الرئيسيةUncategorizedمن هنا نبدأ … الوطن لا يعرف المعارضة بل يؤمن بالولاء الواعي ومنهج البناء
Uncategorized

من هنا نبدأ … الوطن لا يعرف المعارضة بل يؤمن بالولاء الواعي ومنهج البناء

من هنا نبدأ …

 

الوطن لا يعرف المعارضة بل يؤمن بالولاء الواعي ومنهج البناء

 

د. م. مدحت يوسف

التاريخ 7 ديسمبر 2025

 

في الوسط المجتمعي انتشرت مفاهيم خاطئة ومغلوطة عن الوطن وعن العلاقة بين الإنسان والدولة فأصبحت الكلمات تتداول دون وعي حقيقي بمعناها وأصبح البعض يظن أن الوطنية شعارات والمعارضة بطولة وأن إظهار السلبيات شجاعة بينما تمجيد الإيجابيات ضعف وأصبح هناك من يصنف نفسه في صفوف ضد صفوف وكأن الوطن فريقان متنازعان وليس بيتا واحدا يجمع الجميع وهذا الخلل في الفهم هو الخطر الأكبر على تماسك المجتمعات لأنه يهدم المعنى الحقيقي للانتماء ويفصل الإنسان عن أرضه وعن مسؤوليته تجاهها

 

لست سياسيا ولكني رجل عملي تعلمت من الهندسة أن الحياة لا تدار بالشعارات وإنما بالفعل وأن القيمة الحقيقية تقاس بالنتائج والوطن في جوهره ليس فكرة مجردة بل أرض يعيش عليها الإنسان وسماء تظله وماء يشربه وخير يأكل منه وهوية يحملها أينما ذهب وانتماء يسكن القلب قبل أن يسكن الوثائق والحدود

 

الوطن هو المكان الذي يولد فيه الإنسان أو يستقر عليه بإرادته فيصبح مسؤولا عنه بحقيقة الحياة ومن يمشي على أرضه ويسكن في بيوته ويأمن في طرقاته ويتمتع بخدماته وينعم بموارده يصبح جزءا عضويا منه مرتبطا به وجودا ومصيرا وواجبا

 

خلق الله الأرض وهيأها قبل أن يخلق الإنسان ثم جعله خليفة فيها ليعمرها لا ليخربها ليبنيها لا ليهدمها ليحفظ توازنها لا ليعبث بها ومن هنا تتضح فقه الأولويات في الحياة فالأولوية الأولى هي بقاء الأرض آمنة مستقرة ثم يأتي بعد ذلك كل شيء آخر فلا تنمية بلا أمن ولا تطوير بلا استقرار ولا نهضة بلا حوكمة ولا قوة بلا وحدة

 

وفي هذا العصر لم تعد الأوطان تعيش في عزلة بل أصبحت في منافسة عالمية شاملة منافسة في العلم والاقتصاد والتقنية والصناعة والأمن والاستقرار والسمعة الدولية وكل دولة اليوم تسعى لتكون في مقدمة الدول لا لتبقى متأخرة ومن هنا يصبح واجبا على كل مواطن أن يكون لبنة بناء في هذه المسيرة لا معولا للهدم ولا صوتا للإحباط ولا أداة لنشر الضعف

 

إن ما يسمى بالمعارضة في صورتها المنتشرة اليوم ليس اختلافا صحيا ولا رأيا موضوعيا وإنما هو في كثير من صوره تضخيم للسلبيات وإسقاط للنجاحات وبث لروح الشك وإضعاف للثقة وتشويه للمنجزات وهذا سلوك مهما تنوعت مبرراته لا يخدم وطنا ولا يبني مستقبلا ولا يصنع نهضة بل يفتح أبواب الفوضى ويغذي الانقسام ويزرع الإحباط في النفوس

 

أما الاختلاف الحقيقي فهو ضروري ومطلوب ولكنه اختلاف واع مبني على العلم والمعايير الصحيحة هدفه الإصلاح لا التشكيك والتقويم لا الإسقاط والنقد من أجل البناء لا من أجل الهدم وهذا النوع من الاختلاف هو أرقى صور الولاء لأنه يضع مصلحة الوطن فوق المصالح الشخصية ويبحث عن الحل قبل أن يبحث عن اللوم

 

الولاء الواعي للوطن لا يعني التطبيل ولا التزييف ولا تجاهل المشكلات بل يعني التعامل معها بعقل راشد وقلب مخلص وعين ترى المستقبل لا اللحظة ويتمثل في دعم الإيجابيات وتعظيم النجاحات والمشاركة في الحلول وتحمل المسؤولية والقيام بالدور الحقيقي في دائرة العمل والعلم والإنتاج

 

لا توجد قيادة تسعى لفشل وطنها ولا توجد حكومة ترغب في تراجع شعبها فالطموح إلى النجاح غريزة فطرية ولكن النجاح لا يتحقق بجهد طرف واحد بل بتكامل الجميع وباستقامة الوعي وبوضوح الهدف وبوحدة المصير وكل من يعيش على هذه الأرض مسؤول عن رفعتها بطريقته ومجاله ومكانه

 

الوطن ليس ساحة صراع بين أفكار متناحرة بل هو جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تألمت له بقية الأعضاء وكل فكرة تهدمه هي طعنة في قلب الجميع وكل فكرة تبنيه هي شريان حياة جديد فيه

 

لقد خلقنا للتعمير لا للتخريب وللإصلاح لا للإفساد وللوحدة لا للتفرقة وحين نفهم ذلك يصبح الولاء سلوكا يوميا وتصبح المواطنة رسالة ويغدو البناء واجبا مقدسا ونصنع بأيدينا وطنا قويا آمنا مستقرا قادرا على المنافسة والبقاء والريادة بإذن الله

#خطى_الوعي 

#د_مدحت_يوسف #مدحت #التحدي #الأخلاقيات #النجاح #الهدف 

خطى الوعي 

DrEng Medhat Youssef Moischool

من هنا نبدأ …

الوطن لا يعرف المعارضة بل يؤمن بالولاء الواعي ومنهج البناء

د. م. مدحت يوسف
التاريخ 7 ديسمبر 2025

في الوسط المجتمعي انتشرت مفاهيم خاطئة ومغلوطة عن الوطن وعن العلاقة بين الإنسان والدولة فأصبحت الكلمات تتداول دون وعي حقيقي بمعناها وأصبح البعض يظن أن الوطنية شعارات والمعارضة بطولة وأن إظهار السلبيات شجاعة بينما تمجيد الإيجابيات ضعف وأصبح هناك من يصنف نفسه في صفوف ضد صفوف وكأن الوطن فريقان متنازعان وليس بيتا واحدا يجمع الجميع وهذا الخلل في الفهم هو الخطر الأكبر على تماسك المجتمعات لأنه يهدم المعنى الحقيقي للانتماء ويفصل الإنسان عن أرضه وعن مسؤوليته تجاهها

لست سياسيا ولكني رجل عملي تعلمت من الهندسة أن الحياة لا تدار بالشعارات وإنما بالفعل وأن القيمة الحقيقية تقاس بالنتائج والوطن في جوهره ليس فكرة مجردة بل أرض يعيش عليها الإنسان وسماء تظله وماء يشربه وخير يأكل منه وهوية يحملها أينما ذهب وانتماء يسكن القلب قبل أن يسكن الوثائق والحدود

الوطن هو المكان الذي يولد فيه الإنسان أو يستقر عليه بإرادته فيصبح مسؤولا عنه بحقيقة الحياة ومن يمشي على أرضه ويسكن في بيوته ويأمن في طرقاته ويتمتع بخدماته وينعم بموارده يصبح جزءا عضويا منه مرتبطا به وجودا ومصيرا وواجبا

خلق الله الأرض وهيأها قبل أن يخلق الإنسان ثم جعله خليفة فيها ليعمرها لا ليخربها ليبنيها لا ليهدمها ليحفظ توازنها لا ليعبث بها ومن هنا تتضح فقه الأولويات في الحياة فالأولوية الأولى هي بقاء الأرض آمنة مستقرة ثم يأتي بعد ذلك كل شيء آخر فلا تنمية بلا أمن ولا تطوير بلا استقرار ولا نهضة بلا حوكمة ولا قوة بلا وحدة

وفي هذا العصر لم تعد الأوطان تعيش في عزلة بل أصبحت في منافسة عالمية شاملة منافسة في العلم والاقتصاد والتقنية والصناعة والأمن والاستقرار والسمعة الدولية وكل دولة اليوم تسعى لتكون في مقدمة الدول لا لتبقى متأخرة ومن هنا يصبح واجبا على كل مواطن أن يكون لبنة بناء في هذه المسيرة لا معولا للهدم ولا صوتا للإحباط ولا أداة لنشر الضعف

إن ما يسمى بالمعارضة في صورتها المنتشرة اليوم ليس اختلافا صحيا ولا رأيا موضوعيا وإنما هو في كثير من صوره تضخيم للسلبيات وإسقاط للنجاحات وبث لروح الشك وإضعاف للثقة وتشويه للمنجزات وهذا سلوك مهما تنوعت مبرراته لا يخدم وطنا ولا يبني مستقبلا ولا يصنع نهضة بل يفتح أبواب الفوضى ويغذي الانقسام ويزرع الإحباط في النفوس

أما الاختلاف الحقيقي فهو ضروري ومطلوب ولكنه اختلاف واع مبني على العلم والمعايير الصحيحة هدفه الإصلاح لا التشكيك والتقويم لا الإسقاط والنقد من أجل البناء لا من أجل الهدم وهذا النوع من الاختلاف هو أرقى صور الولاء لأنه يضع مصلحة الوطن فوق المصالح الشخصية ويبحث عن الحل قبل أن يبحث عن اللوم

الولاء الواعي للوطن لا يعني التطبيل ولا التزييف ولا تجاهل المشكلات بل يعني التعامل معها بعقل راشد وقلب مخلص وعين ترى المستقبل لا اللحظة ويتمثل في دعم الإيجابيات وتعظيم النجاحات والمشاركة في الحلول وتحمل المسؤولية والقيام بالدور الحقيقي في دائرة العمل والعلم والإنتاج

لا توجد قيادة تسعى لفشل وطنها ولا توجد حكومة ترغب في تراجع شعبها فالطموح إلى النجاح غريزة فطرية ولكن النجاح لا يتحقق بجهد طرف واحد بل بتكامل الجميع وباستقامة الوعي وبوضوح الهدف وبوحدة المصير وكل من يعيش على هذه الأرض مسؤول عن رفعتها بطريقته ومجاله ومكانه

الوطن ليس ساحة صراع بين أفكار متناحرة بل هو جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تألمت له بقية الأعضاء وكل فكرة تهدمه هي طعنة في قلب الجميع وكل فكرة تبنيه هي شريان حياة جديد فيه

لقد خلقنا للتعمير لا للتخريب وللإصلاح لا للإفساد وللوحدة لا للتفرقة وحين نفهم ذلك يصبح الولاء سلوكا يوميا وتصبح المواطنة رسالة ويغدو البناء واجبا مقدسا ونصنع بأيدينا وطنا قويا آمنا مستقرا قادرا على المنافسة والبقاء والريادة بإذن الله
#خطى_الوعي
#د_مدحت_يوسف #مدحت #التحدي #الأخلاقيات #النجاح #الهدف
خطى الوعي
DrEng Medhat Youssef Moischool

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *