الرئيسيةUncategorizedمن الصندوق إلى الثقة: كيف تُبنى المشاركة الانتخابية دون صدام؟
Uncategorized

من الصندوق إلى الثقة: كيف تُبنى المشاركة الانتخابية دون صدام؟

من الصندوق إلى الثقة: كيف تُبنى المشاركة الانتخابية دون صدام؟

بقلم الجيوفيزيقي محمد عربي نصار

 

مقدمة تاريخية سياسية

 

لم تكن الانتخابات في أي دولة، عبر التاريخ الحديث، مجرد إجراء تنظيمي أو استحقاق زمني، بل كانت دائمًا مرآة دقيقة للعلاقة بين الدولة والمجتمع.

ففي أوروبا ما بعد الحروب الكبرى، وفي دول شرق آسيا خلال مراحل التحول الاقتصادي، لم تُقاس قوة الدولة بعدد القوانين وحدها، بل بمدى استعداد المواطن للمشاركة الطوعية في صناعة القرار.

 

وفي المنطقة العربية، وضمن السياق المصري تحديدًا، ارتبطت المشاركة السياسية تاريخيًا بلحظات التحول الكبرى؛ فكلما شعر المواطن أن صوته جزء من مشروع وطني واضح، ارتفعت نسب التفاعل، وكلما غابت الرؤية أو تراجع التواصل، ظهرت حالة من الفتور السياسي الهادئ، لا الاحتجاجي، بل الصامت.

 

وهنا يصبح السؤال مشروعًا، لكنه بالغ الحساسية:

كيف يمكن توسيع قاعدة المشاركة الانتخابية دون إثارة توترات، ودون تحميل المسؤوليات، ودون المساس باستقرار الدولة؟

 

المشاركة الانتخابية: مؤشر ثقة لا رقم إحصائي

 

من الخطأ التعامل مع نسب المشاركة بوصفها أرقامًا جامدة.

في العلوم السياسية الحديثة، تُقرأ المشاركة الانتخابية باعتبارها مؤشر ثقة مؤسسية، لا مقياس ولاء أو معارضة.

 

انخفاض الإقبال لا يعني بالضرورة رفضًا، كما أن ارتفاعه لا يعني دائمًا رضا مطلقًا.

في كثير من الدول المستقرة، شهدت الانتخابات تراجعًا نسبيًا في المشاركة مع اتساع الدولة وتعقّد مؤسساتها، وهو ما دفع هذه الدول إلى تطوير أدوات التواصل بدل الاكتفاء بالإجراءات.

 

لماذا يعزف المواطن بهدوء؟

 

العزوف الانتخابي، حين يكون بلا ضجيج، يحمل دلالة مختلفة؛

فهو لا يعبر عن قطيعة، بل عن تساؤل غير مُجاب.

 

المواطن البسيط لا يسأل عن النظم السياسية الكبرى، بل عن:

 

أثر البرلمان على حياته اليومية

 

حدود دور النائب وصلاحياته

 

الفارق بين المجالس التشريعية

 

جدوى صوته في معادلة معقدة

 

وحين لا يجد إجابة مبسطة، يختار الصمت بدل الرفض، والغياب بدل الجدل.

 

الدولة والمواطن: من الخطاب إلى الشراكة

 

الخبرة الدولية تُشير إلى حقيقة مهمة:

الدولة لا تجذب الناخب بالنداء، بل بالشراكة.

 

حين يشعر المواطن أن:

 

صوته يُحتسب

 

مشاركته تُقدَّر

 

رأيه لا يُستهان به

 

فإنه يعود طوعًا، لا بدعوة، ولا بحشد.

 

ومن هنا، فإن الحل لا يكمن في الضغط المعنوي أو الخطاب الوعظي، بل في تحويل المشاركة من واجب إلى قيمة مضافة.

 

إعادة تعريف دور البرلمان في الوعي العام

 

جزء معتبر من الفتور الانتخابي يرتبط بغياب الفهم الدقيق لدور المجالس النيابية.

فالخلط بين ما هو تشريعي وما هو خدمي، وبين ما هو رقابي وما هو تنفيذي، خلق توقعات غير واقعية، ثم إحباطًا هادئًا.

 

إعادة بناء هذا الوعي لا تحتاج إلى خطاب سياسي، بل إلى:

 

تبسيط الأدوار

 

توضيح الاختصاصات

 

عرض الإنجازات بلغة مفهومة

 

الاعتراف بالحدود المؤسسية دون تبرير أو إنكار

 

تسهيل المشاركة… دون ضجيج

 

كل تجربة انتخابية ناجحة عالميًا تثبت أن سهولة الإجراء تسبق قوة الخطاب.

 

حين تكون اللجنة قريبة، والوقت مرنًا، والتجربة إنسانية، يشعر المواطن أن الدولة تحترم وقته وكرامته، فيبادِلها الاحترام بالمشاركة.

 

هذه التفاصيل الصغيرة، غير المثيرة إعلاميًا، تصنع الفارق الحقيقي.

 

الديمقراطية كمسار لا كمناسبة

 

أخطر ما يمكن أن تواجهه أي تجربة ديمقراطية هو حصرها في يوم انتخابي.

الديمقراطية الصحية تُمارَس بين الانتخابات، لا خلالها فقط.

 

التواصل المستمر، اللقاءات الدورية، الاستماع الحقيقي، والشفافية الهادئة، كلها عناصر تُعيد السياسة إلى طبيعتها:

خدمة عامة لا ساحة صراع.

 

الخاتمة: الحل في الهدوء لا في الصدام

 

تعزيز المشاركة الانتخابية لا يحتاج إلى شعارات كبرى، ولا إلى معارك خطابية، ولا إلى تفسيرات دفاعية.

 

الحل يكمن في:

 

تطوير هادئ

 

تواصل ذكي

 

احترام وعي المواطن

 

اعتبار المشاركة رصيدًا استراتيجيًا للدولة

 

فحين يشعر المواطن أن الدولة تثق به،

سيبادر هو بالثقة…

وسيأتي إلى الصندوق دون دعوة.

 

حفظ الله مصر وشعبها العظيم وقياداتها الحكيمة وابطالها البواسل

من الصندوق إلى الثقة: كيف تُبنى المشاركة الانتخابية دون صدام؟
بقلم الجيوفيزيقي محمد عربي نصار

مقدمة تاريخية سياسية

لم تكن الانتخابات في أي دولة، عبر التاريخ الحديث، مجرد إجراء تنظيمي أو استحقاق زمني، بل كانت دائمًا مرآة دقيقة للعلاقة بين الدولة والمجتمع.
ففي أوروبا ما بعد الحروب الكبرى، وفي دول شرق آسيا خلال مراحل التحول الاقتصادي، لم تُقاس قوة الدولة بعدد القوانين وحدها، بل بمدى استعداد المواطن للمشاركة الطوعية في صناعة القرار.

وفي المنطقة العربية، وضمن السياق المصري تحديدًا، ارتبطت المشاركة السياسية تاريخيًا بلحظات التحول الكبرى؛ فكلما شعر المواطن أن صوته جزء من مشروع وطني واضح، ارتفعت نسب التفاعل، وكلما غابت الرؤية أو تراجع التواصل، ظهرت حالة من الفتور السياسي الهادئ، لا الاحتجاجي، بل الصامت.

وهنا يصبح السؤال مشروعًا، لكنه بالغ الحساسية:
كيف يمكن توسيع قاعدة المشاركة الانتخابية دون إثارة توترات، ودون تحميل المسؤوليات، ودون المساس باستقرار الدولة؟

المشاركة الانتخابية: مؤشر ثقة لا رقم إحصائي

من الخطأ التعامل مع نسب المشاركة بوصفها أرقامًا جامدة.
في العلوم السياسية الحديثة، تُقرأ المشاركة الانتخابية باعتبارها مؤشر ثقة مؤسسية، لا مقياس ولاء أو معارضة.

انخفاض الإقبال لا يعني بالضرورة رفضًا، كما أن ارتفاعه لا يعني دائمًا رضا مطلقًا.
في كثير من الدول المستقرة، شهدت الانتخابات تراجعًا نسبيًا في المشاركة مع اتساع الدولة وتعقّد مؤسساتها، وهو ما دفع هذه الدول إلى تطوير أدوات التواصل بدل الاكتفاء بالإجراءات.

لماذا يعزف المواطن بهدوء؟

العزوف الانتخابي، حين يكون بلا ضجيج، يحمل دلالة مختلفة؛
فهو لا يعبر عن قطيعة، بل عن تساؤل غير مُجاب.

المواطن البسيط لا يسأل عن النظم السياسية الكبرى، بل عن:

أثر البرلمان على حياته اليومية

حدود دور النائب وصلاحياته

الفارق بين المجالس التشريعية

جدوى صوته في معادلة معقدة

وحين لا يجد إجابة مبسطة، يختار الصمت بدل الرفض، والغياب بدل الجدل.

الدولة والمواطن: من الخطاب إلى الشراكة

الخبرة الدولية تُشير إلى حقيقة مهمة:
الدولة لا تجذب الناخب بالنداء، بل بالشراكة.

حين يشعر المواطن أن:

صوته يُحتسب

مشاركته تُقدَّر

رأيه لا يُستهان به

فإنه يعود طوعًا، لا بدعوة، ولا بحشد.

ومن هنا، فإن الحل لا يكمن في الضغط المعنوي أو الخطاب الوعظي، بل في تحويل المشاركة من واجب إلى قيمة مضافة.

إعادة تعريف دور البرلمان في الوعي العام

جزء معتبر من الفتور الانتخابي يرتبط بغياب الفهم الدقيق لدور المجالس النيابية.
فالخلط بين ما هو تشريعي وما هو خدمي، وبين ما هو رقابي وما هو تنفيذي، خلق توقعات غير واقعية، ثم إحباطًا هادئًا.

إعادة بناء هذا الوعي لا تحتاج إلى خطاب سياسي، بل إلى:

تبسيط الأدوار

توضيح الاختصاصات

عرض الإنجازات بلغة مفهومة

الاعتراف بالحدود المؤسسية دون تبرير أو إنكار

تسهيل المشاركة… دون ضجيج

كل تجربة انتخابية ناجحة عالميًا تثبت أن سهولة الإجراء تسبق قوة الخطاب.

حين تكون اللجنة قريبة، والوقت مرنًا، والتجربة إنسانية، يشعر المواطن أن الدولة تحترم وقته وكرامته، فيبادِلها الاحترام بالمشاركة.

هذه التفاصيل الصغيرة، غير المثيرة إعلاميًا، تصنع الفارق الحقيقي.

الديمقراطية كمسار لا كمناسبة

أخطر ما يمكن أن تواجهه أي تجربة ديمقراطية هو حصرها في يوم انتخابي.
الديمقراطية الصحية تُمارَس بين الانتخابات، لا خلالها فقط.

التواصل المستمر، اللقاءات الدورية، الاستماع الحقيقي، والشفافية الهادئة، كلها عناصر تُعيد السياسة إلى طبيعتها:
خدمة عامة لا ساحة صراع.

الخاتمة: الحل في الهدوء لا في الصدام

تعزيز المشاركة الانتخابية لا يحتاج إلى شعارات كبرى، ولا إلى معارك خطابية، ولا إلى تفسيرات دفاعية.

الحل يكمن في:

تطوير هادئ

تواصل ذكي

احترام وعي المواطن

اعتبار المشاركة رصيدًا استراتيجيًا للدولة

فحين يشعر المواطن أن الدولة تثق به،
سيبادر هو بالثقة…
وسيأتي إلى الصندوق دون دعوة.

حفظ الله مصر وشعبها العظيم وقياداتها الحكيمة وابطالها البواسل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *