لا شيءَ يَجمعُ شملَ الرَّحلِ والحُلمِ
والقلبُ يسكنُ بين الحزنِ والألمِ .
لا شيءَ يوقِطُ من في عتمِها غَرِقوا
إلاَّ الذي استَبَقَ الآثامَ بالنّدمِ .
ألحرفُ يبكي على من جمَّعوهُ سُدى
حتّى الِّلسانُ غَدى يعجَز عنِ الكَلِمِ .
تختارُ أرصِفَةً تُلقي بها وجَعك ْ
أو تُلقِها ندماً في موضعِ العَدمِ .
أو تُلقِها حُجُباً حيثُ الصَّدى ترَكَكْ
أو تُعطِها أملاً في جوفِ مغتَنِمِ .
هلْ فارقَ الدّمعُ عيناً شوقَها ذرَفت
أم أطفأتْ لهَبَ الذليلِ المُرغَمِ .
أو أنَّها غرَفت من موضعٍ سقَماً
بلْ واستعارت حنينَ الَّلغوِ والنَّهَمِ .
تذروهُ في وجَعِ الأيَّام تسكبُهُ
بين الرَّكامِ على الآكامِ والحِمَمِ .
أُطفئ بهِ لهباً تحويهِ أضلاعكْ
بل واستقيهِ لبعضِ الزّهرِ والنَّسمِ .
هل خزَّن الإثْمُ في أجوافنا وهماً
نشتاقُ نسألهُ عن بلسمِ النِّعَمِ .
يكفي فقد جُبِلتْ أرواحنا ظلماً
لو جمّعوهُ يفوقُ الوصفَ للألم ِ .
آتٍ لأملأً بعضَ الحبّ أوعِيَتي
أحتاج منهُ لأسقي رشفَهُ حُلمي .
شعر مهدي خليل البزال .
ديوان الملائكة .
10/10/2023.