ملحمة السادس من أكتوبر.. إرادة لا تُقهر وشعارها “الله أكبر”
بقلم د.م. مدحت يوسف
سيظل نصر أكتوبر العظيم محفوراً في ذاكرة الأمة، وراسخاً في قلوب المصريين، تتناقله الأجيال كما لو كان نبضاً يجري في العروق. لقد كان السادس من أكتوبر 1973 يوماً فاصلاً أعاد الكرامة، وأثبت للعالم كله أن مصر لا تعرف الانكسار، وأن جيشها الباسل عندما يرفع صوته مدوياً بـ “الله أكبر” فإن الجبال تهتز، والأرض تستجيب، ويُكسر المستحيل.
⚔️ لقد كان عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف أسطورة من أساطير الإرادة المصرية. قيل يوماً إن هذا الخط لا يُحطم، فجاء الجندي المصري ليُسقط تلك الأكذوبة، ويكتب بدمه وعرقه ملحمة وطنية ستظل عنواناً للشموخ والفخر. لم يكن ذلك العبور مجرد انتصار عسكري، بل كان انتصاراً لإيمان راسخ، وعقيدة لا تلين، وإرادة تستمد قوتها من الله ومن حب الأرض التي ارتوت بدماء الشهداء.
جيش مصر العظيم ليس مجرد مؤسسة عسكرية، بل هو قلب الأمة النابض، نسيج من شعبها، ودماء واحدة، وروح متحدة. إنه خط الدفاع الأول وحارس التاريخ، يحمل على عاتقه مسؤولية حماية الحاضر وصناعة المستقبل، كما حمى الماضي وصانه ببطولات لا تُنسى. لقد روت دماء شهدائه تراب الوطن، فأنبتت عزة وكرامة لا تزول، وظلّت كل ذرة رمل في سيناء شاهدة على أن مصر عصية على الانكسار.
لم يكن نصر أكتوبر مجرد ذكرى، بل هو روح متجددة تمتد إلى حاضرنا. ففي عصر يموج بالتحديات والمتغيرات، تقف القيادة السياسية المصرية اليوم لتجسد تلك الروح، وتعيد إنتاج معجزة العبور بشكل جديد. فإذا كان عبور الأمس هو عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف، فإن عبور الحاضر هو عبور نحو التنمية والنهضة، وتحطيم معوقات الفقر والجهل والتخلف.
لقد جسدت القيادة السياسية في العصر الحاضر الإرادة المصرية في أبهى صورها. فهي التي خططت، واجهت، وبنت، وقادت الشعب نحو مستقبل واعد. فقد خاضت معارك من نوع آخر: معركة بناء الدولة الحديثة، معركة حماية الأمن القومي، معركة التنمية الشاملة، ومعركة الحفاظ على استقرار الوطن وسط محيط إقليمي مليء بالأزمات. وهكذا، تتكامل أدوار الجيش والشعب والقيادة، ليُثبتوا للعالم أن مصر – كما عبرت في الأمس – تعبر اليوم أيضاً، وستعبر غداً بقوة وإرادة لا تلين.
🕊️ رسالة إلى جيشنا العظيم وشعبنا الأصيل وقيادتنا الرشيدة والعالم أجمع:
إن نصر أكتوبر سيبقى محفوراً في الجينات الوراثية للمصريين، تنتقل روحه من جيل إلى جيل، لتظل مصر حاضرة بمجدها وعزتها وكرامتها. جيشها هو حائط الصد الأول، وشعبها هو السند الحقيقي، وقيادتها هي بوصلة التوجيه نحو المستقبل. وليعلم العالم أجمع أن مصر ستظل قلعة الصمود، منارة المجد، وواحة الأمان، لا تنكسر، ولا تُقهر، بإرادة الله ثم بقوة أبنائها.
حفظ الله مصر… قيادةً وشعباً وجيشاً.
DrEng Medhat Youssef Moischool
خطى الوعي
DrEng Medhat Youssef Moischool
ملحمة السادس من أكتوبر.. إرادة لا تُقهر وشعارها “الله أكبر”