مع سياسة التطبيل ٠٠!!
بقلم / السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد مصر ٠
بقول النبي صلى الله عليه و سلم :
«ما أطيَبُكِ مِن بلدٍ، وما أحبُّكِ إلَيَّ، ولولا أن قومَكِ أخرَجُونِى مِنكِ ما سكَنتُ غيرَكِ»
(رواه الترمذى).
( حب الوطن من الإيمان )
” الإمام على بن أبي طالب كرم الله وجهه – كتاب ميزان الحكمة “
ولي وطنٌ آليتُ ألا أبيعَهُ
وألا أرى غيري له الدهرَ مالكا
عهدتُ به شرخَ الشبابِ ونعمةً
كنعمةِ قومٍ أصبحُوا في ظلالِكا
” ابن الرومي “
فهل دفاعي عن ديني وعن وطني ذنب أدان به ظلمًا وأغترب ٠
” رب السيف و القلم : محمود سامي البارودي “
وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي ٠
” أمير الشعراء أحمد شوقي “
بلادي هواها في لساني وفي دمي
يمجدُها قلبي ويدعو لها فمي
ولا خيرَ فيمن لا يحبُّ بلادَهُ
ولا في حليفِ الحب إن لم يتيم
” مصطفى صادق الرافعي “
٠٠٠٠٠٠
في البداية نلاحظ ظهور بعض المصطلحات في عالم السياسة و ذلك في الفترة المتأخرة مثل ( التطبيل – العسكر – عبيد البيادة ) من باب السخرية و التهكم ، و قد أطلقها أو رددها للأسف فرقاء من بني جلدة الوطن و لكن انتماءهم الحزبي الضيق و الحرص على المصلحة و تنفيذ أوامر السمع و الطاعة و تكرار مثل هذه المفردات كالبغبغاوات دون وعي بقصد أو بغير قصد فإنهم يسؤون إلى أنفسهم قبل وطنهم الذي منحهم الخير ثم تنكروا له شكلا و مضمونا ، فكانوا بمثابة معاول هدم و سوس ينخر في الدولة الوطنية الموحدة لتفتيتها تحت مزاعم باطلة و يرفعون شعارات دينية و ديمقراطية ثم يرتمون في أحضان الغرب يشتمون و يسبون و يتباكون في مظلومية يشاركون في الإيذاء و الحرق و القتل و الدمار لا يسلم من هذه الفصائل أي شريف يختلف معهم في الرأي ٠
يريدون تكميم الأفواه و يستخدمون نظام التقية ووصف كل وطني محب لتراب بلده بالخيانة و إنه ضد الدين و علماني و يخدم العسكر و النظام ٠٠ هلم جرا ٠
فالدفاع عن الوطن والذود عنه غريزة إنسانية جُبِل عليها كل أصيل، فالوطن نعمة لا يدركها إلا من اغترب عن أوطانه، ونزح عن الأهل و الدار و ظل يذكره الشوق بالذكريات ٠
فالمجد و الشرف و العز و الكرامة يكسبها المواطن من وطنه و فخر جنده وروعة تاريخه و لذلك كانت التضحيات و الشهادة في حب الوطن الذي بات من الإيمان ٠
فهل حب الوطن الذي من الإيمان بات سبة و أصبح عيبا في جبين عشاق البلاد ؟!٠
الذين يعترفون بحق الوطن ورد الجميل و ليس النكران و التشفي فيه و هو يتهاوى و يتصدع و يتفرق شعبه لمجرد فكر عقيم تتبناه و تتمناه هذه العقول الفارغة المغلوب على أمرها ليتها تتوقف و تحاسب نفسها على هذا التفريط قبل فوات الآوان فالتاريخ جد محايد لا يعرف التزيف ٠٠
فإذا كان التطبيل و الغناء للوطن و التمجيد للجيش الوطني فما أجمله و إذا كان لجماعات فبئس تلك البضاعة ٠
اعلم صديقي العزيز حب الوطن هو أمر فطري وغريزي و طبيعي موجود لدى جميع البشر، و عند كل الناس مؤمنهم و غيرهم كل من عاش تحت سمائه و تنعم بشمسه و خيراته فاستحق تلك المنزلة لا من أجل جماعة لها توجهاتها القائمة على الأنانية هكذا ٠٠
فلا تخش َ أن تدافع عن وطنك بكل ما تملك و لو بكلمة طيبة أمام الهجمات الشرسة الخبيثة في الداخل و الخارج فكلها منظومة لا تعترف إلا بالشر و تتهم النوايا يعتبروا الوطن جيفة أو حفنة تراب إلى غير ذلك من الصفات القبيحة المشينة التي لا ترقى إلى أهداف الإنسانية النبيلة ٠
و ملخص هذه القصة معلوم لا يحتاج إلى تضليل فسوف ترحل الخيبات و تبقى الحسرات في نحور أعداء الأوطان في كل زمان و مكان و يبقى الحب و الجمال و السلام عنوان الإنسان دائما ٠
و نختم برائعة مصطفى صادق الرافعي عن حب الوطن و تمجيده :
بلادي هواها في لساني وفي دمي
يمجدُها قلبي ويدعو لها فمي
ولا خيرَ فيمن لا يحبُّ بلادَهُ
ولا في حليفِ الحب إن لم يتيم
ومن تؤوِهِ دارٌ فيجحدُ فضلها
يكن حيواناً فوقه كل أعجمِ
ألم ترَ أنَّ الطيرَ إن جاءَ عشهُ
فآواهُ في أكنافِهِ يترنم
وليسَ من الأوطانِ من لم يكن لها
فداء وإن أمسى إليهنَّ ينتمي
على أنها للناس كالشمس لم تزلْ
تضيءُ لهم طراً وكم فيهمُ عمي
ومن يظلمِ الأوطان أو ينسَ حقها
تجبه فنون الحادثات بأظلم
ولا خيرَ فيمنْ إن أحبَّ دياره
أقام ليبكي فوقَ ربعٍ مهدم
وقد طويتْ تلك الليالي بأهلها
فمن جهلَ الأيامَ فليتعلم
وما يرفع الأوطانَ إلا رجالها
وهل يترقى الناسُ إلا بسلم
ومن يكُ ذا فضلٍ فيبخل بفضلهِ
على قومهِ يستغنَ عنه ويذمم
ومن يتقلبْ في النعيم شقيْ بهِ
إذا كان من آخاهُ غيرُ منعم ٠
[ و على الله قصد السبيل ]
مع سياسة التطبيل ٠٠!!