المقالات

ملك و كتابة

 

 

سعيد ابراهيم السعيد 

 

تهدد المجاعة آلاف الفلسطينيين في شمال غزة، لا سيما الأطفال، في ظل انعدام الإمدادات الغذائية والمياه النظيفة، منذ 7 أكتوبر الماضي.

 

واشتكى فلسطينيون في عديد من الشهادات، عدم قدرتهم على إيجاد الأكل لأطفالهم الذين بات الهزال والإعياء الشديد واضحاً عليهم.

 

ولجأ سكان غزة والشمال إلى طحن علف الحيوانات للحصول على الدقيق اللازم لإعداد الخبز وضمان بقائهم على قيد الحياة، لكن مخزون تلك الحبوب يتضاءل بشكل كبير.

 

ويعاني سكان شمال قطاع غزة من ظروف صعبة، إذ يجدون أنفسهم غالباً يمضون أياماً كاملة دون تناول الطعام ويتطلب الوضع من البالغين تحمل الجوع حتى يتسنى للأطفال الحصول على الطعام.

 

لا يكتفي الصهاينة بالقتل بل يمارسون سياسة (التجويع والحصار) فبعد حرمان الفلسطيني من الجنسيه وحقه في الاختيار والاستقلال، وبعد قتله بالآلة العسكرية في منازلهم ..يمنعون الغذاء والدواء والشراب وكافة أساسيات الحياة عن سكان غزة ، بالخصوص في الشمال الذي لم تصله مساعدات منذ أسابيع ويعيش سكانه على خلط علف الحيوانات ومواد أخرى كالرمل والتراب لإنتاج الطحين، والآلاف هناك يعيش إما على وجبة واحدة يومياً أو نصف وربع وجبة لا تتعدى تمرات ليظل حياً.

 

الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا ومن قبله رجب أردوغان وصفوا نتنياهو (بهتلر) وأنه يكرر جرائمه التي فعلها ضد الفلسطينيين، فكل ما كان يفعله هتلر يفعله نتنياهو حالياً بالحرف فـ هتلر ونتنياهو أصبحوا كعملة النقود المعدنية بوجهين ملك وكتابة. 

 

هتلر والنازيين أصدروا عام 1935 ما يسمى بقانون “نورمبرج” والذي ألغى مواطنة اليهود ونزع عنهم الجنسية. 

 

سياسة نازية كانت تستهدف اليهود كدين وعرق، ومنذ هذا التاريخ بدأت مقدمات الهولوكوست التي تطورت من حرمان اليهود من الجنسية ومعظم خدمات الدولة، مقابل تمتع كل الألمان بهذه الخدمات ومزايا الجنسية، حتى بدأت عمليات إبادة اليهود منذ عام 1941 فيما عرف لاحقا بالهولوكوست.

 

ما يفعله نتنياهو في غزة يتشابه مع ما فعله هتلر باليهود

 

ولشرح التشابه بين إسرائيل والنازية هطرح على حضراتكم عدة نقاط لتقريب المسألة.

 

. إسرائيل لا تعترف بمواطنة 6 مليون فلسطيني في الضفة و غزة، وتحرمهم من الجنسية برفضها لاستقلال دولتهم أو ما يعرف بحل الدولتين ، وقد اجتمع الكنيست والحكومة أمس في رفض قيام هذه الدولة على هذا الأساس..وهو نفس ما فعله هتلر في قوانين نورمبرغ في البداية مثلما أشرنا منذ قليل.

 

. إسرائيل تعطي الجنسية لمستوطنين الضفة الغربية وعددهم 700 ألف، وهؤلاء المستوطنين جميعهم (يهود) فهم يُعطون الجنسية وخدماتها وميزاتها حسب الدين والعرق، ويحرمون منها 4 مليون فلسطيني بالضفة أيضا حسب الدين والعرق، فالمسلم والعربي والأرمني والسرياني بالضفة ليس له حق الجنسية ما دام ليس يهودياً.

 

. الشعب الفلسطيني بالضفة وغزة يعيش منذ سنوات طويلة في ظل أوضاع (قوانين نورمبرغ) النازية بالضبط، فهو هدف لكل جندي ومستوطن صهيوني بشكل يومي، ومنازلهم وأرواحهم تتعرض للهجوم بشكل دائم، وهذا الذي كان يحدث لليهود في ألمانيا..لذلك فتشبيه الرئيس البرازيلي ما يحدث في فلسطين بالهولوكوست صحيح وموثق تاريخيا ولا يمكن لإسرائيل إنكاره بشكل علمي.

 

. إسرائيل قتلت وأصابت في غزة حتى الآن أكثر من 100 ألف فلسطيني في غضون عدة أشهر، ناهيك عن تدمير معظم منازل ومؤسسات قطاع غزة بما يجعله غير صالح للسَكَن، فهي جريمة حرب وإبادة متعمدة هي نتاج طبيعي لتطبيق قوانين نورمبرغ على الفلسطينيين..واعلم أنه لولا الضغوط الدولية والإقليمية ورقابة السوشيال ميديا وتدخل محكمة العدل لارتفع هذا الرقم أضعاف وقتلت إسرائيل مئات الآلاف خلال نفس الفترة.

 

. الصهاينة يكررون ليس فقط جرائم ألمانيا النازية بل يتبعون أسلوب موسولويني والفاشية الإيطالية في قتل 600 ألف أثيوبي أثناء غزو إيطاليا لأثيوبيا سنة 1935م في حرب غير متكافئة، حيث قصفت إيطاليا أثيوبيا بالطائرات ودمرت منازل المديين ومربعات سكنية بشكل واسع، واتبعت سياسة الإرهاب والقتل الجماعي ضد كل من يقاوم الاحتلال الإيطالي.

 

. إسرائيل تعتقل الفلسطينيين بالضفة والقطاع لأشهر وسنوات دون محاكمة أو تهمة، فقط لمجرد شك الأمن في دورهم بمقاومة الاحتلال أو لمجرد رمي الطوب يقوم الصهاينة باعتقال الفلسطينيين بما يسمى (الاعتقال الإداري) وهو نوع من التعسف الأمني موجه ضد كل من ليس له جنسية أو يعيش غريبا في أرض ما ولا يُعرَف له هوية، وهذا الذي كان يفعله النازيون بحق اليهود، حيث وبعد تجريد اليهود من الجنسية صار اعتقال وسجن أي يهودي دون محاكمة أمر شائع في الدولة النازية..ونتنياهو يكرر هذه السياسة الآن ضد الفلسطينيين بالحرف.

 

. تصريحات قادة إسرائيل المتكررة أنه لا يوجد مدنيين في غزة وأن سكانها ليسوا بشراً بل حيوانات، هي مجرد استجابة نفسية لرغبة الإبادة الجماعية..فبرغم أن نصف سكان غزة من الأطفال والصبية وبالتالي هم ليسوا محاربين ولا يجب أن يتحملوا تبعات الحرب.

 

 لكن تكرار هذه التصريحات آخرها أمس وزير إسرائيلي يستهزئ ويقول أنه لا يوجد شئ اسمه شعب فلسطيني يؤكد أننا أمام جريمة تاريخية لن تُنسَى ، وأنها موثقة بالصوت والصورة لتبقى خالدة وشاهدة على بشاعة الصهيونية وداعميها سواء بالسلاح والإعلام والسياسة، أو التبرير

ما تفعله إسرائيل عدوانا وليس دفاعا عن النفس.

#حفظ_الله_مصر

ملك و كتابة

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار