مصر تقوم بالبناء للمصريين
بقلم : على فتحى
لطالما كانت قصور الحكم في مصر شاهدًا حيًا على تعاقب العصور وتقلبات التاريخ من عهد محمد علي باشا الذي أسس مصر الحديثة إلى يومنا هذا ، هذه القصور ورغم فخامتها وأهميتها التاريخية ، كانت في معظمها إرثًا من عهود سابقة أو مباني مستوحاة من طرز معمارية أجنبية لا تعكس بالضرورة الهوية المصرية الخالصة وعلى مدار السنوات ظلت مصر تفتقر إلى رمز معماري يجسد روح الحكم الوطني ويرتبط بجذور الشعب وهويته .
واليوم وفي لحظة فارقة من تاريخ البلاد يشهد المصريون إنجازًا طال انتظاره ، مع تشييد القصر الرئاسي الجديد .. تعيد مصر تعريف رمزية الحكم ليس فقط كدولة ذات تاريخ عريق بل كأمة تستعيد استقلالها في كل تفاصيلها ولأول مرة منذ قرون يُبنى بيت للحكم المصري بجهود أبناء الوطن وفي عهد رئيس مصري ينتمي إلى جذور هذا الشعب ليصبح القصر الجديد أكثر من مجرد بناء معماري بل إنه رمز للعزة الوطنية وتجسيد للإرادة القوية وعلامة فارقة في مسيرة مصر نحو المستقبل المشرق ،فما يميز هذا القصر عن كل ما سبق هو أنه لا يحمل فقط قيمة معمارية أو جمالية بل يحمل أبعادًا أعمق تتعلق بالهوية الوطنية واستقلالية القرار ، إن بناء هذا القصر يأتي في لحظة فارقة من تاريخ مصر حيث يشهد الوطن موجة من المشروعات القومية الكبرى التي تهدف إلى إعادة صياغة مستقبل البلاد والقصر الجديد يرسخ فكرة الاستقلال ليس فقط في اتخاذ القرار بل أيضًا في كيفية التعبير عن الذات الوطنية سواء من خلال التصميم أو التنفيذ ، إن القصر الجديد يبرز كمثال حي على قدرة الكوادر المصرية على تحقيق إنجازات عملاقة فهو بُني بأيادٍ مصرية وذلك بدءًا من التصميم وحتى التنفيذ وهو مما يعكس الإمكانيات الكبيرة التي يمتلكها المهندسون والعمال المصريون ، إن التصميم نفسه مستوحى من التراث المصري القديم بلمسات مستوحاة من الزخارف الفرعونية والإسلامية ليصبح القصر مزيجًا من الأصالة والمعاصرة وهذه اللمسات المعمارية تحمل رسالة واضحة مفادها أن مصر بتاريخها الممتد لسبعة آلاف عام قادرة على صنع المستقبل بنفس العزيمة والقوة .
إن هذا الإنجاز يأتي في إطار رؤية شاملة يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسي والذي أطلق سلسلة من المشاريع التي تهدف إلى بناء دولة قوية على كل المستويات فالقصر الرئاسي الجديد ليس مجرد مبنى إداري بل هو رمز لعصر جديد من الحكم الوطني المستقل ، ففي وقت تسعى فيه العديد من الدول إلى تعزيز رموزها الوطنية تقدم مصر هذا القصر كدليل على أنها تسير في الاتجاه الصحيح مستندة إلى إرثها الحضاري الكبير فالقصر أيضًا يحمل رسالة للأجيال القادمة وهى رسالة تؤكد أن مصر عندما تقرر فإنها تنفذ بإرادتها وعندما تخطط فإنها تسعى إلى الكمال فى كل شئ إن هذا القصر ليس فقط للأجيال الحالية بل هو هدية للتاريخ ولمن سيأتون بعدنا فهو يثبت على إنه دليل على أن الهوية الوطنية هي الأساس وأن العزيمة المصرية قادرة على تحقيق المستحيل .
وفي ظل هذا الإنجاز تبرز مصر كقوة متجددة.تؤكد للعالم أجمع أن بناء الدولة لا يقتصر على البنية التحتية والمشاريع الاقتصادية فحسب بل يشمل أيضًا رموز الحكم التي تعبر عن السيادة والكرامة الوطنية إن القصر الجديد ليس مجرد صرح معماري بل هو شهادة على رؤية قيادة تسعى إلى ترك بصمة في كل مجال فالقصر الرئاسي الجديد يمثل نقطة تحول في تاريخ مصر الحديث حيث إنه بداية لعهد جديد يعكس فيه البيت الذي يُدار منه الحكم روح الشعب المصري وهويته وفي عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي تتحقق أحلام المصريين بمشاريع تعيد كتابة تاريخ الوطن ليس فقط على مستوى الإنجازات الملموسة بل أيضًا على مستوى المعاني والدلالات العميقة.
سجل يا تاريخ… مصر تبني للمصريين وبأيدي المصريين وبروح مصرية خالصة وهنا تبدأ حكاية جديدة وللحديث بقية.