مع فصل جديد من مؤامرة و مأساة الفاشر
بقلم / السعيد عبد العاطي مبارك الفايد – كاتب و باحث و تربوي مصري ٠
( من أطفال غزة إلى أطفال الفاشر )
في البداية و كأن مكتوب علينا في الوطن العربي و القارة السمراء أن يُولد الإنسان منذ اللحظة الأولى حيث الصراع حول الفقر و الجهل و التعصب و النزاع العرقي و المذهبي و الطائفي و من هنا يبدأ مسلسل بغيض قابع في هذه النفس المتعطشة للدماء و الخراب تحت مسميات ما أنزل الله بها من سلطان نزاعات بين الطوائف و الجماعات المتناحرة في الجنوب و الشمال تبع أمراء الحرب و رؤوس القبائل و شيوخ الجماعات و أرباب الفتن و المنتفعين في الداخل و الخارج و القوى الإقليمية و العالمية وسط صمت الضمير العربي و المنظمات الحقوقية و سادة القرار في مجلس الأمن و الأمم المتحدة و العناوين البراقة ٠٠ الخ ٠
و هذه المشاهد تكررت في أفغانستان و في كثير من دول الربيع العربي و في دول أفريقيا حيث الحروب كل يوم و الحركات الانفصالية و هلم جرا ٠٠
ما يحدث في فلسطين ممكن أقل وطئة لأنه من صنع الصهاينة ٠
أما الكثير من تلك الصراعات العربية و الافريقية تناحر على السلطة و الحكم و حركات التحرر المسلح و خصومات قبلية و طائفية و أقلية و تحكم أقليم في نهب ثروات و خيرات البلاد ٠٠
فجاء المقال يحمل الخطوط العريضة بمثابة مدخل و مقدمة لدراسة مثل هذه القضايا و الموضوعات على الساحة ٠
و ها نحن نطالع مصادر الأخبار و الأحداث العالمية على الشاشات كلمة و صورة و صوت بالتفصيل و التحليل ، و لكن من باب ربط الوقائع و التذكير و تناولها بمصدقية ٠٠
نعم تتوالى مناظر بشعة لم يسلم منها الجميع ترويع السكان و النزوح و الحصار و اغتصاب و خطف و قتل و تجويع و مرض و دمار و طمس للهوية و للوجود صور بشعة و مأساة حقيقية فقدت أبسط حقوق الإنسانية على أرض الواقع دون تحرك من أي قوى عربية أو عالمية صراع غير مبرر هكذا ٠٠
الناس لا تجد وجبة غذائية و لا قرص دواء و لا بطانية في الشتاء و لا لحظة آمان حتى الشجر و الحجر و البشر الكل مقهور إلى متى ؟! ٠
أمام الصمت العالمي و ضمير المجتمع المتمدين الأطفال تأكل أوراق و العدوى تنتشر و الأوبئة من ينقذ الفاشر و السودان ٠
أي مهزلة قوات دعم سريع و حمدتي و برهاني من يمول الجميع ؟! ٠
= و الخلاصة :
فالسكان تعرّضوا لانتهاكات عديدة، شملت القتل على الهوية، والحرق، وعمليات الاغتصاب التي طالت الفتيات والنساء، إضافة إلى السلب والنهب والخطف مقابل فدية مالية و صلب و غير ذلك من أمور القمع الحديثة ٠
وبسبب صعوبة الوصول إلى المنطقة والانقطاع شبه التام للاتصالات تزداد المشاكل و تتفاقم الأحداث المتردية٠
و عندما نقلب في تاريخ ومأساة السودان الحديث ، نقرأ و نطالع معا أهم نقاط الصراع بعد سرد مجملها ٠٠
* نبذة عن الفاشر :
الفاشِرْ مدينة تقع في غرب السودان على ارتفاع 700 متر فوق سطح البحر على مسافة 802 كيلومتر غرب العاصمة الخرطوم، و 195 كيلومتر (130 ميلًا) عن مدينة نيالا باتجاه الشمال الشرقي، وقد كانت محطة انطلاق للقوافل في العصور القديمة تحولت بمرور الزمن إلى سوق للمحاصيل الزراعية ويعتمد اقتصادها على المنتجات الزراعية المتوفرة في المنطقة بشكل أساسي ، وهي عاصمة ولاية شمال دارفور.
فقد اندلعت الحرب وسط توترات بشأن دمج قوات الدعم السريع في الجيش عقب انقلاب عام ٢٠٢١، بدءًا بهجمات شنّتها قوات الدعم السريع على مواقع حكومية في الخرطوم ومدن أخرى. وسرعان ما انقسمت منطقة العاصمة بين الفصيلين، ونقل البرهان حكومته إلى بورتسودان.
* انتهاكات و مجازر و إعدامات :
و من ثم ارتكبت ( قوات الدعم السريع ) انتهاكات و مجازر مروعة أقرب إلى الإبادة الجماعية، في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب السودان)، التي استولت عليها بعد أكثر من عام ونصف العام من حصارها.
= ظلال الحرب الأهلية في السودان :
وعلى الرغم من السلام المؤقت الذي تحقق بعد الحرب الأهلية السودانية الأولى، اندلعت الأعمال العدائية من جديد في عام 1983 عندما ألغى الرئيس جعفر النميري الحكم الذاتي الممنوح سابقاً لجنوب السودان وفرض الشريعة الإسلامية في جميع أنحاء البلاد ٠
وتحتل الفاشر موقعاً استراتيجياً في شمال دارفور، إذ تُمثل الآن المدينة الكبيرة الوحيدة التي يمكن الوصول إليها من مدن شمال السودان، مثل مدينة الدبة، باتجاه إقليم دارفور، نظراً لقربها الجغرافي من تلك المناطق.
ولهذا تمثل الفاشر المدخل الرئيس لقوافل المساعدات الإنسانية القادمة من ميناء بورتسودان على ساحل البحر الأحمر، وهو الميناء الذي يستقبل حالياً المساعدات الخارجية، قبل نقلها إلى مختلف أنحاء إقليم دارفور.
بجانب ذلك، تحد تشاد مدينة الفاشر من الغرب، بينما تحدها ليبيا من الشمال، ما يكسبها موقعاً استراتيجياً ذا أهمية عسكرية للطرف المسيطر عليها، خاصة في ظل وجود فصائل مسلحة وقوات سودانية داخل حدود الدولتين الجارتين، وفقاً لتقارير إعلامية ومنظمات تُعنى بأمن المنطقة، مثل “مجموعة الأزمات الدولية”.
* حول مدينة الفاشر :
تسكن مدينة الفاشر، مجموعات قبلية وإثنية متنوعة، من مختلف أنحاء السودان، غير أن غالبية السكان تنحدر من المكونات، التي خرجت منها الفصائل المسلحة، مثل الزغاوة والفور والمساليت. ويقيم كثير من أبناء هذه المجموعات، في معسكرات النزوح المنتشرة داخل مدينة الفاشر. أما القبائل ذات الأصول العربية، فوجودها أقل نسبياً، ويتركز غالبية أبنائها في ولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع في الوقت الراهن.
لماذا الفاشر :
لقد برزت أهمية مدينة ( الفاشر )كعقدة للصراع في الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وإصرار قائد هذه القوات محمد حمدان دقلو (حميدتي) على السيطرة على الفاشر تجلى خلال الأشهر الماضية؛ إذ لم يكتف بحصار المدينة، بل حوّلها إلى هدف إستراتيجي ومركز ثقل في معادلة القوة العسكرية والسياسية بدارفور ٠
وترتبط أهمية مدينة الفاشر عسكريا وإستراتيجيا بكونها العاصمة التاريخية لدارفور، وهي آخر مركز رئيسي للجيش السوداني في الإقليم، فضلا عن قربها من شمال السودان وتمثل قاعدة انطلاق لأي جهود لاستعادة السيطرة على المناطق الأخرى.
ويعد الإصرار على الفاشر نتاجا لتداخل الأبعاد التاريخية والسياسية والرمزية للمدينة في الصراع على دارفور، فالفاشر تمثل آخر قلاع القوات النظامية في الإقليم ورمزا للسيادة المركزية منذ توحيد دارفور مع السودان عام 1916.
و على الله قصد ال
سبيل ٠
و للحديث بقية إن شاء الله ٠
مع فصل جديد من مؤامرة و مأساة الفاشر


