ملتقي سينما حقوق الإنسان
بقلم المعز غني
تنظم دار الثقافة بنابل من 8 إلى 10 ديسمبر الجاري ملتقى السينما الخاص بحقوق الإنسان حيث إن حقوق الإنسان هي الحقوق المكتسبة لكلِّ إنسانٍ على وجه الأرض بلا تحيُّزٍ أو تمييز، وبغض النظر عن عرقه ، أو جنسيته ، أو جنسه ، أو لغته ، أو دينه ، وبذلك يحِقُّ لكلِّ فردٍ في العالم بأن يتمتَّع بالحقوق الخاصة به دون أي مساسٍ بها بما يضمن له العيش بكرامةٍ ومساواة.
وتكمُن أهمية حقوق الإنسان في أنها تضمَن الحدَّ الأدنى والضروري لعيش الإنسان بكرامة سواءً على مستوى حاجاته الأساسية كحق الطعام، والمسكن، وحق التَّعلُّم؛ الذي يقود به إلى الإستفادة من الفرص المتاحة له إلى جانب أنها تضمن للإنسان حرياته ؛ كحرية إختيار أسلوب الحياة ، وحرية التعبير ، وحرية إختيار التوَجُّهات السياسية التي يرغب الفرد بدعمِها وبالتالي فكل تلك الحريات تضمن تأمين وحماية الأفراد من الإعتداء والاضطهاد من قبل أي جهةٍ أقوى أو أعلى سُلْطَةٍ منهم.
ويحتفل المجتمع الدولي باليوم العالمي لحقوق الإنسان في 10 ديسمبر من كل عام ويحيي ذكرى اليوم الذي أعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948.
وفي هذا الإطار أرتات دار الثقافة بنابل من تنظيم ملتقي ثقافي يعتني بالسينما التي إهتمت بإبراز وتقديم وخدمة قضايا ((حقوق الإنسان)) من أوجه عدة غير أنه ما خالجنا عند تأسيس هذه الدورة رفقة مجموعة من الأصدقاء والجمعيات الناشطة صلب المجتمع المدني بجهة نابل .
وضمن هذا المجال هو أن ما تم الإتفاق عليه والتعهد به من قبل المنظمات الدولية والمحاولات الدائمة لنشر ثقافة ((حقوق الإنسان)) في العالم لم يعد مطروحا في الجانب التطبيقي لان ما كنا نعتبره مبادئ أساسية لحياة كريمة لكافة الشعوب أصبح ينطبق على شعوب بعينها دون أخري بمعني أن مبادئ حقوق الإنسان تحترم في بلدان دون أخرى ينظر إليها بنظرة دونية.
وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار الحرب المقامة حاليا على غزة فما معني لمبادئ حقوق ((الإنسان-بين قوسين)) المصادق عليها دوليا دون تجسيدها على أرض الواقع؟ يعني هل أن مبادئ ((حقوق الإنسان-بين قوسين)) بقيت مبادئ نظرية؟ تحدث اضطرابا لدي المنظمات المدافعة عليها في البلدان الغربية او البلدان العظمي، الأقوى والمتعالية على القوانين الدولية ولا أثر لهذه ((الحقوق)) على البلدان الضعيفة فتبقي هذه المنظمات صامتة أمام ما يحدث في غزة؟ هل أن المرأة والطفل الفلسطينيين غير إنسانيين وفي نظرة دونية قياسا ببقية نساء وأطفال العالم والشعوب ويرتقيان إلى المرتبة “الحيوانية” حسب المزاعم الإسرائيلية فوجب القضاء عليهم بقذيفة أو صاروخ وبدماء باردة؟
وهو ما دفعنا إلى التساؤل: هل أن حقوق الإنسان توظف حسب هوية صاحبها أو حسب جنسيته’؟ وهل أن للسياسي دور في توظيف مبادئ حقوق الإنسان خدمة لأغراض سياسية وبالتالي وظفت هذه القيم السامية خدمة لتحقيق الأهداف السياسية لرجال السياسة؟
وإذا ما نظرنا إلى مبادئ حقوق الإنسان في شكلها العام فإننا أردنا التطرق في هذه الدورة التأسيسية ” لحقوق المرأة والطفل في ظل الحروب” كأننا نتساءل هل للمرأة والطفل حقوق في ظل الحروب؟ أم وجب علينا نسيان وتناسي مبادئ حقوق الإنسان متي اندلعت الحروب لتصبح لغة السلاح هي الحكم وسلطة الأقوى هي الفيصل؟
وبالتالي هي مجموعة من الاستفسارات حول ((حقوق الإنسان-بين قوسين)) سنحاول التطرق إليها من خلال معارض فنية وورشات إلى جانب مجموعة من العروض السينمائية المتنوعة من الروائي الطويل والقصير والفيلم الوثائقي إلى جانب مجموعة من أفلام الكرتون الموجهة إلى الأطفال.
كما أننا أردنا التطرق إلى موضوع ((حقوق الإنسان-بين قوسين)) من جانب علمي، أكاديمي في علاقة بالصورة ودلالاتها وطرح مجموعة من النماذج لتحليها في لقاء يجمع الجمهور مع نخبة من الأساتذة الجامعين والحقوقيين المدافعين على القضايا الإنسانية العادلة في علاقة بالمرأة والطفل
ملتقي سينما حقوق الإنسان