اخبار مصر

مصر السوداء و السويداء

جريدة موطني

مصر السوداء و السويداء

مصر السوداء و السويداء
بقلم الكاتب/محمد خفاجي

شهد الزمان ميلادها ألف مرّة ، من رحم الهوان و المِحن ، من مخاض الضيق و المَضرّة ، توالت عليها المآسي و الكُرب ، و بالتاريخ جولاتها مُستقرّة ، مُذ أشرقت شمس الخليقة ، منذ الخليفة حتى الدولة الحرّة ، كانت مصر أيقونة هذه الدنيا ، بثغرها الباسم و مَباعث المسرّة ، ما هَمَّ كربٌ و اشتدَّ للناس مأربهُ ، تجلَّت مآربها بالمَدد مرّات و مرّة ، هي السَّكينة و الأمينة و العَضد ، هي الأبيَّة و المُنتصرة كل كَرّة ، عن الحرب هي مَن تضع أوزارها ، و للسلام ضريح و شاهد و أسِرّة ، ألم ترَ إذ ضاقت أركان البلاد بأهلها ، كيف أحضان مصر سَعَتهم كالمَجرّة ، إلى عصرنا الكائن و الشدائد تستعر ، كوهجٍ من كوكبٍ يفوق غليانهُ حَرّه ، لا زالت مصر برداً و سلاماً جامعٌ ، لكل مَن قلقلت عليه الحياة المَبرّة ، أما و أهلوها فمن أصفياء بني البشر ، الثغر بسام و الرأس تُحطِّم الجرّة

و ها هي من جديدها مصر ، الوليدة جبراً من رحم الضَياع ، بمدائن العصر بالجسور و بالقلاع ، بالمدارس و المزارع بالموانيء و المرافيء ، بالمآذن بالكنائس بالمتاحف و الضِياع ، بالكوادر و القواعد بالمعاول و السواعد ، بالعقول النيّرات و بالعسير و المُستطاع ، غداً ستشرق الشمس و لسوف ينصهر الجليد ، سيُحصَد المزروع و تترقرق شَبعاً بطن مَن جاع ، ستتبدد غصّة اليأس و تُنسج خيوط مملكة الأمل ، مضى من العُسر عُمر و دقت ساعة اليُسر بالمذياع ، و ليشهد العالم أن مصر و إن تعرَّق ظهرها ، اشتدت كصهوة خيل جَمَحَت عن انقيادٍ أو انصياع .

محمد خفاجي 

مصر السوداء و السويداء

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار