المقالات

مظاهر التيسير في الصيام 

مظاهر التيسير في الصيام 

مظاهر التيسير في الصيام 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأحد الموافق 12 يناير 2025

مظاهر التيسير في الصيام

الحمد لله خلق الخلق فأتقن وأحكم، وفضّل بني آدم على كثير ممن خلق وكرّم، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، يليق بجلاله الأعظم، وأشكره وأثني عليه على ما تفضل وأنعم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الأعز الأكرم، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله المبعوث بالشرع المطهر والدين الأقوم، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد إن من مظاهر التيسير في الصيام هو إباحة الأكل والشرب ليلا، أي من بعد غروب الشمس إلى طلوع الفجر، فقد روي عن ابن عباس وأبي العالية، وعبدالرحمن بن أبي ليلى، ومجاهد، وسعيد بن جبير، ومقاتل بن حيان، والربيع بن أنس، وعطاء الخراساني، أن صيام الأُمم السابقة كان من الليلة إلى الليلة. 

 

ويقول ابن عاشور حصل في صيام الإسلام ما يخالف صيام الأُمم السابقة في قيود ماهية الصيام وكيفيتها، ولم يكن صيامنا مماثلا لصيامهم تمام المماثلة، فقوله تعالي ” كما كتب علي الذين من قبلكم ” هو تشبيه في أصل فرض ماهية الصوم لا في الكيفيات، والتشبيه يكتفى فيه ببعض وجوه المشابهة، وهو وجه الشبه المراد في القصد، وجاء عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنه قال أنزلت” كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم ” أي كتب عليهم أن أحدهم إذا صلى على العتمة ونام، حرم عليه الطعام والشراب والنساء إلى مثلها، واستمر الأمر على هذا عند المسلمين الأوائل، فقد كان في أول فرض الصيام، يحرم على المسلمين في الليل بعد النوم الأكل والشرب والجماع، فحصلت المشقة لبعضهم، فخفف الله تعالى عنهم ذلك. 

 

وأباح في ليالي الصيام كلها الأكل والشرب والجماع، سواء نام أو لم ينم لكونهم يختانون أنفسهم بترك بعض ما أمروا به، ومن مظاهر التيسير في الصيام هو إباحة الفطر للمريض والمسافر والحامل والمرضع، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الله وضع عن المسافر نصف الصلاة والصوم، ورخص للحبلى والمرضع” رواه النسائي، وكذلك التيسير على الصغير الذي لم يبلغ، فلا يجب الصيام عليه حتى يبلغ، وكذلك التيسير على الحائض والنفساء، فيحرم عليهما الصوم ولا يصح منهما والتيسير على العاجز والهرم، فإذا كان عجزا مستمرا لا يرجى زواله كالكبير والمريض مرضا لا يرجى برؤه، فلا يجب عليه الصيام حتى يستطيعه، ويجب عليه أن يطعم عن كل يوم مسكينا، وكما أن من مظاهر التيسير في الصيام هو عدم الفطر لمن أكل أو شرب ناسيا. 

 

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من أكل ناسيا وهو صائم، فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه” رواه النسائي، ومن غلبه القيء فتقيأ فإنه لا يفسد صومه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم ” من ذرعه قيء وهو صائم، فليس عليه قضاء، وإن إستقاء فليقضي” رواه أبي داود، وعدم فساد الصوم إذا أدركه الفجر وهو جنب فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت ” أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدركه الفجر، وهو جُنب من أهله، ثم يغتسل، ويصوم” رواه البخاري.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار