ملحمة التعادل الدرامي
كتب: عبدالرحمن محمد
ملحمة التعادل الدرامي: الزمالك ينجو من فخ “الكهرباء” في كأس عاصمة مصر
شهدت الجولة الأولى من دور المجموعات لبطولة كأس عاصمة مصر (كأس الرابطة سابقًا) ملحمة كروية حقيقية ودراما مثيرة على أرض ملعب المقاولون العرب، جمعت بين الزمالك وفريق كهرباء الإسماعيلية، انتهت بالتعادل الإيجابي المثير 3-3. لم تكن مجرد مباراة افتتاحية، بل كانت تذكرة مجانية لقطار الإثارة والندية الذي يميز هذه البطولة.

شوط أول زملكاوي وهدف مبكر
بدأ الزمالك المباراة، الذي خاضها بتشكيلة تضم مزيجًا من اللاعبين الشباب وبعض العناصر الأساسية، بقوة وتركيز. لم يطل الانتظار كثيرًا حتى افتتح المهاجم عمرو ناصر التسجيل للزمالك في الدقيقة 21 برأسية متقنة، مستغلاً عرضية ممتازة من البرازيلي خوان بيزيرا الذي أظهر لمحات فنية جيدة. سيطر الزمالك على مجريات الشوط الأول، لكنه لم ينجح في ترجمة أفضليته إلى المزيد من الأهداف، ليذهب الفريقان إلى غرف الملابس بتقدم الأبيض بهدف نظيف.

بداية نارية للشوط الثاني وانهيار غير متوقع
انفجرت المباراة مع انطلاق الشوط الثاني، حيث سجل الزمالك هدفين متتاليين وسريعين في غضون ثلاث دقائق فقط!
* في الدقيقة 46، سجل حارس كهرباء الإسماعيلية فرج شوقي بالخطأ في مرماه بعد تسديدة ارتدت من القائم.
* في الدقيقة 49، عزز الشاب آدم كايد تقدم الزمالك بالهدف الثالث بعد مهارة فردية مميزة وتمريرة من بيزيرا، لتصبح النتيجة 3-0 وتشير كل التوقعات إلى فوز سهل ومريح للفريق الأبيض.
لكن كرة القدم لا تعترف بالتوقعات! فبدلاً من الاستسلام، استلهم لاعبو كهرباء الإسماعيلية من تأخرهم، وبدأوا عودة تاريخية.
الهاتريك التاريخي لـ “شيكا” يقلب الطاولة
كان النجم الأبرز في اللقاء هو مهاجم كهرباء الإسماعيلية محمد السيد “شيكا”، الذي سجل ثلاثة أهداف متتالية لفريقه، ليقود عودة درامية أشعلت اللقاء وأصابت دفاع وحارس الزمالك بالارتباك
في الدقيقة|51 |محمد السيد “شيكا” الهدف الأول لـ “الكهرباء” بعد تمريرة من حسن الشاذلي. وبعدها في الدقيقة
| 72 | محمد السيد “شيكا” الهدف الثاني من رأسية قوية بعد ركلة ركنية. وبعدها في الدقيقة
| 78 | محمد السيد “شيكا” الهدف الثالث (هاتريك) بتسديدة بعد عرضية من علي سليمان، معادلاً النتيجة.
بهذا الهاتريك، نجح “شيكا” في تحويل تأخر فريقه بثلاثة أهداف إلى تعادل بطعم الانتصار، مانحًا فريقه نقطة ثمينة أمام أحد أكبر الأندية.

دروس وعبر من المواجهة المثيرة
التعادل 3-3 منح كل فريق نقطة واحدة في بداية مشوارهما بالمجموعة، لكنه خلف وراءه الكثير من علامات الاستفهام للزمالك. فبالرغم من القوة الهجومية التي ظهرت في بعض الفترات بقيادة بيزيرا وناصر وكايد، إلا أن الفريق فشل فشلاً ذريعاً في الحفاظ على تقدمه بثلاثية نظيفة، ما يكشف عن هشاشة واضحة في الخط الخلفي وتراخٍ غير مبرر بعد تسجيل الهدف الثالث.
أما كهرباء الإسماعيلية، فقد قدم درساً في الإصرار والروح القتالية، وأثبت أن الفارق بين الدرجات لا يمنع من تقديم أداء بطولي، وكان نجمهم محمد السيد “شيكا” بمثابة الشرارة التي أعادت الحياة للمباراة، ليحصد فريقه نقطة مستحقة بفضل تضحية لاعبيه.
المباراة أكدت أن بطولة كأس عاصمة مصر ستكون مسرحاً قوياً لاختبار قوة الدكة واللاعبين البدلاء، وستضع الأجهزة الفنية أمام تحدي العمل على معالجة الأخطاء الدفاعية بسرعة قبل المواجهات المقبلة.

