حين يلتقي الإعلام بالمسؤولية تتجدد قيم التنوع في العراق
ساهرة رشيد/ العراق
انطلاقاً من هذه الفكرة، عقد مركز الدراسات والبحوث في وزارة الثقافة والسياحة والآثار ورشةً تدريبيةً للكادر الإعلامي المتقدم في الوزارة، وبالتعاون مع قسم التنوع الثقافي.
وتضمنت أعمال الورشة التدريبية، التي أُقيمت تحت عنوان (الإعلام والتنوع الثقافي.. تمكين وكتابة مسؤولية)، واستمرت يومين متتاليين في قاعة عشتار بمقر الوزارة يومي الثلاثاء والأربعاء الموافق 3-4 أيلول 2025، محاور عدة قدّمتها الدكتورة إيناس القباني، التي أكدت على تعزيز الإعلام المسؤول وترسيخ قيم التنوع الثقافي في المجتمع العراقي.
ومن خلال فتح باب الحوار مع الحضور من الإعلاميين، جرت نقاشات مستفيضة من أجل تمكين الكوادر الإعلامية والفنية من المعرفة النظرية والمهارات العملية اللازمة لصياغة خطاب إعلامي مهني ومتوازن يحترم جميع المكونات الثقافية والاجتماعية في العراق.
وعرّجت القباني على أبرز محاور الورشة، مشيرةً إلى التدريب، كما تطرّقت إلى مفهوم الإعلام المسؤول والكتابة المسؤولة، الذي يقوم على الموضوعية والحياد والشفافية، مع الابتعاد عن التحريض أو التمييز، مؤكدةً أن العراق بلد غني بثقافاته المتعددة التي تعكس حضاراته العريقة وتتيح التعايش المشترك بين مختلف المكونات.
كما تطرقت القباني إلى أهم المرتكزات الإعلامية لخدمة التنوع الثقافي، وقالت إنها تشمل: تعزيز الهوية الوطنية الجامعة، وتعزيز مفهوم الأمن الفكري الذي يحمي إرث وتاريخ جميع الأطياف العراقية، مع اعتماد الموضوعية والحقائق، وتشجيع الحوار والاندماج، والتثقيف والوعي بالتراث المشترك، ومواجهة خطاب الكراهية عبر إنتاج محتوى إعلامي يعكس المصالح المشتركة بين جميع المكونات.
وأشارت القباني إلى نماذج إعلامية ناجحة في التنوع الثقافي، منها شبكة الإعلام العراقي التي تقدم وثائقيات وحوارات عن الأديان والتراث، وقنوات كردية مثل روداو وNRT، إضافة إلى قناة الموصلية التي ركزت بعد تحرير الموصل على إعادة دمج المكونات المختلفة في المجتمع، وكذلك قناة البصرة، وقناة الفلوجة، وقناة كربلاء.
وقد استخدمت الورشة الأساليب الحديثة في العرض التقديمي أمام المشتركين، وقدّمت نماذج من أخبار تركّز على موضوع التنوع الثقافي في العراق، باستخدام أخبار صيغت بطريقة مغلوطة لغرض التدريب، حيث قام المشتركون بتصحيحها ومناقشة الثغرات فيها، وتمت الإشارة إلى جميع ما ورد ضمن ضوابط العمل الصحفي الاحترافي للإعلام الحكومي في ميدان التنوع الثقافي.
واختُتمت الورشة بكلمة الدكتورة القباني، التي قالت فيها: إن بناء هوية وطنية جامعة يمنع التدخل الخارجي الذي يستغل الانقسامات الداخلية ويهشّم مفهوم التنوع الثقافي من خلال استهداف منظومة الأمن الفكري للموروث والتنوع الثقافي في العراق، مؤكدةً أن الإعلامي الذي يعمل في المؤسسات الحكومية عليه الحفاظ على الضوابط والقيم المؤسسية، وعدم الخروج عن السياق أو الميل إلى مفاهيم خارج هذا الإطار.