مصر قبل ثورة 23 يوليو 1952
كتب / محمد حشيش
أيام الظلم والاستبداد والظلام والأحتكار والتبعيه وضع الفلاحين وعامة الشعب قبل ثورة يوليو
تظهر شوارع القاهرة جميلة ونظيفة ويظهر أهل مصر وكأنهم يعيشون فى جنة الله على الأرض تلك هى الشوارع التى كانت تحمل غالبية المصريين وهم حفاه وعراه عباره عن عبيد فى بلدهم
وتجد من يمدح هذا العصر دون درايه من الأحكام السطحية التى يصدرها البعض هذه الايام بحسن أو سوء نية حول الاوضاع فى مصر قبل ثورة 23 يوليو والعبارات التى يرددها هؤلاء من الموضة كانت تظهر في مصر قبل باريس أو بريطانيا وعن الحرفيين الأجانب مثل الترزى والحلاق وغيرهم من أصحاب الحرف كانت القاهرة أيام الملك كانت للملك وأعوانه والبشاوات والخواجات والراسماليين وكبار التجار ولايدخل مدينة القاهرة عامة الشعب والفلاحين بل كان رعاه وعملهم سعاه وفراشين
أما الحياه الكريمه للقصر والخواجات والراسماليين والاقطاعيين فقط
وهنا اود ان اتوقف عند أمرين الأول أن مصر أقرضت بريطانيا مبلغـــا ضخمــا يعادل الآن 29 مليار دولار أمريكى فى إشاره خادعة إلى أن الحياة أيام الملك كانت رغدة
الخزعبلات فان الديون البريطانية التى تقول الوثائق إنها 3 ملايين جنيه استرلينى لم تكن نتيجة قوة الاقتصاد المصرى بل كانت قيمة ما حصلت عليه بريطانيا عنوة من عامة الشعب والفلاحين بالقوة من محاصيل وسلع وخدمات و مقابل أستخدام الأراضى المصرية أثناء الحرب العالمية و على سبيل التعويضات التى كان من المفترض أن تؤديها بريطانيا لصالح أهالى عشرات الآلاف من المصريين الذين تركوا أرضهم عنوه وساقهم البشاوات مقيـدين بالسلاسل للاشتراك فى الحرب فماتوا ودفنوا خارج مصر.
لقد كان الاقتصاد المصري قبل ثورة 23 يـوليو متخلفـــا وتابعا للاحتـكار الراسمالى الأجنبى يسيطر عليه وكانت نسبة البطالة بين الـمصريين 46% من تعداد الشعب فى الوقت الذى كان يعمل فيه الغالبية فى وظائف سعاه وفراشين وخدام وكانت اخـر ميزانية للدولة عام 1952 تظهــر عجزا قــدره 39 مليون جنيه فى حين كانت مخصصات الاستثمار فى المشروعات الجديدة طبقـا للميزانية سواء بواسطة الدولة او القطاع الخاص ( صفر)
ظلم وقهر وسوء توزيع لثروات الوطن وغياب للعدالة الاجتماعية نسبة الفقر والامية بلغت 90% من أبناء الشعب المصرى ومعدلات المرض حققت أرقام قياسيه حتى أن 45% من المصريين كانوا مصابين بالبلهارسيا وغيرها من مختلف الأمراض التى تنتج عن سوء التغذية هذا فى الوقت الذى كانت فى مصر 1918ـ1952 المعدمين من سكان الريف تبلغ 76% عام 1937 وكان الأجر اليومي للعامل 7 قروش تقريبا وأجر العامل الفنى كان يتراوح بين 20قرش وأجـر العـامـل الحرفى بين 6-8 قروش وبلغ أجر الصبيه خمسة قروش في الأسبوع
وذادت المسالة الاجتماعية غضبا كبيرا نتيجة سوء توزيع الثروات وغياب السياسات الاجتماعية على ذلك من استمرار الهبوط فى متوسط دخل الفرد من 9.6 جنيه فى العام
خلال الفترة 1935-1939 إلى 9.4 جنيه خلال مع إستبعاد عامل الأرتفاع الملحوظ فى الأسعار
إذا نظرنا فى كيفية توزيع الدخل القومى لوجدنا 61% من هذا الدخل يذهــب إلى الرأسماليين وكبار الملاك فقـد قـدر الدخل القومى
عام 1954 بمبلغ 502 مليون جنيه ذهب منه ما يزيد على 308 ملايين جنيه على شكل إيجارات وأرباح وفوائد بينما نجد متوسط أجر العامل الزراعى فى العام لا يزيد على أربعة عشر جنيها
وقدرت مصلحة الإحصاء عام 1942 أن ما يلزم للاسرة المكونة من زوج وزوجة وأربعة أولاد لا يقل عن 439 قرشــا فى الشهـر طعامـا وكساء وفـق الأسعار الرسمية لإسعار السوق السوداء التى كانت منتشرة فى ذلك الوقت
وشهدت الحياه السياسية في مصر عقب إنتهاء الحرب العالمية الثانية العديد من الازمات السياسة في مختلف وجوه النشاط السياسى والاجتماعى وتمثلت في قضية الاستقلال الوطنى والنهوض الاقتصادى والعدالة الاجتماعية وازمة فلسطين ولم يكن هناك من سبيل للخروج من هذه الازمات المترابطة إلا بعملية تغيير سياسى
وكانت قضية الاستقلال أولى القضايا التى شغلت الحياة السياسية في مصر في تلك الفترة وكان الوفد هو رائد الحركة الوطنية والمطالب بالأستقلال باسلوبه التقليدى وهو المفاوضة ففى الفترة بين الحربين العالميتين جرت ست(6) مفاوضات ومباحثات مع الإنجليز للحصول على الأستقلال فشلت جميعا عدا معاهدة ( 1936م) التى وقع عليها الوفد وقبل فيها ببقاء القاعدة العسكرية البريطانية في مصر، فانحسر جزء من التأييد الشعبى له
وخلال الحرب العالمية الثانية ذاد تسلط الإنجليز على البلاد سياسيا واقتصاديا طبقا لما أملته ونصت عليه المعاهده السابقة من ضرورات الحرب فلما إنتهت الحرب تصاعدت مطالب الجلاء وإعادة النظر في المعاهده وفشلت حكومة إسماعيل صدقى فى تغييرها فلجات مصر إلى مجلس الامن الدولى ليتخذ قرارا بجلاء القوات البريطانية عن مصر والسودان
وجاءت قضية فلسطين لتزيد حالة الأحتقان التى يعانى منها المجتمع والحركة السياسية في مصر حيث إنتهت حرب فلسطين بهزيمة عانى منها الجيش والسياسة المصرية عامة وترتب على ذلك لجوء بعض الفصائل فى الحركة السياسية فى مصر إلى أستخدام العنف ضد خصومها والعمل العسكري ضد المحتل الإنجليزى وترتب على تلك الهزيمة أيضا بروز الجيش المصرى كمؤسسة مرشحة للقيام بدور هام فى الحياة السياسة المصريه
مصر قبل ثورة 23 يوليو 1952