مصيره ونهايته الهاوية.
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إرغاما لمن جحد وكفر، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، سيد الخلائق والبشر، الشفيع المشفع في المحشر، صلى الله عليه وعلى أصحابه ما اتصلت عين بنظر، وسمعت أذن بخبر، ثم أما بعد لقد وضح لنا رسولنا الكريم محمد صلي الله عليه وسلم بأن الخائن سيدخل جهنم حتى لو مات شهيدا ويطالب بأداء الأمانة بعد دخولها وروى الإمام أحمد عن ابن مسعود رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم “القتل في سبيل الله يكفر الذنوب كلها إلا الأمانة، يؤتى بالعبد يوم القيامة وإن قتل في سبيل الله، فيقال لهذا العبد أدي أمانتك، فيقول أي رب، كيف وقد ذهبت الدنيا؟ أي من أين سأدفع الآن؟ فقد ذهبت الدنيا.
وليس معي مال الآن، فيقال انطلقوا به إلى الهاوية، فينطلق به إلى الهاوية، أي التي قال عز وجل فيها ” وأما من خفت موازينه فأمه هاوية” فمصيره ونهايته الهاوية، فقال هنا فينطلق به إلى الهاوية، يعني النار والعياذ بالله، وتتمثل له أمانته، ففي الدنيا يذكر أن فلانا أعطاه وديعة فخانها ولم يعطها لصاحبها، وآخر أعطاه أمانة فخان في الأمانة ولم يعطها لصاحبها، وآخر باع له واعتمد على أمانته فلم يدفع الثمن وهرب من صاحبه وهكذا كل أمانة من أمانات الدنيا، وكذلك أمانات الدين قال “وتمثل له أمانته كهيئتها يوم دفعت إليه” فيذكر أن واحدا أدى له ذهبا، والثاني أدى له فضه، والثالث أدى له كذا، فتمثل له هذه الأمانة أمامه وهو متوجه إلى النار، قال “فيراها فيعرفها” فيجري وراء هذه الوديعة التي خانها في الدنيا.
فيهوي في أثرها في النار، تهوي في النار وهو يهوي وراءها في النار، فيمسكها في النار، ثم يحاول أن يصعد بها، فيحملها على منكبيه، حتى إذا ظن أنه خارج من النار زلت عن منكبه وهوت في النار، فينزل وراءها في النار مرة ثانية، ولا يزال يصعد بها ويهوي في أثرها أبد الآبدين، وإن هناك مظاهر غير مرغوبة في الأولاد منها عقوق الوالدين وقد إنتشرت في هذا العصر، فعدم تلبية طلبات الوالدين، وعدم إحترامهم وتقديرهم أصبح شيئا معتادا عند بعض الأولاد، وأحيانا تجد الأب عنده ضيوف وقد تعب في إستقبالهم، وإحضار القهوة والشاي ونحو ذلك، والولد إما مع أصدقائه أو عند المباراة أو نائم، وكما أن من المظاهر الغير مرغوبة في الأولاد هو عدم حفظ الفرج، سواء وقوعه في زنا أو لواط أو العادة السرية وهذا ناتج عن قوة الشهوة عند الشاب، وما يتعرض له من مثيرات جنسية، من أفلام وصور.
بل وحقيقة من وجود نساء سافرات، وأحيانا، معاكسات على الهاتف، وكذلك الكذب فبعض الأولاد يكذب ويكثر من ذلك، وقد يكون والداه سببا في ذلك، إما بأن يكون قدوة له في ذلك، أو لأنهما يضطرونه إلى ذلك، كأن يعتاد منهما أنهما يعاقبانه عقابا عسيرا على كل شيء، فيضطر إلى الكذب تهربا من ذلك، وكذلك السب والشتم تجد بعض الآباء يعود ولده على ذلك منذ الصغر، فيقول للصغير سب واشتم هذا، وذلك ليضحك الآخرين ويستملح ذلك، وقد يكتسبها الولد من والديه، إذا كانا سبابين أو شتامين، وقد يكتسبها من رفقائه أو أصدقائه، وكذلك السرقة، فإذا وجدت معه شيئا غريبا فاسأله ما مصدره، وحاول أن تحقق معه بطريقة جيدة من الذي أعطاك هذا ؟ وأيضا التدخين وهي عادة ضارة ماليا وبدنيا، يسقط بها الولد لإهمال الوالدين وللرفقة السيئة.
وأعظم منها السقوط في المخدرات، وهي مثل التدخين من ناحية أسبابها، فإهمال الوالدين، والرفقة السيئة لها الدور الكبير في ذلك، وكذلك السهر بالليل والنوم في النهار خصوصا في الإجازات، وأيضا حب التسيب والتسكع في الأسواق، وكثرة الدوران على السيارة، وأيضا المعاكسات الهاتفية و في الأسواق.