السُّخرية .. تنمُّر
قلم الشريف_أحمدعبدالدايم
أحدى خواص التنمُّر هي السخرية بل من الرزائل الخبيثة لدي الإنسان وهو داء رزيل لابد من التخلص منه لأن في بواطنها العظمة والغرور الكاذب لذا لأن لو نظر كل إنسان بصدق في ذاته لوجد نواقص عديدة تستحق السخرية منها بدلاً الإلتفات لغيره لذا نهى القرآن نهياً مشدداً عن سخرية الإنسان من أخيه الإنسان، حيث قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلاَ نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ) الحجرات 11.
ومن تعاريف السخرية:
هى أشتغالك بخصوصيات الناس نقداً وتجريحاً واستعلاءً لدرجة أن تجعل نفسها حكماً على غيرها دون علم، وقد حكى القرآن كيف كان قوم نوح، يسخرون من نوح ــ بسبب جهلهم ــ حينما رأوه يصنع الفلك بعيدا عن البحر، فظنّوا فى أنفسهم أنه ــ حاشاه جاهل، وأنهم هم أعلم بالأصول.
وقد اعتاد بعض الناس ألا يتحدثوا إلا ساخرين من الناس، فتراهم يصفون الناس بصفات لا يحبون أن تقال لهم. قاصداً إذلال الناس واحتقارهم، فهذا «طويل أهبل» وهذا «قصير مكير»، كما يسارع البعض متطوعاً بإيلام الناس دون سبب إذ يصنفون الناس حسب رؤيتهم فيقولون «فلان جاهل» على إعتبار ان مؤهله الدراسى ليس بقدر مؤهله و«فلان لا يساوى شيئا» كأنه هو من يملك موازين للناس.
كذلك فقد شاع فى أوساط كثيرة جرأة البعض التهكم على الناس فتراهم يصوغون السب والشتم والتحقير صياغة مضحكة تجعل المقصود بها ضيق الصدر بما يقاسيه من ضحك الناس عليه.
وعن طبيعة هذه الشخصيات التى تستمتع بالسخرية على الآخرين يعانون من اضطراب فى الشخصية أو مرض الفصام، مما يزيد من الشعوربالاحتقاروالتقليل تجاه الآخرين ويشعر دائما أنه أفضل شخص فى العالم.
وهناك بعض الشخصيات تستمتع بالسخرية على نفسها من باب الضحك والهزار وفى الغالب تعانى هذه الشخصيات من اكتئاب وكبت يخرجونه فى صورة مزح وسخرية على أنفسهم وعلى الاخرين، وتعانى أيضا هذه الشخصيات من التعالى والغرور وتحطيم كل الأطراف من حولها قد يكون ذلك بسبب نشأته فى بيئة أسرية غير سوية، ويعود ذلك للأهل والتربية، يجب عليهم أن يُعلّموا أطفالهم على التواضع وعدم السخرية والاستهزاء بالآخرين والمعاملة الحسنة.
الختام:
وماذا عن الحلول والاساليب:
من الحلول والأساليب التى يجب إتباعها للتعامل مع تلك الاشخاص (المستهزئين) هى إتباع مقولة: “الانطباع الاول يدوم”، وهى النظر الى هذا الشخص فى عينيه بحدة لكى يشعر ما ارتقفه من خطأ فادح، وبعد ذلك يأتى الأرشاد والعمل على تعديل السلوك، والتوجيه إلى ما يفعله مرفوض أخلاقياً، ودينياً، وإنسانياً، فحياة الناس وظروفهم لا مجال للأستهزاء بها، وفى حال أستمراره بذلك يجب عدم الاستماع لسخريته المؤذية للأخرين.
ويقول مدربون في علم النفس، إن هذه النظرات ستضعه في موقف مُربك ويُشغل عقله الباطن ويشعر بالإحراج.
وداء السُخرية يصاب به المرء المريض نفسي الذي لا ينظر إلى ذاته بل ينظر وينتقد من هو دونه. نسأل الله بأن يُهذّب انفسنا ويجعلنا منشغلين عليها دون الالتفات للغير .