من نشاركه العمر
بقلم الكاتبة : سلوى عبد الكريم
من نحبه بقلوبنا أم من يكون الأنسب بعقولنا ؟
فالقلب يهوى بلا قيود بلا أعراف بلا قوانين والعقل يحاسب ويدقق ويفند كل تفصيلة وأن عشق القلب فلا مكان حين ذاك للعقل وأن لم يعشق القلب فيكون العقل سيداً للموقف والحاكم الناهي في الإختيار ويصبح اختياراً جامداً مجرداً من المشاعر والأحاسيس
والسعيد من ينعم بتوافق القلب والعقل معا والإتزان بينهما فكن منصفاً لا تتمسك بعقلك دائما وتنصاع الي ما يصبو إليه دون أن تصغى لنداء قلبك فالحياة ليست عقلانية فحسب
ولا تنجرف بقلبك فقط كنجراف المياه في الجداول والأنهار فالعاطفة ليست كل شيء في الحياة
فلا تعمي قلبك ولا تغلق عقلك كن إنسان متزن معتدل مرن لا يقف على قدمٍ واحده فالطير لا يطير بجناحٍ واحد
لا تُفرط في مشاعرك ولا تبخل بها اعتدل بين هذا وتلك
حافظ على سلامة قلبك من التهميش ورجاحة عقلك من الإستخفاف به حتى لا تندم من اندفاع مشاعرك لمن لا يستحق
ونعلم تماما أننا لا نملك سلطاناً على قلوبنا فى الحب أو الكراهة فهى تحب وتهوى من تريد دون إستئذان أو تراجع ولكن أترك لنفسك مساحة كافية ووقت كافي تراقب فيه فعل الأخر معك فنتاج فعله تجاهك من سلوك أو تصرف من كلمه طيبه أو حتى نظرة عابره يكن له إما عظيم الأثر على قلبك وعقلك ونفسك أو أنه يمر على قلبك وعقلك ونفسك دون أثر
راقب مدى إستقبال وقبول قلبك وعقلك لأفعاله سلوكياته أو حتي تلك النظره
فكثيرا من الأحيان نجد نماذج يعلو بها صوت القلب لم تكن تناسب الشخص بناءً على صوت العقل وكثيراً نجد العكس وكلاهما تظهره العشرة ولم تحمد عواقبه
فحبك أو بغضك إنسجامك أو تنافرك قبولك أو رفضك شغفك أو فتورك يكن نتاج تراكمات المواقف والتصرفات والأفعال التي تصدر عن الشخص نفسه والأفكار التى يتبناها ومبادئه التى يعتنقها
فهى مؤشر وإنذار لما عليه من صفات وخصال وما يكمن داخله من طبيعة أفكاره ، معتقداتة ،مبادئه وطباعه فى مختلف المواقف إين هو من الله وإين الله منه هل هو عقلاني أم جنوني ، هادئ أم تتملكه العصبية ، مرن أم متحجر ، لين أم فظ ، رحيم أم قاسي ، عطوف أم متبلد ، ودود أم فاتر المشاعر أنتبه جيدا لهذا وذاك وتلك
فلا تغمض عينك وتعمي قلبك أو تغلق عقلك عن تحليل المواقف الحياتية معه احكم بحيادية عن فعله في الموقف أو رد فعله تجاه هذا الموقف
ولا تراهن على حسن أخلاقك أنت وطيبة قلبك ونقاء نفسك فإن لم يكن الشريك على قدر من تلك الخصال والصفات الحميده فلا مجال للشك أنك مهما حاولت وداومت على إظهار أفضل نسخة طيبة وحسنه داخلك
سيؤدي بسوء عشرته وتحجر طبعه وسوء أفكاره لإخراج أسوء نسخة منك رغما عنك ورهانك خاسر حين ذاك
“فاعلم جيدا أن العشرة السيئة تفسد الأخلاق الحسنة ”
وفقكم الله إلي حسن القرار والإختيار دائما وأبداً ..