الرئيسيةاخبارمصر تتألق عالميًا باقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير
اخبار

مصر تتألق عالميًا باقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير

مصر تتألق عالميًا باقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير
بقلم: عبدالحميد نقريش

في لحظة طال انتظارها، يستعد العالم لموعد مع التاريخ، مع حضارة لا تشيخ، ومع وطن يصنع مجده بيديه من جديد. فها هو المتحف المصري الكبير، جوهرة المتاحف العالمية، يتهيأ لافتتاحه المرتقب على أرض الجيزة تحت أنظار الدنيا كلها، في مشهد يعيد للأذهان عظمة الأجداد ويؤكد أن المصريين لا يعرفون المستحيل. منذ آلاف السنين نقش المصري القديم على جدران المعابد قصة مجد لا يمحى، واليوم يسير أحفاده على النهج ذاته، يكتبون فصلًا جديدًا من العظمة، لكن بأدوات العصر وعقولٍ تواكب التطور وقلوبٍ تنبض بحب الوطن. لقد أذهل المصريون العالم من قبل بموكب المومياوات الملكية الذي أبهر كل من شاهده، وها هم اليوم يستعدون لمشهد أعظم وأجمل، حين يُفتح المتحف الكبير ليكون أكبر متحف أثري في العالم، يحتضن أكثر من مئة ألف قطعة من آثار الفراعنة في تصميم معماري يجسد عبقرية المصري القديم والحديث معًا. المتحف الكبير ليس مجرد صرح أثري؛ إنه رسالة مصر إلى العالم، رسالة تقول إن الحضارة المصرية ما زالت قادرة على الإبهار، وإن هذا الوطن العريق يواصل بناء المستقبل كما حافظ على مجد الماضي. كل حجر في جدران المتحف يحكي عن عظمة البناء، وعن التخطيط الدقيق، وعن إدارة واعية تعمل في صمت وتقود العمل برؤية حكيمة ترسم ملامح مصر الجديدة، مصر التي تجمع بين الأصالة والحداثة، بين التاريخ والمستقبل. تحية لكل عامل ومهندس، لكل مصري شارك في هذا الإنجاز العظيم بفكرٍ وعملٍ وعرقٍ وإبداع. تحية لشعبٍ صبورٍ يعرف كيف يبني رغم التحديات، ويؤمن أن الحضارة لا تورّث بالكلام، بل تُصنع بالفعل والإصرار. لقد أعاد المصريون إلى العالم صور الفراعنة، لكنهم لم يكتفوا بذلك، بل أعادوا روح الفراعنة ذاتها، روح الإبداع والعزيمة والخلود. ولا يمكن الحديث عن هذا الحدث الجليل دون توجيه كلمة تقدير للقيادة المصرية الحكيمة التي جعلت من الحلم واقعًا، ومن التراث طاقة للمستقبل. بسياسات واعية ورؤية ثاقبة ومشروعات قومية عملاقة تُبنى مصر الحديثة على أسس من الأصالة والابتكار. إن افتتاح المتحف الكبير ليس فقط حدثًا ثقافيًا أو سياحيًا، بل هو إعلان عن ميلاد عصر جديد من الوعي والنهضة والتقدم. في الأيام القادمة ستتجه أنظار العالم إلى القاهرة، إلى أرض الفراعنة، حيث سيُفتتح المتحف الكبير وسط احتفالات أسطورية تليق بمصر ومكانتها، ستضاء الأهرامات وتتردد موسيقى الحضارة في سماء الجيزة، وسيرى العالم مرة أخرى أن مصر ليست مجرد بلد، بل هي التاريخ نفسه حين ينطق من جديد. تحيا مصر، وتحيا أيادي أبنائها التي تبني وتبدع وتضيء طريق المجد للأجيال القادمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *