الرئيسيةشعرمع جمال و ألم الأسنان في الشعر العربي 
شعر

مع جمال و ألم الأسنان في الشعر العربي 

مع جمال و ألم الأسنان في الشعر العربي 

مع جمال و ألم الأسنان في الشعر العربي 

بقلم : السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد – مصر 

 

بثغر كمثل الاقحوان منورّ 

  نقي الثنايا أشنب غير أثعل  

” امرؤ القيس “

فوددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق سنك المبتسم          

بسمت فلاح ضياء لؤلؤ ثغرها

فيه لداء العاشقين شفاء

( عنتر عبلة )

تطاول الليل و الأسنان تؤلمني 

 و الله أسأل أجر الصبر يحتسب 

فجئت نحو طبيب حاذق أملا ً في حل مشكلة قد حفها تعب 

فعالج السن مشكورا بمشرطه و زال من بعد ذلك الهم و النصب ٠

( الشاعر السعودي سامي القاسم )

٠٠٠٠٠٠٠٠٠

مع أهمية الأسنان للإنسان ٠٠!! 

في البداية نجد بعض الأشياء تبدو بسيطة و ننظر إليها بدون الغوص في ماهيتها و مدى أهميتها و فوائدها لدى الإنسان و أثرها في حياته اليومية ٠

و من ثم بعد استعراضها من عدة زوايا نلمح أنها تمثل عنصراً أساسياً في حياتنا هكذا ٠٠

و من ثم نتوقف مع ( الأسنان ) من منظورها لدى سائر المخلوقات الموجودة لديها في عالم متشعب لدى الإنسان و الحيوان و الطير و ما شبه ذلك بالتأكيد ٠٠

و لكنها عند ( الإنسان ) خصيصا فلها أهمية قصوى لو تم تناولها من ناحية الطعام و الكلام و الجمال و شتى الاستعمالات و الاستخدامات ٠٠٠ الخ ٠

لتم تأليف فيها موسوعات و موضوعات يركز عليها كل فريق طبي جمالي لغوي فني من ناحية لها فوائدها الجمة بالطبع ٠

 و لا سيما في تأثيرها على حياة صاحبها عندما تكون سليمة معافاة تبدو الصحة و العكس تنغص عليه يومه عندما في تكون في حالة سيئة تفقده القدرة على تناول الطعام و الكلام و تقلل من الجمال و يتبعها عدم الثقة و الاهتزاز النفسي و الاجتماعي و تسبب مشكلات كبرى في حياتنا ٠

فهي بجانب الطعام و لمسة الجمال ، هي الشيء المحوري عند المتكلم سواء خطيب أو معلم أو مذيع أو مغني أو فنان و ممثل أو محام أو سياسي أو أعلامي أو بائع و غير ذلك ٠

فللأسنان مهارات فائقة و من ثم يجب العناية بها و نظافتها للمحافظة عليها حتى يجني صاحبها من ورائها الخير الكثير بلا شك ٠ 

نعن فالوقائية مطلوبة للاحتفاظ بها بعيداً عن التسوس و الضرر اللاحق بها نتيجة الإهمال و الوراثة و الأمراض و الحوادث و غيرها ٠٠

و لذا قال أهل التربية و الطب يبدو بها معدل العناية بأسنان الأطفال منذ الصغر، بدءًا من العناية بصحة الأم خلال الحمل، تؤسس لأسنان نظيفة وصحية ،

أضف إلى الحرص على العادات الإيجابية ٠

فالأسنان مبعث السعادة و البهجة و الثقة في العلاقات لدى الإنسان و يستعرض بها عندما تتوافر فيها شروط الصحة و الجمال و إتقان مخارج الكلام أيضا ٠٠

و منها المداومة على التحلي بلابتسامة في قدرة فائقة و رائعة من خلال العلاقات و يتظاهر و يتباهى الإنسان بالأسنان في نظرة إيجابية و انبعاث رائحة طيبة تشد الانتباه و تلفت النظر في استمرارية عند الاقتراب و الحديث و موائد الطعام و الاجتماع في رؤية رائعة ٠٠ 

وثمة مقاييس الجمال للأسنان من انواعها المنتظمة و المفلجة والمعوجة و الاهتمام بعملية التقويم و الحشو كله هذا من باب الحرص على مكانتها في حياة الإنسان ٠

و الكلام يطول في هذا المضمار يحتاج إلى موسوعة شاملة عن الأسنان ٠

و لكن نتوقف مع الأسنان من منظور الشعر العربي نقطف بعض الأشعار التي تعضد الفكرة هنا بلا دخول في تفريعات فنختصر تلك المعادلة ٠

فالأسنان بمثابة قطع من اللؤلؤ و المرجان الثمينة التي تكون رأس مال صاحبها بالتأكيد ٠٠

 

و ها هو الشاعر السعودي سامي القاسم الذي يصف مرارة الألم و المعاناة فيقول :

تطاول الليل و الأسنان تؤلمني 

 و الله أسأل أجر الصبر يحتسب 

فجئت نحو طبيب حاذق أملا ً في حل مشكلة قد حفها تعب 

فعالج السن مشكورا بمشرطه و زال من بعد ذلك الهم و النصب .

 

ثم تبارى الشعراء بجمالها وشبهوا بياضها بالأقحوان ولمعانها باللؤلؤ، ووصفها امرؤ القيس في شعره: بثغر كمثل الاقحوان منورّ 

  نقي الثنايا أشنب غير أثعل 

اجل إنها ابتسامة المحبوبة التي تتكشف عن أسنان تشبه في بياضها وتراكبها بتلات الأقحوان. ولم يكن امرؤ القيس هو الشاعر الوحيد الذي فتن بجمال لأسنان البيضاء وتغنى بها، فقد كانت منذ القدم علامة من علامات جمال المرأة، فهي اللآلئ البراقة التي تضيء ظلمة الليالي، وتلمع كلمعان السيوف حين تتكشف عنها ابتسامة المحبوبة، يقول عنترة بن شداد العبسي: 

ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني وبيض الهند تقطر من دمي فوددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق سنك المبتسم 

و يقول عنترة في موضع آخر لوصف بريق الاصطفاف لأسنان محبوبته عبلة:

بسمت فلاح ضياء لؤلؤ ثغرها

فيه لداء العاشقين شفاء

ويشبه كذلك سويد بن كاهل اليشكري بياض أسنان محبوبته بالشتيت، ولمعانها بالقضيب المبرود: 

حرة تجلو شتيتاً واضحاً كشعاع الشمس في الغيم سطع 

صقلته بقضيب ناضر من اراك طيب حتى لمع ٠

 

و نختم بهذه القصيدة الرائعة من شعرنا المعاصر للشاعر الدكتور ضياء الدين الجماس الذي وصف رحلة عالم الأسنان و عبر فيها ،فيقول :

ضِرْسِي حَبيبي لقدْ مَزَّقْتني ألَمَاً … أغذوكَ طيباً وتَنْسى الوِدَّ أحيانا

 

أسْتاكُ في عَجَلٍ كي لا تُعاتبَني … وَتطْلُبُ الحُلْوَ والأثمارَ ألوانا

 

تُعَجِّل الطَّحْنَ في هَرْسٍ كَمَطْحَنَةٍ … وتَعْزِفُ الصَنْجَ حينَ المَضغِ ألْحانا

 

وذا شريكٌ من الأحياءِ يُبْهجُهُ … من يَتْرُك الثَّغْرَ دونَ الغَسْلِ نَسْيَانا

 

فَيَنْخرُ السِّنَّ كي يَحْمي عَشيرَتَهُ … بئسَ العَدُوُّ إذا ما ضافَ إنسانا

 

يا مُصْلِحَ السِّنِّ لا تَغْفُلْ عُفُونَته … أوأَتْقِنِ الحَفْرَ إنْ عالَجْتَ أسنانا

 

وطَهِّرْ الجَذْرَ إنْ تتركْ بهِ عَفَنَاً … يُشْعِلْ لهيباً ويَغْدُ الرأسُ بُركاناً

 

إنْ تَحْشُ سِنَّاً بأخلاطٍ تُناسِبُهُ … والتاجُ منْ خَزَفِ يَجْعَلْه زَهْوانا

 

وارحمْ بطفل إذا ما حلَّ ضيفَكُمُ … إنْ تُبْدِ مِنْ حُقَنٍ تَجْعَلْهُ فَزْعَانا

 

أو قَدْ ترى بُقَعَاً تفشو بمَقْعَدِهِ … عالِجْهُ في لُطُفٍ توليهِ إحسانا

 

لَوْنُ السَّوادِ بأسنانٍ له أُكِلتْ … طيبُ المعاشِ لجرثومٍ لَهُ بانا

 

آنِسْهُ منْ لَغَطِ الآلاتِ يُرْهِبُهُ … واحفرْ بضرسٍ له قَدْ باتَ خَدْرانا

 

إنْ كان من لَبَنٍ والجَذْرُ يؤْلِمُه … فاقلعْهُ في عَجَلٍ ينساهُ نِسيانا

 

واترك مكاناً له في حفظِ حافظةٍ … والثَّغْر يبقى قويماً أو كما كانا

 

مِنْ تَحْتِهِ بَدَلٌ يَبْقَى مَدَى عُمُرٍ … ما دام في أَلَقٍ يستاكُ ضَحْكانا

 

حافظ على دُرَرٍ كالثلجِ في قِمَمٍ … وريحُها عَطِرٌ يجتازُ بُستانا

 

و أخيرا و بعد هذا العرض الموجز عن جمال و ألم الأسنان في حياة الإنسان من خلال منظور الشعر العربي أتمنى أن ينال هذا الموضوع الفريد إعجابكم دائما ٠

مع جمال و ألم الأسنان في الشعر العربي

مع جمال و ألم الأسنان في الشعر العربي 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *