الإنترنت والصحف وفي الدواوين، وفي المناسبات والمحافل والاجتماعات الكل يتكلم ويتحدث في كثير من أمور الحياة.

 

ولكننا اليوم وفى كثير من مجالات الحياة أصبحنا نفتقد كلمة الحق، فلا تكاد تجد بين هذا الكم الهائل من الكلام كلمة الحق وقول الحق، وأصبح الكذب والنفاق والمجاملة وطمس للوقائع وتزوير الحقائق وتحريف الكلم عن مواضعه هو لغة العصر وشعار الزمان عند كثير من أبناء هذه الأمة إلا ما رحم الله، الأمر الذى أدى إلى ضياع الكثير من القيم والأخلاق، وبسبب ذلك ساءت الكثير من العلاقات الاجتماعية وضاعت الكثير من الحقوق، وحدث الظلم بأبشع صورة، وتعلمت الأجيال الخوف والجبن وتجرعت ثقافة الخنوع والضعف والاستكانة وتسلط العدو وغيرها من المساوئ، فأين كلمة الحق على مستوى البيت والوظيفة؟ أين كلمة الحق في كل مكان؟ لماذا أصبحت كلمة الحق مفقودة في حياتنا؟مصدر الإنحراف في الواقع

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار